Thursday 6 November 2025

مجتمع

خمسون عامًا من الحكمة.. من التدبير إلى التغيير الوعي بالوحدة الوطنية: من شعار المواطنة إلى مشروع التغيير

خمسون عامًا من الحكمة.. من التدبير إلى التغيير الوعي بالوحدة الوطنية: من شعار المواطنة إلى مشروع التغيير
يعلن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف عن خريطة عمله الجديدة على نهج المرجعية الملكية الحكيمة، انسجاما مع التحولات  الوطنية ورهانات الهوية والسيادة، حيث اختار المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف أن يعلن عن انطلاقة مرحلة جديدة من عمله الفكري والميداني، مستلهِمًا شعارًا جامعًا: "خمسون عامًا من الحكمة... من التدبير إلى التغيير... مرجعية الوحدة."

بهذا الإعلان، يؤكد المرصد أن مشروعه السنوي لهذه السنة سيكون متمحورًا حول تيمةٍ أساسية: “الوعي بالوحدة الوطنية وترسيخها وفق رؤية تسامحية، غير عقارية ولا انتقامية، تفتح باب العودة والمصالحة والمساهمة في بناء مغرب موحد.”

من التدبير إلى التغيير: رؤية تتنفس المرجعية الملكية
اختار المرصد أن يتحوّل من دينامية مدنية تدبيرية تُدافع عن الوحدة الترابية إلى مقاربة تغييرية تَبني وعيًا جديدًا بالوحدة الوطنية، انسجامًا مع المرجعية الملكية التي أرست رؤية مغربية واضحة ومؤسسة للتغيير بدل الاكتفاء بالتدبير.

هذه الرؤية الملكية، التي جعلت من الوضوح والكرامة والواقعية ركائز للسياسة الوطنية، تُشكل اليوم مرجعية لكل الفاعلين المدنيين والمؤسساتيين.

وهي التي أفرزت تحولات دبلوماسية ملموسة، تُوّجت بقرار مجلس الأمن الأخير وتزايد عدد الدول المؤيدة للموقف المغربي من قضية الصحراء، باعتبارها قضية وحدةٍ وليست نزاعًا حدوديًا.

المرصد: من الدفاع إلى البناء، ومن التدبير إلى الإقناع
لم تكن القضية الوطنية في تاريخ المرصد حدثًا مناسباتيًا، بل قضية مركزية في قلب كل برامجه وورشاته وجامعاته.
فالمرصد، في مختلف محطاته، جعل من الدفاع عن الوحدة الترابية فعلًا وطنيًا مستمرًا، يتجدد عبر التحليل، والتكوين، والتفاعل مع المجتمع المدني داخل المغرب وخارجه.

لكن التحول الذي يعلنه اليوم يُمثل نقلة نوعية:
من فاعل مدني يُدبّر الحدث الوطني إلى فاعل مدني يُغيّر بنية الوعي الوطني، ويُعيد صياغة الخطاب حول الصحراء في أفقٍ إنساني جامع، قائمٍ على السلم، لا على الصراع.

مغرب يحتضن أبناءه: شعار المرحلة
ينطلق المرصد في رؤيته الجديدة من مبدأٍ إنساني عميق: أن الدفاع عن الوحدة الوطنية لا يكون بالإقصاء، بل بالاحتضان.
ومن هنا، يُؤكد أن مشروعه السنوي سيتوجّه إلى فتح الأبواب أمام الإخوة المغرّر بهم في مخيمات تندوف، ودعوتهم إلى العودة إلى الوطن الأم والمساهمة في بنائه، في إطار تسامحي لا ينتقم ولا يُقصي، بل يُعيد ربط الجسور بين أبناء الوطن الواحد.
إنها رؤية غير عقارية ولا انتقامية، تُترجم إيمان المغرب بأن الوطن ليس أرضًا فقط، بل ذاكرة وهوية وكرامة.

مقاربة السلم والكرامة
يُشدد المرصد على أن ما تحقق أمنيًا واجتماعيًا في المغرب لم يكن نتاج إدارة ظرفية، بل ثمرة رؤية ملكية استباقية اختارت مقاربة التغيير التي تستهدف العمق، لا القشرة.
فالأمن في المغرب، كما يؤكد المرصد، لم يُبنَ بالسلاح وحده، بل ببناء الإنسان والمجتمع والوعي.
وهذا ما يجعل التجربة المغربية نموذجًا يحتذى به في العالم: دولة تحارب الإرهاب بالتنمية، والتطرف بالتربية، والانغلاق بالحوار.
انطلاقًا من هذه المرجعية، يؤكد المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف في بلاغه الرسمي أن مشروع عمله لهذه السنة سيُكرّس لورشٍ وملتقيات وطنية ودولية تحت عنوان: “الوعي بالوحدة الوطنية: من الدفاع إلى البناء.”
الأهداف الاستراتيجية للمشروع:
1. ترسيخ ثقافة الوحدة الوطنية بمنظورٍ تسامحي جامع، يُرسّخ قيم السلم والكرامة.
2. إعادة بناء الخطاب الوطني في المؤسسات التعليمية والإعلامية على أسس الوعي لا الشعار.
3. تحويل النقاش حول الصحراء المغربية من ملف سياسي إلى قضية إنسانية وأخلاقية.
4. تعزيز الدبلوماسية المدنية المواكبة للدبلوماسية الرسمية، بما يُرسّخ الوضوح في المواقف.
5. إحياء الذاكرة الوطنية المشتركة عبر أنشطة ثقافية وجامعية تُعيد للجيل الجديد رمزية الانتماء.
 
ويُجدد المرصد تأكيده على أن قضيته الوطنية لم تكن يومًا حدثًا ظرفيًا، بل جوهر رسالته، وأنه سيواصل انفتاحه على كل القوى الحية في المجتمع لتوسيع دائرة الوعي، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

نحو مغرب الوعي والكرامة
إن المغرب، كما يرى المرصد، يدخل مرحلة جديدة من تاريخه:
مرحلة الوحدة الواعية التي تُبنى على الاختيار لا على الإكراه، وعلى التغيير لا على التبرير.
مرحلة يكون فيها المواطن هو محور الدفاع عن الوطن، والمعرفة هي أداة التحرير، والكرامة هي قاعدة الانتماء.
فالوحدة ليست حدودًا تُرسم على الخرائط، بل وجدانٌ يُرسّخ في القلوب والعقول.
ومن هذا الوعي الجديد، يُطلّ المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف ليؤكد أن مغرب المستقبل هو مغرب الجميع... مغرب يفتح ذراعيه لأبنائه، ويحمل في قلبه سلامًا يُبنى بالكرامة، لا بالانتقام.