كنت أمس السبت 14 يونيو 2025، على الطريق عائدا من السمارة باتجاه طانطان، مرورا بأبطيح، هذا المركز القروي الصغير (651 نسمة حسب إحصاء سنة 2024)، الذي كان الشاهد على جزء من الملاحم والمعارك التي خاضتها القوات المسلحة الملكية ضد عصابة الجزائر والبوليساريو.
"أبطيح" تكتسي بعدا عسكريا استراتيجيا، لأنها تقع على الطريق الرابطة بين السمارة وطانطان، من جهة، وتوجد في مفترق الطرق المؤدية إلى الحكونية وطرفاية والعيون، من جهة ثانية، فضلا عن كونها ملتقى لثلاثة أودية (أبطيح وأعبر والشبيكة). من هنا، نفهم شراسة المعارك التي عرفها موقع أبطيح وإصرار عصابة الجزائر والبوليساريو على تنفيذ الغارات والهجومات الكثيرة على أبطيح.
وكل من عبر مركز أبطيح يحس برهبة المكان وثقل التاريخ، ويقف بساحة المعارك، وفاء لشهداء المغرب الأبرار وترحما على أرواحهم الطاهرة.
المعارك الضارية التي خاضها الجنود المغاربة ضد العدو الجزائري وضد عصابة البوليساريو بأبطيح كثيرة، لكن حسبي التوقف عند أبرزها وهي:
19 نونبر 1979:
هجوم على مركز أبطيح قتل فيه 120 من مرتزقة البوليساريو، واستشهاد ربان طائرة مغربية من نوع «ف 1» أصيبت بصاروخ «سام 7» وجرح 7 جنود.
هجوم على مركز أبطيح قتل فيه 120 من مرتزقة البوليساريو، واستشهاد ربان طائرة مغربية من نوع «ف 1» أصيبت بصاروخ «سام 7» وجرح 7 جنود.
7\8 ماي 1980:
معركة ورقزيز التي شاركت فيها مجموعتا "أحد" و"الزلاقة"، أسفرت عن قتل وجرح 450 من البوليساريو وتحطيم معظم عتادهم وغنيمة سلاحهم، فيما استشهد 36 فردا وأصيب 40 جريحا في الجانب المغربي.
معركة ورقزيز التي شاركت فيها مجموعتا "أحد" و"الزلاقة"، أسفرت عن قتل وجرح 450 من البوليساريو وتحطيم معظم عتادهم وغنيمة سلاحهم، فيما استشهد 36 فردا وأصيب 40 جريحا في الجانب المغربي.
23 ماي 1980:
ردا على معركة ورقزيز، البوليساريو ترد بهجوم على أبطيح. أسفرت المعركة عن مقتل 150 مرتزقا في صفوف البوليساريو.
ردا على معركة ورقزيز، البوليساريو ترد بهجوم على أبطيح. أسفرت المعركة عن مقتل 150 مرتزقا في صفوف البوليساريو.
27 ماي 1980:
البوليساريو يعيد المحاولة للاستيلاء على أبطيح، فيتكبد مقتل 176 فردا وخسارة عتاد حربي تقيل ومهم.
البوليساريو يعيد المحاولة للاستيلاء على أبطيح، فيتكبد مقتل 176 فردا وخسارة عتاد حربي تقيل ومهم.
20 غشت 1980:
معركة «كرارت ركبيين وجبل زيني»، على بعد 50 كيلو مترا جنوب طانطان استعان فيها المغرب بالطيران الحربي، مما أدى إلى وقوع مائة قتيل في صفوف البوليساريو.
معركة «كرارت ركبيين وجبل زيني»، على بعد 50 كيلو مترا جنوب طانطان استعان فيها المغرب بالطيران الحربي، مما أدى إلى وقوع مائة قتيل في صفوف البوليساريو.
21 غشت 1980:
أبطيح تشهد من جديد معركة أخرى بين المغرب والبوليساريو، أسفرت عن مقتل 200 فرد في صفوف البوليساريو وجرح 6 مغاربة.
أبطيح تشهد من جديد معركة أخرى بين المغرب والبوليساريو، أسفرت عن مقتل 200 فرد في صفوف البوليساريو وجرح 6 مغاربة.
16 شتنبر 1980:
معركة رأس الخنفرة (قرب زاوية سيدي ابراهيم بن عبد الله، بنواحي أبطيح)، أسفرت عن مقتل 200 في صفوف البوليساريو واستشهاد 70 جنديا مغربيا وجرح 60 آخرين وفقدان حوالي 30 مغربيا.
معركة رأس الخنفرة (قرب زاوية سيدي ابراهيم بن عبد الله، بنواحي أبطيح)، أسفرت عن مقتل 200 في صفوف البوليساريو واستشهاد 70 جنديا مغربيا وجرح 60 آخرين وفقدان حوالي 30 مغربيا.
8 أكتوبر 1980:
تجدد المعارك في رأس الخنفرة أسفر عن مقتل 150 فردا في صفوف البوليساريو.
تجدد المعارك في رأس الخنفرة أسفر عن مقتل 150 فردا في صفوف البوليساريو.
26 أكتوبر 1980:
معركة الحوزة وأبطيح أسفرت عن مقتل وجرح 250 فردا في البوليساريو واستشهاد جنديين مغربيين وجرح عشرة آخرين.
معركة الحوزة وأبطيح أسفرت عن مقتل وجرح 250 فردا في البوليساريو واستشهاد جنديين مغربيين وجرح عشرة آخرين.
6 نونبر 1980:
معركة خريبشات (غرب الحوزة) أدت إلى مقتل 200 فرد لدى البوليساريو واستشهاد سبعة مغاربة وجرح 26 جنديا مغربيا.
معركة خريبشات (غرب الحوزة) أدت إلى مقتل 200 فرد لدى البوليساريو واستشهاد سبعة مغاربة وجرح 26 جنديا مغربيا.
24 دجنبر 1980:
معركة «روس لحميرة»، الموجودة على بعد 50 كلم جنوب أبطيح و60 كلم شمال سمارة، استعملت فيها كل أنواع الأسلحة وكانت حاسمة ودامت 3 أيام تمكن المغرب من خلالها من التحكم في نقطة استراتيجية من الناحية العسكرية. وهي المعركة التي شاركت فيها وحدات الهندسة العسكرية بقوة لنزع الألغام العديدة التي زرعها البوليساريو.
معركة «روس لحميرة»، الموجودة على بعد 50 كلم جنوب أبطيح و60 كلم شمال سمارة، استعملت فيها كل أنواع الأسلحة وكانت حاسمة ودامت 3 أيام تمكن المغرب من خلالها من التحكم في نقطة استراتيجية من الناحية العسكرية. وهي المعركة التي شاركت فيها وحدات الهندسة العسكرية بقوة لنزع الألغام العديدة التي زرعها البوليساريو.
7\8 يناير 1981:
معارك ضارية في منطقة بين أبطيح والسمارة استعمل فيها المغرب الطيران الحربي وأسفرت عن قتل 160 مرتزقا في صفوف البوليساريو، واستشهاد 17 جنديا مغربيا وجرح 54 آخرين.
معارك ضارية في منطقة بين أبطيح والسمارة استعمل فيها المغرب الطيران الحربي وأسفرت عن قتل 160 مرتزقا في صفوف البوليساريو، واستشهاد 17 جنديا مغربيا وجرح 54 آخرين.
8 يناير 1982 (يوم عيد المولد النبوي):
هجوم 3000 مرتزق موزعين على ثلاثة فيالق للبوليساريو مدججين بالمصفحات و300 ناقلة والسيارات المجهزة بالمدافع، على رأس الخنفرة بين أبطيح وتراغت، أسفر عن مقتل وجرح 150 مرتزقا في صفوف البوليساريو، واستشهاد ثلاثة مغاربة وإصابة 21 آخرين بجروح.
هجوم 3000 مرتزق موزعين على ثلاثة فيالق للبوليساريو مدججين بالمصفحات و300 ناقلة والسيارات المجهزة بالمدافع، على رأس الخنفرة بين أبطيح وتراغت، أسفر عن مقتل وجرح 150 مرتزقا في صفوف البوليساريو، واستشهاد ثلاثة مغاربة وإصابة 21 آخرين بجروح.
9 يناير 1982:
هجوم جديد للبوليساريو على نفس المنطقة أسفر عن مقتل 200 من المرتزقة واستشهاد ستة جنود مغاربة.
هجوم جديد للبوليساريو على نفس المنطقة أسفر عن مقتل 200 من المرتزقة واستشهاد ستة جنود مغاربة.
22 يوليوز 1982:
هجوم البوليساريو على منطقة الكعدة (قرب زاوية سيدي احمد الركيبي في الطريق بين أبطيح والسمارة)، عبر ثلاثة فيالق تكبدت خلالها البوليساريو خسارات بعشرات القتلى فيما استشهد شهيدان وأصيب 11 جنديا مغربيا.
هجوم البوليساريو على منطقة الكعدة (قرب زاوية سيدي احمد الركيبي في الطريق بين أبطيح والسمارة)، عبر ثلاثة فيالق تكبدت خلالها البوليساريو خسارات بعشرات القتلى فيما استشهد شهيدان وأصيب 11 جنديا مغربيا.
لقد كانت "أبطيح" اسما على مسمى. ففي اللغة العربية، نجد أن من معاني الفعل "بَطَحَ" معنى "الإلقاء على الوجه". نقرأ في "لسان العرب": "بطحه على وجهه يبطحه بطحا؛ أي ألقاه على وجهه فانبطح". ومن الأمثلة التي تقدمها معاجم العربية: "بَطَحَ مُنافِسَهُ: أَلْقاهُ على وَجْهِهِ"، "بَطَحَ الشَّخصَ": أي ألقاه على وجهه، مثال: "بَطَحَ المصارعُ خصمه على الأرض"".
ولذلك، استحق هذا المركز اسمه. ففيه وبجواره، بَطَحَ الجيشُ المغربي مرتزقةَ العصابات كلما حاولوا التسلل إلى صحرائنا.