تحمل الإنزلاقات والإنفلاتات الأمنية التي عرفتها بعض الإحتجاجات وفي بعض المدن التي نظمها مابات يعرف "بجيلz" ، والتي أدت إلى الإضرار بعدد من المنشآت العامة والخاصة، وتسببت في مواجهات مع رجال الأمن عددا من الرسائل:
-أولها ضعف الوعي بأهمية الاقتران القائم بين الحرية والمسؤولية. فإذا كان الإحتجاج مشروعا ومكفولا من حيث المبدأ فإن صيغه ومداه قبل أن تؤطرها نصوص ومقتضيات دستورية وقانونية، يؤطرها واجب المسؤولية، وهو ما يجعل منها فعلا اجتماعيا حضاريا ومنتجا لشروط التفاعل الإيجابي مع المطالب المختلفة. إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول التعبير إلى تدمير.
-ثانيا الحاجة إلى صيغ مغايرة لتأطير الديناميات الإجتماعية الناشئة والتي لم تعد تلائمها الأشكال والوسائل الحالية القائمة في ظل تحول تكنولوجي مهول وظهور حاجيات جديدة في التعبير تتنامى بشكل متسارع لا تسعها فيما يبدو منظومة التأطير التقليدية.
ثالثا كلفة الإستمرار في تجاهل التحولات الإجتماعية العميقة التي تعرفها بنيات المجتمع والتعالي عن مساءلة المراجع القيمية الجديدة بعيدا عن محاكمتها أخلاقيا أو تعنيفها من الناحية الرمزية. فتمة واقع اجتماعي جديد قيد التشكل يحتاج إلى فهم واستيعاب وتفاعل
رسائل الاحتجاج تتجاوز البعد المطلبي لتفتح أعيننا على وقائع سوسيولوجية جديرة بالإنتباه.
رسائل الاحتجاج تتجاوز البعد المطلبي لتفتح أعيننا على وقائع سوسيولوجية جديرة بالإنتباه.