Sunday 23 November 2025
منبر أنفاس

عمر المصادي: إلى بغيتي الخير لبلادك.. قري ولادك 

عمر المصادي: إلى بغيتي الخير لبلادك.. قري ولادك  عمر المصادي
في عالم تتسارع فيه التحولات الإجتماعية والإقتصادية والتكنولوجيات الحديثة، يتضح أن الأمان الحقيقي للأبناء لا يكمن في المال أو العلاقات، بل في التعليم الجيد، فالعبارة الشعبية المغربية: "إلى بغيتي الخير لبلادك … قري ولادك"، ليست مجرد نصيحة تقليدية، بل خلاصة تجارب وواقع نعيشه يوميا.
الطفل الذي يحظى بتعليم متين لا يكتسب مهارات أكاديمية فقط، بل يكتسب القدرة على التفكير النقدي، واتخاذ القرارات الصحيحة، والإبتكار، وهي أدوات أساسية لمواجهة تحديات العصر، بينما الطفل الذي يترك للصدفة، بلا متابعة أو توجيه، يصبح عرضة للفشل الدراسي، والبطالة، والتهميش الإجتماعي، وحتى الإنحراف.
وتعتبر الأسرة هي الحلقة الأهم في هذه المعادلة، المدرسة قادرة على تقديم المعرفة، لكنها عاجزة عن صناعة الطموح والإنضباط دون دعم الأسرة وتشجيعها المستمر، متابعة الأبناء، الحوار معهم حول دروسهم، تحفيزهم على القراءة والإهتمام ببيئة التعلم داخل البيت، كلها عوامل تحدد الفرق بين طفل ناجح وآخر ضائع.
التعليم اليوم لم يعد ترفا، إنه ضرورة قصوى، سوق العمل الحديث لا يكافئ من يفتقر للمعرفة، بل يكرم المتمكنين من التفكير والمهارات، والأمم التي تستثمر في تعليم أبنائها تتقدم، بينما تلك التي تهمله تتأخر. الإستثمار في التعليم ليس مجرد واجب أخلاقي، بل خطة وطنية لبناء مجتمع قادر على مواجهة المستقبل.
الرسالة واضحة: كل ما تقدمه من مال أو ممتلكات لأطفالك سيزول، لكن المعرفة تبقى معهم أينما ذهبوا. وإذا أردنا حقا الخير لهم ولوطنهم، فلا طريق آخر سوى التركيز على تعليمهم، ودعمهم، وتشجيعهم على حب المعرفة.
إلى بغيتي الخير لبلادك … قري ولادك.
كلمات بسيطة لكنها تحمل رسالة قوية لكل أسرة ومجتمع: التعليم ليس خيارا، إنه طريقنا الوحيد نحو التنمية والمستقبل.