Sunday 28 September 2025
مجتمع

طنجة.. لجنة حقوقية تقوم بزيارة لمستشفى الرازي للأمراض النفسية..  لكن ماذا بعد؟

طنجة.. لجنة حقوقية تقوم بزيارة لمستشفى الرازي للأمراض النفسية..  لكن ماذا بعد؟ وزير الصحة أمين التهراوي ومستشفى الرازي بطنجة حيث المعاناة الصادمة والظروف ألا إنسانية
تناهى إلى علم الجريدة الإلكترونية " أنفاس بريس " من مصادر متعددة ، بأن لجنة حقوقية قامت قبل أيام بزيارة لمستشفى الرازي للأمراض النفسية ، وذلك من أجل الوقوف على حقيقة الأخبار الصادمة التي تتسرب بين الفينة والأخرى من شقوق المرفق العمومي المذكور . رصدٌ ما من شك بأنه سينتهي بوضع تقرير مفصل يدقق في مدى مطابقة الخدمات المقدمة بهذا المستشفى الذي يستقبل الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والعقلية ، مع المعايير الدولية التي يجب أن  تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة ليتمتع بالحق في الصحة على قدم المساواة المواطنات والمواطنون ( الفصل 31 للدستور) .

ما الذي يمكن أن تضيفه زيارة الرصد التي أنجزها الفريق الحقوقي ، كما تحدثت عن ذلك مصادر " أنفاس بريس" ، بينما يكفي نقرة خفيفة على زر محرك البحث(Google ) لتتدفق أمام الباحث(ة) "ناطحة سحاب" من المعاناة ، تنتهي بإعدام كرامة المرضى ، أمام طاقم طبي وصحي بعيون بصيرة وأيادي قصيرة .

 من بين الأورام الخبيثة التي تتعايش مع بعضها بمستشفى الرازي للأمراض النفسية بعروسة الشمال ، لن نجازف بالقول بأن الفريق الحقوقي وهو يشخصها بعيدا عن الأنظار، قد وقع تحت هول الصدمة وهو يتحرك داخل هذا المرفق من غرفة لآخرى... من المؤكد بأن حشرة الصرصور ( سراق الزيت)  التي سبق وتحدثت عنها تقارير اعلامية من قبل ، قد رحبت به بحفاوة استثنائية ....أما بناية مستشفى الأمراض النفسية ، فلا هي من الجيل القديم ، ولا هي من الجيل الجديد ….وحده التصنيف بأنها خارج التاريخ يليق بها "وشوف تشوف"! ...ما يسمى بالمستشفى مصمم لاستقبال 80 شخصا يعانون من الأمراض النفسية ، لكن في زمن التغني بالدولة الاجتماعية ، فإن العدد يتجاوز أحيانا  200 ،،وفق ما نقله للموقع " أليس من رأى كمن سمع ؟"...غالبيته تفترش الأرض وتتوسد" كملوا من عندكم" ...الغرفة المخصصة للعلاج، كيف لها أن تستقبل ضيوفها تحت جنح الظلام؟... أي نعم، والسبب إذا ظهر فلا تتعجب ! خدمة الإنارة الكهربائية كثيرة أعطابها ……

الموت قضاء وقدر ما في ذلك شك ، ولكن أليس لحجم المعاناة التي يكتوي بها المرضى يد في ذلك ؟ {فسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون}؟ وفي هذا الإطار فقد شدد أكثر من مصدر بأن شابا لا يتجاوز عمره بالكاد 30 سنة ، قد لفظ أنفاسه الأخيرة بهذا المستشفى خلال شهر شتنبر ، في ظروف تحتاج لتقص يحيط بجميع ملابساتها لأن " الروح عزيزة عند الله ؟

 والطاقم الطبي والصحي العامل بمستشفى الرازي للأمراض العقلية ،أية مسافة تفصله عن كارثية الوضعية بهذا المرفق العمومي ؟ ذات المصادر التي تحدثت بمرراة عن المرفق العمومي ، عبرت عن تعاطفها مع كل العاملين بالمستشفى ( رئيسا ومرؤوسين)الذين لا يدخرون جهدا من أجل تجويد الخدمات التي يقدمونها من أجل أن يتصالح المرضى مع توازنهم النفسي الذي يمد لهم جسورا للاندماج بالمجتمع ، ويطارد الوصم الاجتماعي الذي يلاحقهم. 
 
يذكر بأن المجلس الوطني لحقوق الانسان سبق أن أصدر سنة 2022 تقريرا تناول فيه فعلية الحق في الصحة ، وخلص بعد رصده لمستشفيات الأمراض العقلية والنفسية بأن " النهوض بالصحة النفسية والعقلية رهين بمراجعة السياسات العمومية وتوفير الخدمات العلاجية بما يضمن الكرامة الانسانية للمرضى " .
 
فهل ستحفز متابعة "أنفاس بريس " للوضع الكارثي الذي يوجد عليه مستشفى الرازي للأمراض النفسية بطنجة ، وزير الصحة والحماية الاجتماعية ، من أجل القاء نظرة ولو خاطفة على تقرير المجلس الوطني لحقوق الانسان ، فيسارع لوضع سياسة عمومية قائمة على الحق في الصحة الذي تعرفه ( مفهوم الصحة ) منظمة الصحة العالمية بأنه " حالة من اكتمال السلامة البدنية والعقلية والاجتماعية " .