شهدت مدينة ابن جرير، يوم الخميس 18 دجنبر 2025، إعطاء الانطلاقة الرسمية لفعاليات الدورة الخامسة من مهرجان ابن جرير للضحك، المنظم تحت شعار «لنضحك من أجل الحياة»، خلال الفترة الممتدة ما بين 18 و20 دجنبر 2025، في أجواء تنظيمية محكمة عكست النضج الذي بلغه هذا الموعد الثقافي والفني السنوي.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الفنية بمبادرة من جمعية ابتسامة، وتحت إشراف عمالة إقليم الرحامنة، وبدعم من مجلس جهة مراكش–آسفي وجماعة ابن جرير، في إطار رؤية ثقافية تروم جعل الفن، وخاصة فن الضحك، رافعة للتنمية الإنسانية والاجتماعية، وأداة فعالة للتواصل والتعبير وتعزيز الصحة النفسية.
وعرف اليوم الافتتاحي برنامجا غنيا ومتعدد الأبعاد، جمع بين التكوين الفني والتأطير الإبداعي والنقاش الفكري. حيث احتضنت مدرسة الحسن بن عمر الزهراوي الابتدائية خلال الفترة الصباحية ماستر كلاس في فن الستانداب كوميدي، من تأطير الفنان عبد الهادي علوكي، والذي تفاعل معه التلميذات والتلاميذ بشكل لافت، في تجربة تعليمية جمعت بين التعلم والترفيه والتحفيز.
وخلال الفترة المسائية، انتقلت أنشطة المهرجان إلى ثانوية وادي المخازن الإعدادية، حيث تواصلت الورشات التكوينية في أجواء إيجابية، أكدت أهمية إدماج الفنون التعبيرية داخل الفضاءات التعليمية، لما لها من دور في تنمية مهارات التواصل، واكتشاف المواهب، وتعزيز الثقة بالنفس لدى فئة الناشئة.
وفي السياق ذاته، احتضن المركز الثقافي ابن جرير جلسة فكرية متميزة بعنوان «الضحك بين الوظيفة النفسية والاجتماعية»، بمشاركة فعاليات تهتم بثقافة الميدان من قبيل: "وردة البرطيع، وأسامة السروت، وهدى العبدي، ومحمد العكاري"، حيث سلطت المداخلات الضوء على الأبعاد النفسية والاجتماعية للضحك، ودوره في تحقيق التوازن النفسي وتقوية الروابط الاجتماعية.
وتواصلت فقرات اليوم الأول خلال الفترة المسائية بـدار الطالب والطالبة انزالت لعظم، عبر تنظيم ورشات فنية وتكوينية لفائدة النزلاء، في خطوة تعكس البعد الاجتماعي والإنساني للمهرجان، وحرصه على الانفتاح على مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وتقريب الفعل الثقافي والفني من مختلف الشرائح المجتمعية.
وقد مرت مختلف أنشطة اليوم الأول في ظروف تنظيمية جيدة، سواء من حيث جودة التأطير، أو مستوى التفاعل الإيجابي للمشاركين، ما يؤكد نجاح الانطلاقة الأولى لهذه الدورة، ويؤشر على برنامج واعد خلال الأيام المقبلة.
ويؤكد مهرجان ابن جرير للضحك، في نسخته الخامسة، حضوره كموعد ثقافي سنوي بارز، يهدف إلى جعل الضحك رسالة إنسانية نبيلة، وأداة للتربية والتكوين، ووسيلة لنشر قيم الأمل والإبداع داخل المجتمع.

