Sunday 6 July 2025
خارج الحدود

مشيج القرقري: استغلال أطفال مخيمات تندوف في برنامج "عطلة من أجل السلام" يكشف فضائح مدوية

مشيج القرقري: استغلال أطفال مخيمات تندوف في برنامج "عطلة من أجل السلام" يكشف فضائح مدوية مشيج القرقري وصورة تقريبية لعملية تسفير الأطفال الصحراويين نحو إسبانيا عبر الخطوط الجزائرية
قال مشيج القرقري، الخبير في الشؤون الدولية، أن برنامج "عطلة من أجل السلام" لتسفير الأطفال الصحراويين إلى إسبانيا، يشهد جدلاً واسعاً في صيف 2025، بعد انكشاف استغلاله سياسياً ومالياً من قبل ممثلي التنظيم الانفصالية. حيث يُختار الأطفال بناءً على الولاء القبلي والقدرة المالية، في حين تُدار الأموال دون شفافية. 
وزاد القرقري، قائلا، في تصريح صحفي لجريدة "
أنفاس بريس"، أن تقارير كشفت عن حالات تحرش واستغلال جنسي للأطفال ضمن البرنامج. وتطالب منظمات حقوقية المجتمع الدولي وإسبانيا بوقف هذا الاستغلال وحماية الأطفال من أن يصبحوا ضحايا نزاع مفتعل..
فيما يلي التصريح الكامل لمشيج القرقري: 

 
يستمر الجدل حول برنامج تسفير الأطفال الصحراويين نحو إسبانيا في إطار ما يُسمى "عطلة من أجل السلام"،  هذا البرنامج، الذي يقدم على أنه يحمل أبعادًا إنسانية، وهو في الحقيقة غطاء لممارسات مشينة واستغلال فاضح للأطفال، بعيدا كل البعد عن الأهداف المعلنة. 
وقد أثار برنامج صيف سنة 2025 مزيدًا من الجدل، خاصة بعد الانقسامات الحادة في صفوف ممثلي الانفصاليين في إسبانيا، والذين أصبحوا أشبه بملوك طوائف متصارعين على الغنيمة. 
حيث تحوّل البرنامج إلى تجارة مربحة لشراء الولاءات من جهة، وللاتجار في التأشيرات الخاصة بالأطفال وأسرهم من جهة أخرى. إذ يعمل ممثلو التنظيم الانفصالي في مختلف الجهات الإسبانية على اختيار الأطفال بناءً على معيار الولاء و القبيلة أولا ثم القدرة على الدفع ثانيا، ما يجعل "الرحلة نحو المجهول" حلما بكلفة عالية لمن يقبعون في مخيمات الحمادة. 
أما الحسابات البنكية والمساعدات المالية المرتبطة بتمويل البرنامج، فلا تخضع لأي تدقيق، بل تقع تحت تصرف المسؤول الأول للتنظيم الانفصالي بمدريد يتصرف فيها دون شفافية، مما وضعه تحت نيران  شركائه، حيث حوّل المبادرة إلى موعد سنوي لجني الدعم المالي من الجهات المانحة، واستغلال طمع بعض العائلات في الحصول على التأشيرات. 
و الحقيقة أن عددا من الأسر لا تخفي رغبتها في تسفير أبنائها، على أمل ألا يعودوا،  ويعتبرون العطلة فرصة للهروب من جحيم الحمادة ومن واقع التجنيد القسري الذي يزج فيه القاصرون في خضم النزاع المفتعل. 
وقد سبق أن فجرت الصحافة الوطنية والدولية فضائح تتعلق بالتحرش والاستغلال الجنسي الذي تعرض له بعض هؤلاء الأطفال على يد مؤطرين ومشرفين ضمن البرنامج. 
إن على المجتمعين الإسباني والدولي أن يتحملا مسؤوليتهما إزاء هذا الاستغلال الممنهج للأطفال، والحد من استخدامهم لاستدرار عطف العائلات الإسبانية وربطهم نفسيا وتنظيميًا بحركة انفصالية تؤكد الوقائع يومًدا بعد آخر أنها رهان خاسر، وأن المجتمع الدولي بصدد وضع حد لنزاع مفتعل كان ضحيته الأبرز النساء والأطفال.