Monday 7 July 2025
مجتمع

انتقادات لاذعة لتصريحات بنكيران حول زواج الفتيات.. الرجواني: نحن أمام ردة فكرية

انتقادات لاذعة لتصريحات بنكيران حول زواج الفتيات.. الرجواني: نحن أمام ردة فكرية فدوى الرجواني إلى جانب بنكيران
قالت فدوى الرجواني الفاعلة السياسية والحقوقية، إن دعوة زعيم سياسي ورئيس حكومة سابق كعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الفتيات إلى ترك الدراسة والتعجيل بالزواج ليس مجرد رأي عابر، بل خطاب خطير ومقلق يصدر عن شخص يفترض فيه المسؤولية والوعي بأبعاد كلامه في مجتمع يصارع أصلا من أجل تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين.. 

وكان بنكيران قد قال في تجمع حزبي يوم الأحد 7 يوليوز 2025، مايلي: "كنقول للأباء يشجعو بناتهم على الزواج، لي جا طالب فيد بنتك وبان ليك مقبول شوية توكلو على الله قرقبو عليه ومتخليوهش يفلت، والبنات مبقاوش تقولو حتى نكمل قرايتي وحتى نخدم راه مكاين لا قراية لا والو راه كولشي ممكن ديروه ملي تزوجو ولكن إلا فاتكم الزواج مغاتنفعكم لا قراية لا حتى حاجة غتبقاو بوحدكم.."

واعتبرت الناشطة الحقوقية، فدوى الرجواني، إن الوعي بمآلات الخطاب السياسي والديني حين يتقاطع مع قضايا النساء بطريقة سطحية أو مسيئة يجعلنا لا نستقبل كلام بن كيران ببراءة، لا سيما حين يصدر عن من كان ذات يوم في موقع القرار ومسؤول عن سياسات عمومية تخص التعليم، والتشغيل، وتمكين النساء، هذه "النصيحة" ليست فقط خارجة عن سياقها التاريخي والاجتماعي، بل ردة فكرية لا تخدم لا الدين، ولا المجتمع، ولا الوطن..

فدعوة الفتيات إلى مغادرة مقاعد الدراسة لصالح الزواج المبكر، هي دعوة للتقهقر المجتمعي، وتعزيز للوصاية الذكورية، وتكريس لعقلية تعتبر المرأة مشروع زوجة لا مشروع مواطن.. تقول الرجواني، مضيفة، "والأخطر من ذلك أن توظف قضايا النساء مرارا وتكرارا لصناعة بوز سياسي رخيص في مشهد سئمناه، حيث لا يناقش ملف النساء بجدية، بل يستغل لتسجيل النقاط أو لصرف الانتباه عن قضايا أكثر إلحاحا.. ففي الوقت الذي تتصدر فيه النساء صفوف النجاح، (أكثر من 55% من الناجحين في الباكالوريا من الإناث.

الفتيات يشكلن الغالبية في كليات الطب والصيدلة، والمدارس العليا، كثير منهن معيلات لأسرهن أو فاعلات في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني)  يطلب منهن التراجع عن مساراتهن التعليمية بدعوى الزواج، في محاولة لتشويه قصة نجاح جماعي نسائي حقيقي، ومصادرة لطموحات ومكتسبات تحققت بشق الأنفس، ومحاصرة لدور المرأة في الزواج، وإعادة إنتاج خطاب تقليدي يقصي النساء من المجال العمومي، ويحولهن إلى كائنات “للزينة” أو “للبيت” فقط.

وشددت الرجواني، على أن ما قاله بنكيران ليس جديدا، بل يندرج ضمن أسلوب متكرر لتوجيه رسائل شعبوية لاستفزاز الرأي العام وركوب الموجة الإعلامية فالمواضيع المرتبطة بالمرأة تستغل كـ"علكة سياسية" يعاد مضغها لإثارة الجدل فقط، دون أي وعي بعمق تأثير هذا الخطاب على:

فتيات في القرى يفكرن في الانقطاع عن الدراسة، أسر فقيرة تزوج بناتها مبكرا اتباعا "للنصيحة"، نساء يقررن الزواج بأي كان فقط لأنه الحل الموصى به..

بدل أن يوصي بنكيران الفتيات بالزواج المبكر، كان الأجدر به أن يدعو إلى ضمان تعليم آمن ومجاني وعادل لهن، وتوفير شروط تشغيل كريم، ومناهضة زواج القاصرات، حمايتهن من التحرش والاستغلال، تشجيع النساء على الترشح في الانتخابات، النهوض بأوضاع النساء القرويات..

النساء في مغرب اليوم في حاجة إلى خطاب وطني يعزز الثقة في قدراتهن ويحتفي بتفوقهن الدراسي، لا من يبرر الانسحاب من الفضاء العام، المرأة المغربية ليست بحاجة إلى "وصايا أخلاقية"، بل إلى ضمانات دستورية وسياسات منصفة..