Friday 16 May 2025
سياسة

بعد فاجعة الفيضان: المغاربة يبحثون عن بنكيران "القادوس"

بعد فاجعة الفيضان: المغاربة يبحثون عن بنكيران "القادوس"

بعد تناسل كوارث وفضائح "الفيضانات" التي كشفت أن الحكومة لا تتقن إلا الشفوي، توصل موقع "أنفاس بريس" بنداء من القارئ رشيد أوخطو، يناشد فيه رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران أن يضرب للناس المثل على دفاعه عن المغاربة المنكوبين بسبب الفيضانات، ويقتدي بما فعله "علال القادوس" بالرباط، ويغمس أقدامه في "الغيس" و"الطين"، و"يسرح قواديس" المدن المنكوبة، وما أكثرها، ولعل ذلك من أضعف الإيمان. وفيما يلي صرخة المواطن رشيد أوخطو:

"صدمتني صورة في الفيسبوك مركبة لحدثين متشابهين لكنهما منفصلين. الأول لضحايا فيضانات أجانب جندت لها الدولة مروحيات للإنقاذ، وأخرى لمغاربة بسطاء سقطوا ضحايا للسيول الجارفة التي تعرفها العديد من مناطق الجنوب، حيث نقلت لنا الصورة الصادمة مشهدا مقززا لشاحنة جمع الأزبال تستعمل لنقل الضحايا البؤساء. الصورة جد معبرة ولا تحتاج إلى تعليق، رغم أن الفيسبوكيين كعادتهم تفننوا في قراءة مدلول الصورتين...

الصورة تجسد قيمتنا لدى مسؤولينا، وتؤكد بالملموس أننا مجرد أزبال وقاذورات وحشرات لا قيمة لها، حتى ونحن أموات لا مجال للحديث عن كرامة الميت وحرمته، فلسنا سوى جيف يجب التخلص منها بأية طريقة.

إنقاذ السواح بالطائرات لسنا ضده، بل ذلك ما يجب أن يكون. فالروح البشرية يجب إنقاذها مهما كان الثمن. لكن الشعور الحارق الذي يتفجر في النفس عند مشاهدة الصورتين هو الإحساس بالحكرة وازدواجية التعامل والمعاملة المهينة للمواطن المغربي حيا أو ميتا.

المشاهد المرعبة لمواطنين  تجرفهم السيول واخرين في أوضاع صعبة  تجعل الأسئلة  تتناسل : هل المغرب ضعيف لهذه الدرجة حتى يعجز عن مساعدة أشخاص كان من الممكن إنقاذهم باتخاذ الاحتباطات الضرورية والإسراع في التدخل لإنقاذ الأرواح؟ أين هم المنتخبون والمسؤولون وبنكيران والحكومة...؟

الكوارث تحدث في دول العالم، وتسقط بسببها الضحايا حتى في الدول المتقدمة. هذا صحيح، لكن الفرق الشاسع بيننا وهذه الدول يكمن في متانة البنية التحتية وقدرتها على مجابهة أخطار الكارثة والتقليل من الضحايا، وأيضا في طبيعة معاملة مسؤولي الدولة للضحايا والمنكوبين.

لماذا تحطمت عشرات القناطر بتلك السهولة ولم تقاوم كثيرا سيول الفيضانات الجارفة؟

أحد معارفي الذي سبق له وأن خاض تجربة انتداب جماعي، حكى لي كيف تطبخ الصفقات الخاصة بالقناطر في المغرب غير النافع، وكيف يعمد المسؤولون إلى بناء قناطر لا تستوفي الشروط العلمية وتشيد بطرق بدائية وتصبح بالتالي عرضة للسقوط عندما تسقط زخات قليلة من المطر.

في الرباط تابعنا قبل أيام كيف عجزت الدولة بمسؤوليها وأجهزتها عن إنقاذ حي من الغرق، ونجح بالمقابل مواطن بسيط سطع نجمه تحت اسم علال القادوس في تحقيق ذلك.

قصة المغاربة مع  المطر فيها الكثير من الأحزان والماسي. فقد خبروا أن غيابه وشحه فيه هلاك للحرث والنسل وانتشار لمختلف الأمراض وعيشة ضنكا، لذلك يسرعون كلما تأخر قدومه في رفع أياديهم إلى السماء تهللا وتضرعا.

وعندما تأتي الأمطار قوية تبث رعبا حقيقيا في النفوس لأنهم يعرفون أنه إن زادت عن حدها، ولو قليلا، فقد تحول حياتهم إلى جحيم.

"الله  يعطينا  الشتا"، لكن "قد  النفع"، هذا هو لسان حال المغاربة دائما"...