رئيس بلا رؤية، خائن للوطن، والتاريخ لا يرحم
منذ وصوله إلى قصر المرادية في ظروف مثيرة للجدل بعد انتخابات مرفوضة شعبيًا، تتزايد التساؤلات حول مدى أهلية عبد المجيد تبون الذهنية والسياسية لتولي منصب رئيس الجمهورية في بلد يواجه أزمات متتالية ومعقدة.
تبون ليس جديدًا على دواليب الحكم، لكنه أيضًا ليس جديدًا على الفضائح السياسية. فحادثة لقائه بالوزير الأول الفرنسي خلال فترة توليه رئاسة الحكومة في عهد بوتفليقة، والتي أثارت حينها جدلاً واسعًا بسبب الطريقة التي تمت بها بعيدًا عن علم الرئاسة، كلّفته الإقالة السريعة وأكدت أنه شخصية متسرعة، تفتقر إلى الانضباط السياسي والبُعد السيادي في التعامل مع الملفات الحساسة.
اليوم، وبعد سنوات من تلك الحادثة، عاد تبون ليقود البلاد من موقع أعلى، لكن بعقلية مرتبكة وخطاب متذبذب أثار قلق الجزائريين. فالرجل لا يملك مشروعًا واضحًا، ولا رؤية اقتصادية، ولا حتى كفاءة تواصلية. زلات لسانه، قراراته المرتبكة، وتناقضاته المستمرة تعكس فقدانًا واضحًا للتركيز والقدرة على تحمل مسؤولية بهذا الحجم.
في عهده:
الجزائر شهدت أسوأ انهيار اقتصادي واجتماعي
القدرة الشرائية تبخّرت
المؤسسات خُنقت بالفساد والمحسوبية
الشباب هاجروا بالقوارب بعدما فقدوا الأمل
الحريات سُحقت بالقمع والسجون
كما أن عشرات من معتقلي الرأي يقبعون في السجون لمجرد تعبيرهم عن آرائهم أو معارضتهم السلمية. الصحفيون، النشطاء، والمدونون صاروا أهدافًا لنظام لا يتحمل النقد، في وقت يفترض فيه أن يكون الحوار هو السبيل للخروج من الأزمات.
والأدهى من كل ذلك:
أموال الشعب التي جُمعت من عرق الجزائريين، راح تبون يوزعها يمنًة ويسرة على دول إفريقية وعربية، في سياسة "شراء الذمم" الخارجية بينما شعبه غارق في الفقر والبطالة.
أموال الشعب التي جُمعت من عرق الجزائريين، راح تبون يوزعها يمنًة ويسرة على دول إفريقية وعربية، في سياسة "شراء الذمم" الخارجية بينما شعبه غارق في الفقر والبطالة.
كما قام بإغلاق الجزائر اقتصاديًا لسنوات، بمنع استيراد السيارات والعديد من المنتجات الضرورية، وهو ما فتح المجال أمام السوق السوداء والاحتكار. هذا القرار اللاعقلاني كلّف المواطن غاليًا ودمّر القدرة الشرائية وخلق أزمة خانقة لا مبرر لها.
فهل مثل هذا الشخص، الذي فشل في تسيير وزارة أو حكومة، يمكنه أن يقود شعبًا بأكمله؟
تبون لم يتغير، لا فكريًا ولا سلوكيًا، بل ازداد تخبطًا وعزلة عن الواقع. والتاريخ لن يرحم من خان الوطن وعجز عن حماية مصالحه.
تبون لم يتغير، لا فكريًا ولا سلوكيًا، بل ازداد تخبطًا وعزلة عن الواقع. والتاريخ لن يرحم من خان الوطن وعجز عن حماية مصالحه.
الشعب الجزائري اليوم لا يطالب برئيس خارق، بل فقط برئيس عاقل، وطني، شجاع... وكل هذه الصفات لا أثر لها في عبد المجيد تبون.
كريم مولاي، خبير أمني جزائري/ لندن
.png)
