Thursday 10 July 2025
مجتمع

بنعليلو: اليوم الإفريقي لمكافحة الفساد يجسد معركة وجودية للحفاظ على القيم الإنسانية

بنعليلو: اليوم الإفريقي لمكافحة الفساد يجسد معركة وجودية للحفاظ على القيم الإنسانية محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها
قال محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، إن "الفساد لا يقوض المؤسسات فقط، بل يهدر الحقوق، ويجهز على كرامة الأفراد، ويجعل من الضعفاء أولى ضحاياه. وهو ما يفرض الانخراط الجماعي لرفع تحدي الانتقال في مكافحة الفساد، في سياقنا الإفريقي، من التعامل مع الموضوع باعتباره مسألة قانونية تقنية، إلى اعتباره أولا، معركة وجودية من أجل الحفاظ على القيم الإنسانية التي تعلي من شأن الكرامة وتدعم حقوق الإنسان، وإلى اعتباره ثانيا، معركة من أجل حماية الأمل في عدالة منصفة، وتنمية عادلة، وحقوق مضمونة تجسد نقلة نوعية في مفهومنا للالتزام ضد الفساد".

جاء ذلك في كلمة له اليوم الخميس 10 يوليوز 2025 بمناسبة اليوم الإفريقي المميز، الذي تم تخليد الذكرى السنوية الثانية والعشرين لاعتماد اتفاقية الاتحاد الإفريقي لمنع الفساد ومكافحته بهذه المناسبة.

وجدد بنعليلو الدعوة إلى الانخراط الثابت والدائم في معركة الكرامة والتحرر ضد آفة الفساد، وبناء نموذج تنموي عادل يرتكز على النزاهة وسيادة القانون. 

وأضاف أن الشعار الذي تم اختياره هذه السنة، من طرف مجلس الاتحاد الافريقي الاستشاري لمكافحة الفساد، للاحتفال بهذا اليوم هو:  "تعزيز الكرامة الإنسانية في مكافحة الفساد".

وقال في هذا الصدد:"أنا على يقين أنه ليس مجرد شعار ظرفي، بل هو تعبير عن لحظة وعي جماعي، ودعوة عميقة لمراجعة جوهر التزامنا الوطني في بعده الإفريقي، وتوجيهه نحو الإنسان، باعتباره غاية ومنتهى كل مسار إصلاحي".

وزاد قائلا:" لقد أكد المغرب، من خلال مبادرته الأممية الأخيرة داخل مجلس حقوق الإنسان بجنيف، على أن مكافحة الفساد لا يمكن أن تنفصل عن معركة العدالة الاجتماعية، ولا عن مسار التنمية المستدامة، فبالشفافية، والمساءلة، وتكريس دولة القانون، نصون الكرامة، ونحمي الحقوق، ونرسخ الثقة في البناء الديمقراطي".

وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، تدرك تماما الأثر التدميري للفساد على كرامة الإنسان.

وقال: اخترنا أن نحيي هذا اليوم الإفريقي بالتأكيد على مركزية "الكرامة الإنسانية" في هندسة السياسات العمومية التي تستهدف تعزيز الشفافية والعدالة والمساءلة، بل وفي كل المقاربات التي تضع الإنسان في صلب السياسات الوقائية من الفساد، وذلك عبر تحفيز شراكات ذكية بين المؤسسات الوطنية، والسلطات العمومية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص". 

بنعليلو قال أيضا:" اخترنا في الهيئة الوطنية أن نجعل من صيانة "الكرامة الإنسانية" في سقف طموحاتنا، أكثر من مجرد مبدأ مؤطر للتشريعات، بل بوصلة أخلاقية قيمية يجب أن توجه الأولويات اليومية في ممارسة مختلف المهام المرتبطة بمحاربة الفساد، فالكرامة الإنسانية لا تتحقق إلا في بيئة تسودها الشفافية، وتحترم فيها الحقوق، وتحمى فيها الحريات، وتواجه فيها مظاهر الفساد بلا تردد ولا تمييز".

وأضاف:" إن يوم 11 يوليوز، ليس لحظة احتفال بمقومات دلالية فقط، بل مناسبة لإعلان استمرارية الفعل، وتجديد العهد الصادق مع الوطن، والوفاء لقيم الكرامة، وأيضا لحظة للعمل الجماعي مع شركائنا في الدول الإفريقية، عبر مختلف المؤسسات النظيرة، ومناسبة لتأكيد انخراطنا الطوعي وحرصنا الكامل على جعل آلية الاستعراض محفزا قويا في اتجاه الملاءمة الكاملة مع مضامين اتفاقية الاتحاد الإفريقي لمكافحة الفساد، ومع المعايير الكونية لحقوق الإنسان".