يوم الحادي والثلاثين من أكتوبر هو محطة عادية في مسار الدبلوماسية المغربية، ولحظة فاصلة بين زمنين، زمن الدفاع وزمن المبادرة، زمن التوضيح وزمن الحسم. فالمغرب الذي خرج من قاعة مجلس الأمن في هذا اليوم ليس هو المغرب الذي دخلها. لقد تغير ميزان القوى وتبدلت نبرة الخطاب، وتأكد للعالم أن المملكة المغربية أصبحت تتحدث بلغة الثقة لا الترقب، وبمنطق الشراكة لا الاستعطاف.
لقد شكل تصويت مجلس الأمن وما رافقه من دعم صريح لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية منعطفا تاريخيا حاسما. فقد أدرك المجتمع الدولي أن المقاربة المغربية، مشروع استقرار إقليمي يضمن التنمية والأمن وليست مجرد رؤية وطنية ضيقة، شمال إفريقيا. ومن ثم، لم يعد مسموحا بعد اليوم بأي تلاعب بالمفاهيم أو تضليل للرأي العام الدولي باسم تقرير المصير أو الشعارات القديمة. لقد قال العالم كلمته، وقال المغرب كلمته أيضا.
فما بعد 31 أكتوبر هو مغرب الثقة في النفس، مغرب الدولة القوية التي تدافع عن مصالحها بعقل بارد وقلب واثق. مغرب أنهك خصومه بصبره وذكائه، وراكم رصيدا من الشرعية السياسية والقانونية جعلته في موقع من يحدد الإيقاع لا من يتلقى الضربات.
فما بعد 31 أكتوبر هو مغرب الثقة في النفس، مغرب الدولة القوية التي تدافع عن مصالحها بعقل بارد وقلب واثق. مغرب أنهك خصومه بصبره وذكائه، وراكم رصيدا من الشرعية السياسية والقانونية جعلته في موقع من يحدد الإيقاع لا من يتلقى الضربات.
وهو أيضا مغرب الوفاء لمؤسساته التي صمدت، ولشعبه الذي ظل مؤمنا بعدالة قضيته رغم نصف قرن من الاستفزازات والإساءات القادمة من جار ظل يعاكس حقه في الوحدة. فمن كان بالأمس يتحدث عن نزاع عليه ان يتحدث بعد 31 أكتوبر عن حل مغربي، ومن كان يشكك في الاستقرار سيطلب شراكة في الأمن والتنمية.
إن ما بعد 31 أكتوبر ليس مجرد مرحلة سياسية جديدة، بل هو بداية جيلٍ جديد من الوعي الوطني والسيادة الإقليمية. فالمغرب اليوم يدخل عهد التموقع الاستراتيجي القوي في القارة الإفريقية، ويؤكد من جديد أن منطق الشرعية لا يُهزم مهما طال الزمن.
إننا أمام مغرب جديد بثقة جديدة وبملفات مرتبة، وبحكمة ملكية تقود وتجمع ولا تفرق. مغرب قال للعالم بلسان سيادته من أراد أن يعرفنا بعد 31 أكتوبر، فليقرأ ما صنعناه قبلها وليشاهد ما سنصنع بعدها.
