Monday 1 September 2025
فن وثقافة

شجعان "الْفَرَّادِي" يخرجون تراث التبوريدة من النمطية ويكشفون عن أسرار الطريقة الناصرية العريقة

شجعان "الْفَرَّادِي" يخرجون تراث التبوريدة من النمطية ويكشفون عن أسرار الطريقة الناصرية العريقة الشماعية تحتضن الدورة الأولى لتراث فن ورياضة التبوريدة "الْفَرَّادِي" بمشاركة 11 فرقة

اختتمت فعاليات الدورة الأولى لتراث فن ورياضة التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي" يوم السبت 30 غشت 2025، بحضور الكاتب العام لعمالة اليوسفية والوفد المرافق له الذي مثل مختلف القطاعات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلا عن الحضور النوعي للعديد من نخبة أبطال دار السلام ومعرض الفرس من عَلَّامَةْ الْخَيْلْ وفرسانهم من مختلف الأقاليم والجهات ـ حيث اختتمت هذه الفعاليات ـ على إيقاع تتويج مْقَدْمِي الفرق المتنافسة وفق الضوابط القانونية التي وضعتها اللجنة التنظيمية ولجنة التحكيم، والمتمثلة في خمسة مشاهد/لوحات فرجوية قدمت عروضها كل الفرق المتنافسة، وهي كالتالي:

1 ـ التبوريدة وقوفا "التَّسِبِيتَه" على صهوة الحصان مع إطلاق البارود أمام الفارس، أي على كصاص الخيل.

2 ـ التبوريدة وقوفا "التَّسْبِيتَةْ" على صهوة الحصان، مقرونة بـ "التَّكْفِينَةْ" وإطلاق البارود خلف الفارس.

3 ـ التبوريدة وقوفا "التَّسْبِيتَةْ" على صهوة الحصان، مقرونة بإطلاق البارود في اتجاه الأرض.

4 ـ التبوريدة وقوفا اعتمادا على "الْعَوَّانْ" مع إطلاق البارود أمام الفارس.

5 ـ خروج فارس/فردي لتقديم حركاته الفرجوية وعرض مهارات التبوريدة وقوفا، اعتمادا على "الْعَوَّانْ"، أما طلقة البارود فقد كانت حرّة في أدائها حسب اختيار الفارس/المفرد، وللحكام هامش من الحرية في تقدير التنقيط الخاص بالمشهد الخامس.

 

قيمة الجوائز المالية مع درع الاستحقاق:

الجائزة الأولى: كانت من نصيب مقدم فرقة فرسان عبدة يونس الزعيم، بقيمة عشرة آلاف درهم عن جدارة واستحقاق.

الجائزة الثانية: حصل عليها مقدم فرقة أبناء الطريقة الناصرية حمزة المني بقيمة سبعة آلاف وخمس مائة درهم.

الجائزة الثالثة: فاز بها مقدم فرقة أولاد لكرون ياسين صيق بقيمة ستة آلاف درهم

الجائزة الرابعة: حصل عليها مقدم فرقة النصر لفنون الْفَرَّادِي بقيمة خمسة آلاف درهم

الجائزة الخامسة: فاز بها مقدم فرقة الحوز أحمد بركات بقيمة أربعة آلاف درهم

أما الفرق السّت المتبقية حسب الترتيب، فقد حصلت على مبلغ مالي متساوي لتغطية مصاريف التنقل بقيمة ثلاثة آلاف درهم. مع الإشارة إلى هدايا الصانع التقليدي حسن لبيض المتمثلة في خناجر، وحقائب جلدية لدلائل الخيرات.

 

 

في الحاجة إلى توثيق حركات ومهارات التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي"

لقد كان الهدف الرئيسي من تنظيم هذه المنافسات التي تعتبر استثنائية لأول مرة على الصعيد الوطني بمدينة الشماعية بإقليم اليوسفية بشراكة مع عمالة اليوسفية، هو نفض الغبار على أوراق ووثائق مجموعة من المهارات والتقنيات الفنية، والحركات الحربية والرياضية ذات الصلة بمدرسة الطريقة الناصرية التي لقن مبادئها شيوخها لتلامذتهم من أجل صدّ العدوان والغزو الإيبيري قديما، وتقديمها في حلّة فرجوية مذهلة ومبهرة، أمام الجمهور وكل المتتبعين من عشاق الفروسية التقليدية، وأيضا من أجل العمل على توثيقها بالصورة والصوت، وصياغتها كتابة ضمانا لترسيخها تعليما وتلقينا للأجيال الصاعدة التي تقتفي أثر هذا الموروث الثقافي والتراثي.

 

 

فرسان "الْفَرَّادِي" يفتحون صندوق عُدَّة الأجداد وشيوخ الناصرية

فعلا، هي رواية تحكي تفاصيلها التاريخية والتراثية رائحة "الْكَافُورْ" و "الْخُزَامَى" وعطر "مَاءْ الْوَرْدْ والزّْهَرْ" التي فاح عطرها من داخل صندوق عُدَّة الأجداد وشيوخ سنابك الخيل والبارود، حيث انتشر سحر عبق موروث فن ورياضة التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي" في سماء قبيلة أحمر، ونزل بردا وسلاما يثلج الأفئدة وما بالصدور.

هنا والآن، بمحرك روّاد وشُيُوخ الطَّريقة النَّاصرية معقل المدرسة الحربية الحمرية الناصرية ببلاد قبيلة أحمر، موطن مدرسة الأمراء العلويين، تدثّر فرسان الفرق ـ 11 فرقة متنافسة ـ بأبهى وأجود وأرقى مستلزمات ومقومات عروض فن التبوريدة التي أبدعتها أيادي الصانع والحرفي التقليدي المتميز، بشهادة كل من حضر وتابع وواكب فعاليات الدورة الأولى لتراث فن ورياضة التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي" التي صاغت أوراقها أنامل العشق لموروثنا الثقافي الشعبي وتراثنا اللامادي بكل تفاصيله من أجل توثيقه وتثمينه والمحافظة عليه، على اعتبار أن الرجوع للأصل فضيلة والعودة لإرث الأجداد مطلب وخيار استراتيجي وجب الترافع عليه وتلقينه للأجيال الصاعدة لاسترجاع إشراقات الفروسية والصناعة التقليدية.

 

نرفع القبعة، ونحيي تحية الشموخ والإباء، لكل مْقَادِيمْ فُرق التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي" ومرافقيهم من ممثلي قبيلة أحمر وعبدة ودكالة والحوز، الذين تفوّقوا في إبراز هوية "الْبَّارْدِيَّةْ مَّالِينْ الْخَيْلْ" المنتسبين للطريقة الناصرية، وأبهروا لجنة التحكيم المشكلة من شيوخ وروّاد التبوريدة، إلى جانب الجمهور بمختلف فئاته وأعماره، وعشاق سنابك الخيل والبارود. 

 

 

نخبة أبطال التبوريدة بالمغرب واكبوا وساندوا الدورة الأولى لـ "الْفَرَّادِي" 

لقد كانت شهادات "عَلَّامَةْ الْخَيْلْ" لمختلف القنوات التلفزيونية، والمواقع والمنابر الإعلامية الوطنية والجهوية والمحلية، بصفتهم ضيوف النسخة الأولى لتراث فن ورياضة التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي" تتقاسم الفرح بعبق الموروث الثقافي الشعبي بأرض الشماعية مركز شيوخ فرسان الطريقة الناصرية...شهادات نعتبرها سندا ودعما لمشروعنا التراثي والثقافي والفني الذي يروم رد الاعتبار لهذا الطقس الفرجوي المتميز.

ليلة سمر ثقافية وفنية على شرف ضيوف "أبَّا الْفَرَّادِي"

ومن أبرز فقرات برنامج فعاليات منافسات التبوريدة بصيغة "الْفَرَّادِي" كان حفل السمر الثقافي والفني الذي قدم فيها المنظمون ليلة الجمعة 29 غشت 2025، أفكار مشروع تصورهم لهذه الفعاليات الاستثنائية، أمام ضيوف الدورة الأولى خلال حفل العشاء المقام على شرفهم، حيث شاركت القناة الثانية من خلال تصوير برنامج "أبَّا الْفَرَّادِي" الذي تمحور موضوعه حول مسار شخصية الفارس/لمقدم شيخ التبوريدة الناصرية إبراهيم صايق، إلى جانب الشهادات الرائعة التي قدمها باحثون ومثقفون، وفنانون وأطر مغربية تنتصر لثقافة الخيل والبارود، نذكر من بينهم الباحث المصطفى حمزة، والفنان الكوميدي محمد عاطر، والطبيب البيطري محمد صليح بصفته مقدم سربة من منطقة دكالة، ثم الدكتور جواد بولال بصفته مربي الخيل ومدعم إحدى سرب التبوريدة بمنطقة أحمر، إلى جانب المقدم عبد الكريم السِّيسي سليل فرسان زاوية الخنوفة.

 

الرقصة الحربية تزين تراث الموسيقى والغناء التقليدي الحمري

في سياق متصل قدمت مجموعة عبيدات الرمى للتراث الشعبي الحمري، وصلات من الموسيقى والغناء التقليدي الذي يمتح من ينبوع ثقافة الخيل والبارود، رقصة "التّْسَكْوِيطَةْ" حيث برع رجالها في إبهار الحضور من خلال تقديم الرقصة الحربية الحمرية بحركاتهم البهلوانية لعبا بـ "لَمْكَاحَلْ" على إيقاع الآلة النفخية والطبول البلدية فكانت فقرة متميزة استرجع من خلالها الجمهور ملاحم بطولات "شجعان" الفروسية التقليدية.

لقد كانت دورة المرحوم عبد الكبير بن زوينة، محطة تراثية أنعشت ذاكرة الفروسية التقليدية بمنطقة أحمر، على اعتبار أن الرجل ساهم بقسط وفير في المحافظة على التراث اللامادي سواء في شق التبوريدة أو الصيد بالسلوقي، حيث تم تكريمه من خلال إبنه صهيب بن زوينة الذي أهدته اللجنة التنظيمية "سرج" مغربي أصيل عربون وفاء لروح والده.