Wednesday 14 May 2025
سياسة

مقتل ديبلوماسي مغربي ببريتوريا: جنوب إفريقيا.. أرض حرة للإجرام

مقتل ديبلوماسي مغربي ببريتوريا: جنوب إفريقيا.. أرض حرة للإجرام

لم يعد سرا أن النظام الأمني والقضائي في جنوب إفريقيا أصبح يتميز بعدم الكفاءة؛ هذا واقع لم يعد يخفيه المتخصصون في علم الإجرام بهذا البلاد الغارقة حتى الركب في أوحال الجريمة، حيث أصبح الديبلوماسيون والمعارضون يقيمون ألف حساب كلما ساقتهم الإكراهات إليها.

 لقد لقي، يوم أمس الاثنين، نور الدين الفاطمي المكلف بالشؤون القنصلية بسفارة المغرب ببريتوريا مصرعه على يد مجهولين، وقبله عُثر على عشرات الأجانب مضرجين في دمائهم، أمثال المعارض الرواندي باتريك كاريغيا (مدير الاستعلامات السابق) والمعارض الجزائري القبايلي مرزوق جباري، فضلا عن محاولات القتل العديدة التي لم يسلم منها حتى بعض المسؤولين الحكوميين لبعض الدول التي تجمعها بجنوب إفريقيا روابط ديبلوماسية قوية. وهو ما يعني أن بريتوريا أصبحت وجهة مفضلة لصائدي المكافآت وطالبي الرؤوس الباهظة الثمن. ومن يريد أن يتخلص من أي خصم عنيد ما عليه إلا أن يستدرجه إلى بريتوريا، وهناك ألف مجرم يمكنه أن يقوم بالعمل على أفضل وجه، والقضية ستقيد حتما ضد مجهول!

لقد أصبح الإجرام بجنوب إفريقيا يثير قلقا متزايدا، ليس في صفوف المتخصصين في علم الإجرام والعاملين والمسؤولين في كل من الشرطة والقضاء فحسب، بل أيضا في أوساط عامة الشعب، حتى إن بعض الجماعات لم تعدد تتردد في الانتقام بنفسها من المشتبه بهم رجما بالحجارة، وهو الأمر الذي قد يصل إلى القتل، الأمر الذي أفضى إلى ما يسمى بـ "عدالة الدهماء" التي تؤكد أن فان دير هوفين، المتخصصة في علوم الإجرام بجامعة جنوب أفريقيا، أنها "ظاهرة تعكس حالة من الإحباط الشديدة لدي المجتمع إزاء الشعور السائد لدي قطاعات كبيرة منه بأن كلا من الشرطة والجهاز القضائي لا يقومان بالجهودة الكافية للحد من الجريمة وردع المجرمين. وبأنه من الأفضل في تلك الحالة أن يأخذ العامة القانون بأيديهم".

وقد انعكس هذا الفشل الذريع لدى سلطات جنوب إفريقيا إلى تفشىي ظاهرة الانتحار في صفوف الشرطة، وتصاعدها بشكل مهول حيث وصلت السنة الماضية إلى 84 حالة انتحار، بينما لم تكن تتعدى 60 حالة سنة 1998. وتشير التقارير إلى أن السبب في هذه الظاهرة يتمثل في ظروف العمل الخطيرة التي يعمل في ظلها رجال وسيدات الشرطة بشكل يومي. وتؤكد التقارير نفسها أن عناصر الشرطة في سعيهم نحو منع الجريمة وتوفير الأمن للمواطنين، فإنهم كثيرا ما يسقطون ضحايا لنفس هذه الجرائم، بالإضافة إلي معاناتهم من اليأس والإحباط وحالات الاكتئاب مما يدفعالعديد منهم إلي الإقدام علي الانتحار..

إضافة إلى ذلك، فإن جنوب إفريقيا أصبحت أرضا خصبة للمجرمين بسبب عدم قدرة السلطات على السيطرة علي انتشار السلاح، فضلا عن عدم قدرتها على كبح جماح المغتصبين، إذ تغتصب سيدة كل 30 ثانية في البلاد..