Thursday 8 May 2025
فن وثقافة

الباحث الجامعي عزيز زلاغ يدعو الى التأسيس لوعي معلوماتي -إعلامي

الباحث الجامعي عزيز زلاغ يدعو الى التأسيس لوعي معلوماتي -إعلامي جانب من اللقاء
شدد عزيز زلاغ الأستاذ الباحث في علوم الإعلام والتواصل بكلية الاداب والعلوم الانسانية بوجدة أمام أشغال الندوة التي نظمها مسلك التميز في الصحافة والإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، ما بين 2و3 ماي 2025، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، في موضوع " الإعلام والقانون.. التحديات والفرص في العصر الرقمي" على ضرورة الاشتغال على الواجهتين التوعيوية والتكوينية لمختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية وذلك بهدف التأسيس لوعي صار حتميا في زمن Infomédiatique "الأنفوميديا" وهو وعي معلوماتي -إعلامي.
 
وفي مداخلة بعنوان" الآفات الأخلاقية للثورة الرقمية: من الأخبار الزائفة إلى التزييف العميق"، دعا الأستاذ عزيز زلاغ أمام المشاركين في هذه الندوة المنظمة بتعاون مع اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة وشركاء آخرين، وبتنسيق مع مكاتب ابن خلدون، إلى السعي لتوظيف برمجيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن التزييف العميق الذي أنتجته بنفسها، مع العمل بجد على التأسيس لمراصد ومراكز تعيد الاعتبار لصحافة تدقيق الحقائق fact cheecking journalism.
 
وشدد زلاغ الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة في هذه الندوة بنسختها الرابعة التي عرفت مشاركة، نخبة من الأساتذة الجامعيين والصحفيين وممثلي مؤسسات تكوين الصحافيين من المغرب ودول عربية وإفريقية على ضرورة الوعي التام بأهمية إعادة الإعتبار للمكون الأخلاقي الباني للإنسان الذي سيكون رهانا فاعلا، في ظل المشاريع الجيو استراتيجية التي انخرطت فيها المملكة المغربية، وعلى رأسها تنظيم مونديال كرة القدم 2030 بمعية كل من اسبانيا والبرتغال.
 
وأكد في هذا الصدد على أنه يتعين الكشف عن دلالات الانتقال من مفهوم الأخبار الزائفة إلى مفهوم التزييف العميق في سياق الثورة الرقمية وما فرضته من تحول إلى مجتمع الشبكات الاجتماعية، الذي حتم اندماجا فائقا بين حقلي الإعلام والمعلوميات؛ فكانت المحصلة الأخلاقية– في نظره - معاينة آفات أخلاقية طالت مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، بل والفاعلين الأساس فيها أيضا.
 
وقسم الأستاذ عزيز زلاغ مداخلته إلى ثلاثة محاور متماسكة، حمل محورها الأول عنوان "الأخبار الزائفة والتزييف العميق: دلالات الوصل"؛ بسط من خلالها تصوره للموضوع من خلال تمييزات مفهومية رئيسة بين عدة مفاهيمة مربكة: " الأخبار المضللة" و"الأخبار الزائفة" و"الأخبار الخاطئة" و"التزييف العميق"، وما يمكن أن تحمله من إشكالات وتشوهات معرفية
 
واعتبر في هذا الصدد، بأنه لا يستقيم التمييز بين هذه المفاهيم إلا من خلال ربطها بسياقها التاريخي وإطارها الإعلامي، مع فهم دلالة تحولها داخل السياق الرقمي، وما انتهى إليه من توظيفٍ لإمكانات التكنولوجيا والمعلوميات عبر إدماج الذكاء الاصطناعي في الحقل الإعلامي والتواصلي، وهي الأفكار والقضايا التي عمد المحور الثاني المعنون ب "التزييف العميق في الفضاء الرقمي: محاولة للفهم" إلى مقاربتها وتحليلها.
 
"الآفات الأخلاقية للتزييف العميق: رؤية نقدية"، كان المحور الأخير، الذي عمد فيه الأستاذ زلاغ إلى الكشف عن هذه الآفات الأخلاقية تصوراً وممارَسةً، فاحصا انعكاساتها المتعددة، ليس فقط على الحياة الاجتماعية والأخلاقية، بل أيضا على أخلاقيات الممارسة الصحفية والإعلامية ذاتها: " ديونطولوجيا الصحافة والإعلام".
 
وشكلت هذه الندوة، التي ألقي خلالها الأستاذ مشيشي العلمي الادريسي وزير العدل الأسبق، محاضرة افتتاحية، منصة للحوار بهدف تعزيز البحث وتبادل المعارف حول التحديات الراهنة التي تواجهها وسائل الإعلام في العصر الرقمي. كما سلطت الضوء على دور البحث والتبادل المعرفي في تعزيز واحترام وحماية الحقوق، في سياق يشهد تغيرات متسارعة على الصعيدين الوطني والدولي.
 
وقاربت الندوة العلاقة بين الإعلام والقانون، من زوايا متعددة تشمل حرية التعبير والأطر القانونية الوطنية، والتفاعلات بين الصحافة الرقمية والأنظمة القانونية، وانتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، وحقوق المؤلف في العصر الرقمي، والقوانين المتعلقة بحماية المعطيات الشخصية. وتخلل الندوة، ورشات علمية من تأطير خبراء مغاربة وأجانب، تناولت التحديات القانونية المرتبطة بالإعلام، مع تقديم تشخيص لحالة التكوين الصحفي بالجامعات المغربية وآفاق تطوره.