الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

العدميون والمتزمتون يحسدون أمير المؤمنين لاستشهاده بكلام الرسول (ص)

العدميون والمتزمتون يحسدون أمير المؤمنين لاستشهاده بكلام الرسول (ص)

في عطلة نهاية الأسبوع استوقفني حديث حميمي مع مجموعة من الأصدقاء دار حول الخطاب الملكي الأخير بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، ليس لجرأته في استنهاض الهمم لإحداث رعشة قومية لدى المغاربة لمواجهة التحديات ومكائد دول الجوارودسائس العدميين فحسب، بل لما رافق الخطاب الملكي من تطاول بعض غلاة السلفية النصية وبعض العدميين بالادعاء أن استشهاد أمير المؤمنين محمد السادس بكلام جده الرسول عليه السلام : "اللهم كثر حسادنا" هو استشهاد بحديث غير موجود أصلا. والحال أن مراجعة أمهات الكتب تغني المرء عن الدخول في سجال عقيم.

لكن بما أن الحديث المأخوذ عن النبي (ص) حرك أجهزة "الأرصاد" الدينية "المنغلقة" و"المتزمتة" وحرك الماكينة الممولة من تجار "العدمية" التي أرادت أن تجعل من كتب الحديث الصحيحة نصوصا "جامدة" ومتونا لغوية "ميتة" لا تمسها "الاستعارات" و"الانزياحات" و"بلاغات" التعبير، استحضرت مع أصدقائي في اللقاء المذكور الشروحات المستفيضة التي قدمها لي جهابدة الفقه والحديث، من علماء أجلاء وخطباء متمكنين من أمور الدين. وهي الشروحات التي لايسعني إلا اقتسامها مع القارئ لدحض ادعاءات كل جاهل وكل حاسد وكل حاقد.

أولا: قال الرسول الكريم "على كل نعمة حسود"، وفي رواية أخرى "إن على كل نعمة حاسدا". وهذا الحديث صحيح بمجموع طرقه كما يقول الفقهاء. وهو حديث رواه ابن أبي نعيم في الحلية ورواه القوضاعي في الشعر، ورواه الطبراني في معاجمه الثلاثة: الصغير والأوسط والكبير.

ثانيا: الملك محمد السادس حين يعتز بنسبه الذي ينحدرمن البيت النبوي الشريف، ويستند على شرعية إمارة المؤمنين، فليس ليكون على رأس الدولة المغربية وكفى، أو لكي "يخترع" حديثا نبويا، بل لأنه مؤتمن على موروث المغاربة الديني الرافض أن تتم قولبة المغاربة في النمطية والأورتوذكسية المتكلسة كما تسعى الحركة المتزمتة والتيارات العدمية تكريسها. فالدعاء السائر "اللهم كثر حسادنا" هو دعاء بمقتضى القول النبوي الشريف: "على كل نعمة حسود"، وهو ابتهال إلى الله سبحانه وتعالى ليكثر علينا النعم. وكل من رزقه الله نعمة ما إلا وكان محسودا عليها، أما من لا يملك شيئا، فليس له ما يحسد عليه. وهذا هو معنى الحديث النبوي الصحيح "على كل نعمة حسود"، أوكما جاء في رواية أخرى "إن على كل نعمة حاسدا".

فـ "اللهم كثر حسادنا" هو دعاء بمقتضى هذا الحديث النبوي الشريف، والدعاء بكثرة الحساد هو دعاء بتكثير النعم، وهو مأخوذ من مشكاة هذا الحديث الشريف الصحيح. فنسبة القول إلى الرسول الكريم ليست نسبة كلمية بل نسبة معنوية للدلالة على تكثير النعم. 

فاللهم كثر حسادنا، فاللهم كثر حسادنا، فاللهم كثر حسادنا.