موجع أن نكتشف، مرة أخرى، أن الفساد لا يسرق فقط مليارات الدراهم… بل يسرق الأنفاس الأخيرة للمواطنين.
حين يُترك مستشفى دون تجهيز، وحين تُهدر الميزانيات في الصفقات المشبوهة، وحين يُقدَّم منطق الربح والولاءات على حق الناس في العلاج، فالنتيجة ليست أرقامًا في تقارير المجلس الأعلى للحسابات، بل أسماءٌ تُدفن في صمت.
ما يحصد الأرواح اليوم ليس ضعف الإمكانيات فقط، بل فسادٌ تغلغل حتى صار القتل غير المباشر أمرا عاديا بلا محاسبة.
الأرواح التي ضاعت لم تسقط بسبب نقص الحظ، بل بسبب اختيارات حكومية فاشلة، وتواطؤ مع الفساد، وإفلات دائم من المحاسبة.
الحزن لا يكفي…لأن الصمت شراكة، والتطبيع مع الفساد جريمة أخرى في حق من رحلوا ومن ينتظرون دورهم.


