الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

رسالة شكرتنصف لمرابط، المندوب الجهوي السابق بطنجة، وتحرج وزير الأوقاف

رسالة شكرتنصف لمرابط، المندوب الجهوي السابق بطنجة، وتحرج وزير الأوقاف

تلقى محمد المرابط، المندوب الجهوي السابق للأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة طنجة تطوان، رسالة شكر وامتنان من مدير مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، وذلك لحجم المجهودات التي بذلها في السهر على خدمة المنخرطين خلال المدة التي تقلد فيها مهام رئيس الوحدة الإدارية الجهوية لجهة طنجة تطوان قبل أن يقدم استقالته.
وإذا كان من دلالة لهذه الرسالة فهي لا تخرج عن معان الانتصار لثقافة الاعتراف التي تكاد تكون مفقودة في إدارتناويكفي المرابط فخرا أن الرسالة موسومة بالعرفان، في الوقت الذي لم تتجشم وزارة الأوقاف عناء تكريم هذا الرجل الذي ظل من بداية التسعينات، وفي ذروة الهجوم الوهابي على حقل إمارة المؤمنين، وفي ذروة الحرب على مبادئ الوسطية، ينافح عن الحقل الديني بالمغرب بشجاعة كبيرة، حيث أدرك مبكرا ما تنسجه الأصولية من خيوط لإدخال المغرب إلى عصور الظلام. واستطاع أن يقيس بمهارة كبيرة أهداف ذلك التدافع الذي قاده وزير الأوقاف السابق العلوي المدغري من أجل دحر الزحف اليساري، والذي كان من نتائجه ظهور أشكال من الإسلام الجهادي ذي النزعات الداعشية.
إن رسالة العرفان التي وقع عليها محمد الأمين الشريعي (مدير مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين) هي، في العمق، إدانة لهؤلاء الذين هللوا وانطلقت أساريرهم حين علموا أن رجلا لا يقبل المساومة قدم استقالته لأنه لا يحب أن يساومه أحد على علمه وعلى قوة شكيمته في الحق، وهي إدانة لكل هؤلاء الذين يجبنون كلما تعلق الأمر بحرب فكرية خاضها فقيه حداثي متنور ومثقف من موقع انتمائه إلى سلالة أبي شعيب الدكالي ومحمد بلعربي العلوي والحبيب الفرقاني التي لا تعرف الخوف أو المداهنة.
إنها رسالة محرجة لوزير الأوقاف الذي اختار أن يتحيز للصمت ولم يتجشم حتى عناء شكر إطار خدم المغرب طيلة 10 أعوام من داخل الحقل الديني بنفس وطني في الوقت الذي انتظر الجميع أن ينصف المرابط الذي لم يكل يوما عن تنقية شجرة الإسلام المغربي من الطيور التي بدأت تحط فوقها.