ظل موضوع الأراضي العارية في العديد من المدن المغربية، وعلى رأسها مدينة الدار البيضاء، مثار جدل واسع خلال السنوات الأخيرة.
فقد تعالت أصوات عديدة في فترة سابقة مطالبة بضرورة حث أصحاب هذه الأراضي، خصوصًا تلك الموجودة وسط الأحياء السكنية، على بنائها، لما تسببه من مشاكل بيئية واجتماعية. فغالبا ما تتحول هذه الأراضي إلى أماكن لتجميع النفايات، ما يخلق إزعاجا كبيرا للسكان المجاورين، ويشوه المنظر العام للأحياء.
وقد عاد الجدل إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة بسبب القرار المتعلق برفع الرسم السنوي المفروض على الأراضي العارية. حيث حددت التسعيرة الجديدة كما يلي:
من 15 إلى 30 درهما للمتر المربع في المناطق الحضرية ذات التجهيز الجيد (شبكة طرق، كهرباء، ماء، مؤسسات تعليمية وصحية...).
من 5 إلى 15 درهما للمتر في المناطق ذات التجهيز المتوسط.
ويهدف هذا القرار إلى الرفع من مداخيل الجماعات الترابية، التي تعاني في الغالب من عجز مالي يعيق تنفيذ عدد من المشاريع التنموية.
وقد تباينت ردود الفعل بشأن هذا القرار، حيث اعتبره خليهن لكرش، المستشار البرلماني، خطوة ستساهم في تحقيق قفزة نوعية على مستوى المداخيل الجبائية للجماعات المحلية وتطوير أدائها المالي. لكنه في المقابل انتقد تأثير هذا القانون على الطبقات المتوسطة والفقيرة، خصوصًا في ظل معضلة السكن وارتفاع نسب البطالة وغلاء المعيشة.
وقال خليهن لكرش في تصريح ل "أنفاس بريس": "فئات واسعة من المواطنين تلجأ إلى شراء قطع أرضية بعد سنوات من الادخار، وتضطر للانتظار سنوات أخرى قبل التمكن من بنائها، والآن سيتم إثقال كاهلها برسوم إضافية، في الوقت الذي كان الأجدر فيه محاربة كبار المضاربين العقاريين وتخفيف العبء على المواطنين البسطاء".
من جهته، يرى محمد نشطاوي، أستاذ جامعي، أن الزيادة في الرسم السنوي تهدف إلى دفع أصحاب الأراضي العارية نحو بنائها، وهو ما سيساهم، حسب رأيه، في تحقيق انتعاش اقتصادي، وتحسين جمالية المدن، فضلًا عن توفير مداخيل إضافية لخزينة الدولة عن طريق توسيع الوعاء الضريبي.
وستظل إشكالية الأراضي العارية واحدة من التحديات المطروحة على السياسات العمومية، لأنه إذا كان هذا القرار سيدفع بعض المضاربين العقاريين للإسراع في عملية بناء أراضيهم دون انتظار سنوات أخرى من أجل بنائها وتحقيق أرباح خيالية، فإنه بالمقابل سيشكل ضربة موجعة لبعض من من وضع " تحويشة العمر" على رأي المشارقة في أرض "باش يبنيها "دقة دقة".