الاثنين 20 مايو 2024
سياسة

من سيخلف إدريس لشكر على رأس الاتحاد الاشتراكي؟

 
 
من سيخلف إدريس لشكر على رأس الاتحاد الاشتراكي؟ أسماء‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية‭ ‬عقيدة‭ ‬وفكرا‭ ‬وتنظيما
نحتاج‭ ‬بالمنطق‭ ‬التاريخي،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬اختبار‭ ‬حاضرنا‭ ‬الديموقراطي،‭  ‬إلى‭ ‬التساؤل‭ ‬كلما‭ ‬احتد‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬المجتمع‭ ‬وتمظهراته‭ ‬الحزبية‭ ‬والمدنية،‭  ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬جوهر‭ ‬الديموقراطية‭ ‬كما‭ ‬اهتدى‭ ‬إليه‭ ‬الفكر‭ ‬البشري‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬توجهات‭ ‬هذه‭ ‬الجهر‭ ‬قيام‭ ‬الديموقراطية‭ ‬على‭ ‬موجهين‭ ‬أساسيين‭ ‬متكاملين‭ ‬لا‭ ‬فصل‭ ‬بينهما:
ضمان‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬إسماع‭ ‬صوت‭ ‬المجتمع‭ ‬عبر‭ ‬آلية‭ ‬التمثيل‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤسساته‭ ‬البرلمانية‭ ‬والشعبية،‭ ‬ثم‭ ‬ضمان‭ ‬توازن‭ ‬المجتمع‭ ‬عبر‭ ‬كبح‭ ‬نزعات‭ ‬التمرد،‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬المثبتة،‭  ‬أو‭ ‬ردع‭ ‬مشروع‭ ‬لكل‭ ‬أنوع‭ ‬الشعور‭ ‬لدى‭ ‬الأقليات‭ ‬بالغبن‭.‬

 
سبب‭ ‬النزول‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬نلاحظه‭ ‬بخصوص‭ ‬الوضع‭ ‬الحزبي‭ ‬المغربي‭ ‬حيث‭ ‬تتأكد‭ ‬السمات‭ ‬التالية:
 
-‭ ‬استقالة‭ ‬الأحزاب‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬التمثيلي،‭ ‬وافتقادها‭ ‬لاستقالة‭ ‬القرار‭ ‬أمام‭ ‬مبادرات‭ ‬الدولة‭ ‬بإيجابياتها‭ ‬وسلبياتها‭.‬
- تشابه‭ ‬الأداء‭ ‬الحزبي‭ ‬بحيث‭ ‬تلاشت‭ ‬معاني‭ ‬اليمين‭ ‬واليسار‭ ‬والوسط‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مصطلح‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المعايير‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭.‬
- ترك‭ ‬الدولة‭ ‬وحيدة‭ ‬أمام‭ ‬الوضع‭ ‬العام،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬تحميلها‭ ‬مسؤولية‭ ‬نجاح‭ ‬الوضع‭ ‬أو‭ ‬فشله‭.‬
إن‭ ‬الباعث‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة،‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬اختيارنا‭ ‬مساءلة‭ ‬دور‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬السياسية‭ ‬اليوم‭.‬
 
ثلاثة‭ ‬اعتبارات‭ ‬قادتنا‭ ‬نحو‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭:‬
 
- الأول‭ ‬تمتع‭ ‬الاتحاد‭ ‬بمكانة‭ ‬تاريخية‭ ‬مشهود‭ ‬له‭ ‬بها‭ ‬بالقياس‭ ‬التاريخي‭ ‬والنضالي‭. ‬ولقد‭ ‬اكتسبها‭ ‬من‭ ‬إسهام‭ ‬رموزه‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬صياغة‭ ‬مستقبل‭ ‬المغرب‭ ‬المستقل‭ ‬خلال‭ ‬سنواته‭ ‬الأولى‭ ‬عبر‭ ‬إقرار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأخلاقية‭. ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعد‭ ‬بنتائج‭ ‬وآمال‭ ‬كبرى‭ ‬لولا‭ ‬أنها‭ ‬منيت‭ ‬بتدبير‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬ماي‭ ‬1960‭.‬
- الاعتبار‭ ‬الثاني‭ ‬حضور‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬حين‭ ‬انطلاقه‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينات،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقع‭ ‬المعارضة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقع‭ ‬المشاركة‭ ‬عبر‭ ‬حكومة‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بـ‭ ‬"التناوب‭ ‬التوافقي"‭ ‬بقيادة‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬اليوسفي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الموقعين‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬مدافعا‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الثوابت،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬تثبيت‭ ‬مكانة‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬المغربي،‭ ‬وتأكيد‭ ‬توجهها‭ ‬نحو‭ ‬ملكية‭ ‬دستورية‭ ‬تتعزز‭ ‬بحق‭ ‬إشراك‭ ‬الأحزاب‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التمثيلية‭ ‬المحلية‭ ‬والوطنية‭.‬
- أما‭ ‬الاعتبار‭ ‬الثالث‭ ‬فيتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمكن‭ ‬حزب‭ ‬القوات‭ ‬الشعبية‭  ‬بناء‭  ‬مجال‭ ‬المعارضة‭ ‬عبر‭ ‬اكتساح‭ ‬مساحات‭ ‬كبرى‭ ‬داخل‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬العريض‭ ‬عبر‭ ‬أذرعه‭ ‬الطلابية‭ ‬والشببيبة‭ ‬والثقافية‭ ‬والنقافية،‭ ‬ومختلف‭ ‬تعبيرات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬أدائه‭ ‬النيابي‭ ‬ذي‭ ‬الوزن‭ ‬السياسي‭ ‬القوي‭. ‬ومن‭ ‬هناك‭ ‬صار‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الحزب‭ ‬اعتبار‭ ‬صورة‭ ‬أمل‭ ‬مجتمع‭ ‬يثق‭ ‬في‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ويعتبره‭ ‬صوته‭ ‬النقي‭.‬
من‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬حضور‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الوطني‭ ‬والعربي‭ ‬والدولي‭ ‬صوت‭ ‬معارض‭ ‬فقط‭. ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حامل‭ ‬لصوت‭ ‬الغاضبين‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬حكم‭ ‬قهرتهم،‭ ‬أو‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬محامي‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬ينصر‭ ‬حقهم‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬حقهم‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬والعدالة،‭ ‬أمام‭ ‬الخيبة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬نتائج‭ ‬الاستقلال‭ ‬الوطني،‭ ‬وإزاء‭ ‬تنامي‭ ‬هجمة‭ ‬الاختيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الليبرالي‭. ‬بل‭ ‬قوة‭ ‬اقتراح‭ ‬بناء‭ ‬وعنصر‭ ‬توازن‭  ‬يعزز‭ ‬معاني‭ ‬وأصول‭ ‬فكرة‭ ‬الديموقراطية‭ ‬الأصيلة‭ ‬كما‭ ‬أنشئت‭ ‬في‭ ‬المنبع‭.‬
إنها‭ ‬المكانة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬شغلها‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬إفشال‭ ‬تجربة‭ ‬التناوب‭ ‬المجهض‭ ‬سنة‭ ‬2002‭. ‬بعد‭ ‬تعيين‭ ‬جطو‭ ‬وزيرا‭ ‬أولا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المنهجية‭ ‬الديمقراطية‭. ‬وهي‭ ‬بالضبط‭ ‬لحظة‭ ‬التأزيم‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬التنظيم،‭ ‬ومثار‭ ‬الارتباك‭ ‬الفكري‭ ‬والإيديولوجي‭ ‬المستمرة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭.‬
في‭ ‬سياق‭ ‬ذلك‭ ‬الوضع،‭ ‬وضمن‭ ‬تفاعلات‭ ‬استقالة‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬اليوسفي،‭ ‬شرع‭ ‬مسلسل‭ ‬التنازع‭ ‬حول‭ ‬شرعية‭ ‬القيادة‭ ‬ليتكرس‭ ‬كأمر‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬مآلات‭ ‬الحزب،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬قراراته‭ ‬التنظيمية‭ ‬أو‭ ‬التهيىء‭ ‬لمجالسه‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬مؤتمراته‭. ‬ولقد‭ ‬استفحل‭ ‬الأمر‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأكد‭ ‬أن‭ ‬انخراط‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬قد‭ ‬سمح‭ ‬بتآكل‭ ‬منظومات‭ ‬التنظيم‭ ‬وترهل‭ ‬البناء‭ ‬الإيديولوجي‭ ‬بحيث‭ ‬اشتقت‭ ‬تنظيماته‭ ‬الشبيبية‭ ‬والنقابية،‭ ‬وضعف‭ ‬تمثيله‭ ‬داخل‭ ‬الأوساط‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬والمدنية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬
وبموازاة‭ ‬ذلك‭ ‬ضعف‭ ‬وزن‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ضوء‭ ‬الاستشارات‭ ‬الشعبية،‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬ترؤس‭ ‬المهدي‭ ‬بن‭ ‬بركة‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاستشاري‭ ‬سنة‭ ‬1956،‭ ‬أو‭ ‬خلال‭ ‬الحضور‭  ‬البرلماني،‭ ‬إحدى‭ ‬قلاع‭ ‬التنوير‭ ‬الاتحادي‭ ‬منذ‭ ‬برلمان‭ ‬بداية‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وإلى‭ ‬مرحلة‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينات‭. ‬كما‭ ‬تراجعت‭ ‬قوته‭ ‬الاقتراحية‭ ‬ومبادراته‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬أدنى‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬العمل‭ ‬الحزبي‭ ‬الوطني،‭ ‬بدليل‭ ‬غيابه‭ ‬عن‭ ‬صياغة‭ ‬المواقف‭ ‬الحقيقية‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬الحيوية‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬وتدهور‭ ‬منظومات‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والشغل،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬استفحال‭ ‬منظومات‭ ‬الريع‭ ‬والفساد‭ ‬واستفراد‭ ‬عائلات‭ ‬تعيينها‭ ‬بمعظم‭ ‬مدخرات‭ ‬وثروات‭ ‬المغرب‭...‬
هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬متتبعو‭ ‬النشاط‭ ‬الحزبي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬
 
لكل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬جعلنا‭ ‬ملف‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬مؤطرا‭ ‬بالأسئلة‭ ‬التالية‭:‬
 
- ما‭ ‬وضع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية؟‭ ‬
-‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬طاقاته‭ ‬وأعطابه؟
- هل‭ ‬الأعطاب‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬بلا‭ ‬مشروع،‭ ‬أو‭ ‬شرعية‭ ‬نضالية‭ ‬واستراتيجية؟‭  ‬أم‭ ‬في‭ ‬علاقاته‭ ‬بمناضليه،‭ ‬وبنوعية‭ ‬القرار‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬وباقي‭ ‬المجتمع‭ ‬بمختلف‭ ‬تعبيراته‭ ‬ةروافده‭ ‬النقابية‭ ‬والشبيبية‭ ‬والمدنية‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟
- وطاقاته‭ ‬أين‭ ‬هي؟‭ ‬كامنة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬وحدة‭ ‬الحزب،‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬بقاء‭ ‬الحزب‭ ‬قائما‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الهزات؟
في‭ ‬محاولتنا‭ ‬للجواب‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة،‭ ‬ومن‭ ‬موقعنا‭ ‬الإعلامي‭ ‬المرتبط‭ ‬بأفقنا‭ ‬التقدمي،‭ ‬ارتأينا‭ ‬أن‭ ‬نجعل‭ ‬زاوية‭ ‬النظر‭ ‬المحددة‭ ‬هي‭ ‬نوعية‭ ‬انتظارات‭ ‬أعضاء‭ ‬الحزب،‭ ‬ومتتبعي‭ ‬شأن‭ ‬الاتحاد،‭ ‬لتقود‭ ‬مصير‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬لتخرج‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التدافع‭ ‬الذاتي‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬استعادة‭ ‬الدور‭ ‬الطليعي‭ ‬لحزب‭ ‬القوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬مقرونا‭ ‬بسلامة‭ ‬تنظيماته‭ ‬وصفاء‭ ‬خطه‭ ‬المذهبي،‭ ‬وتأكيد‭ ‬ارتباطات‭ ‬التنظيم‭ ‬والمذهب‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تماسك‭ ‬جهاز‭ ‬الدولة‭ ‬وحماية‭ ‬المعنى‭ ‬الحزبي‭ ‬الوطني‭. ‬علما‭ ‬باننا‭ ‬مقتنعون‭ ‬بأن‭ ‬مفهوم‭ ‬القيادة‭ ‬كما‭ ‬ترسخ‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬كما‭ ‬مارسها‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬بوعبيد‭ ‬وعبد‭ ‬الرحمان‭ ‬اليوسفي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعني‭ ‬فقط‭ ‬مهمة‭ ‬تسيير‭ ‬الأجهزة،‭ ‬ولكنه‭ ‬المعنى‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬مكامن‭ ‬صناعة‭ ‬رؤى‭ ‬الاستشراف‭ ‬لخلق‭ ‬الموقف‭ ‬الوطني،‭ ‬معززا‭ ‬بمشروعية‭ ‬القيادة‭ ‬التاريخية،‭  ‬ووزنها‭ ‬التاريخي،‭ ‬وصفاء‭ ‬يدها‭ ‬وذمتها‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬العامة،‭ ‬ثم‭ ‬وضوح‭ ‬علاقتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بالدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نسميه‭ ‬ثقة‭ ‬المؤمن‭ ‬الشاملة‭.‬
لطرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬للنقاش‭ ‬اخترنا،‭  ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬منظورنا‭ ‬المنهجي،‭  ‬أن‭ ‬نشرك‭ ‬قراءنا،‭ ‬وضمنهم‭ ‬أعضاء‭ ‬حزب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬ولعموم‭ ‬المعنيين‭ ‬بالشأن‭ ‬الحرب‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬وجوه‭ ‬يتداولها‭ ‬الوسط‭ ‬الحزبي‭ ‬سواء‭ ‬منهم‭ ‬المنتظمون‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬عبر‭ ‬ممارساتهم‭ ‬لمسؤوليات‭ ‬تنظيمية‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬وطنية،‭  ‬أو‭ ‬هولاء‭ ‬الذين‭ ‬ابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬التنظيم‭ ‬لعياء‭ ‬شخصي،‭ ‬أو‭ ‬لنفور‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬لاختلاف‭ ‬الرؤى‭ ‬والموازين،‭  ‬أو‭ ‬لقرار‭ ‬إبعاد‭ ‬ذاتي‭ ‬أو‭ ‬موضوعي‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭.‬
من‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬نقترح،‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬التمرين‭ ‬الديموقراطي،‭ ‬مجموعة‭ ‬أسماء‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬لخلافة‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر،‭ ‬وهي‭ ‬أسماء‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية‭ ‬عقيدة‭ ‬وفكرا‭ ‬وتنظيما،‭ ‬وإن‭ ‬بمواقع‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬تتدرج‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬إلى‭ ‬المسؤوليات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبري،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحمل‭ ‬مكانة‭ ‬عضوية‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لهيئته‭ ‬التنفيذية‭ ‬العليا،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬الانتداب‭ ‬الوزاري‭ ‬باسم‭ ‬الحزب،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬مناصب‭ ‬إدارة‭ ‬المنظمات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يتولاها‭ ‬أسماء‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬بمسؤولياتهم‭ ‬الحزبية‭ ‬والأخلاقية‭.‬
 
 تفاصيل أوفى  تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية " الوطن الآن