السبت 4 مايو 2024
سياسة

حمضي: إصدار القانون 27.14 خطوة جد متقدمة ولابد من مأسسة اللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر

حمضي: إصدار القانون 27.14 خطوة جد متقدمة ولابد من مأسسة اللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر عبد الرفيع حمضي، مدير الرصد والحماية بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان
يتطرق‭ ‬عبد‭ ‬الرفيع‭ ‬حمضي،‭ ‬مدير‭ ‬الرصد‭ ‬والحماية‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لحصيلة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬مشيرا‭ ‬بأن‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬قانوني‭ ‬خاص‭ ‬بمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭  ‬مشيرا‭ ‬
بأن‭ ‬إصدار‭ ‬القانون‭ ‬27‭.‬14‭ ‬يعد‭ ‬خطوة‭ ‬جد‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬تعريف‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬يعد‭ ‬متلائما‭ ‬مع‭ ‬النص‭ ‬الدولي‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬بروتوكول‭ ‬باليرمو‭. ‬
 
 
ماهي‭ ‬حصيلة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر؟
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬يمكن‭ ‬تناوله‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬زوايا:‭ ‬الزاوية‭ ‬الأولى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإطار‭ ‬المعياري‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬الزاوية‭ ‬الثانية‭ ‬وتتعلق‭ ‬باستراتيجية‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الوقاية‭ ‬ومكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬والثالثة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالآليات‭ ‬الموضوع‭ ‬لتنزيل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وهذه‭ ‬الأضلع‭ ‬الثلاث‭ ‬كلها‭ ‬موجودة‭ ‬بالمغرب،‭ ‬بحيث‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬صادق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالاتفاقية‭ ‬الأولى‭ ‬لعام‭ ‬1949‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بحظر‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬واستغلال‭ ‬دعارة‭ ‬الغير‭ ‬والتي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬المغرب‭ ‬عام‭ ‬1973‭ ‬أو‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬والعابرة‭ ‬للحدود‭ ‬الصادرة‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬والتي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬المغرب‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬أو‭ ‬البروتوكول‭ ‬المتعلق‭ ‬بمنع‭ ‬وقمع‭ ‬ومعاقبة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وخاصة‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬البروتوكول‭ ‬الخاص‭ ‬بمكافحة‭ ‬تهريب‭ ‬المهاجرين،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البر‭ ‬والجو‭ ‬والبحر‭ . ‬طبعا‭ ‬يبقى‭ ‬بروتوكول‭ ‬باليرمو‭ ‬وهو‭ ‬البروتوكول‭ ‬الإضافي‭ ‬لإتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬عبر‭ ‬الوطنية‭ ‬لمنع‭ ‬وقمع‭ ‬ومعاقبة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬بروتوكول،‭ ‬وقد‭ ‬صادق‭ ‬عليه‭ ‬المغرب‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وهو‭ ‬أهم‭ ‬صك‭ ‬قانوني‭ ‬دولي‭ ‬يتضمن‭ ‬تعريفا‭ ‬متوافقا‭ ‬عليه‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬فاذا‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الإطار‭ ‬المعياري‭ ‬الدولي‭ .‬

في‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬المغربي،‭ ‬قبل‭ ‬2016‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬تجرم‭ ‬بعض‭ ‬العناصر‭ ‬المكونة‭ ‬لجريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬ومنذ‭ ‬2016‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القانون‭ ‬27.14‭ ‬أصبح‭ ‬للمغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬قانوني‭ ‬خاص‭ ‬بمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬وقد‭ ‬اعتبرنا‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬خطوة‭ ‬جد‭ ‬متقدمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬تعريف‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬يعد‭ ‬متلائما‭ ‬مع‭ ‬النص‭ ‬الدولي‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬البروتوكول‭.‬

الجانب‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬حصيلة‭ ‬المغرب‭ ‬هو‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬ونحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬أعد‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬2023 – 2030‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭. ‬تنزيل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬يعد‭ ‬الضلع‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬حصيلة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وقد‭ ‬أحدث‭ ‬المغرب‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنسيق‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه،‭ ‬وهذه‭ ‬اللجنة‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة،‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تنسق‭ ‬السياسة‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭.‬
إذا‭ ‬تطرقنا‭ ‬للإحصائيات‭ ‬والأرقام‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعام‭ ‬2022‭ ‬فيمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذي‭ ‬وضعوا‭ ‬تحت‭ ‬التحقيقات‭ ‬بلغ‭ ‬315‭ ‬حالة،‭ ‬ضمنهم‭ ‬60‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬رجال‭ ‬و40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬نساء‭ ‬و5‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭. ‬وإذا‭ ‬انتقلنا‭ ‬الى‭ ‬مستوى‭ ‬الإدانات‭ ‬فكان‭ ‬مجموع‭ ‬حالات‭ ‬الإدانة‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬هو‭ ‬121‭ ‬حالة‭ ‬إدانة‭ ‬ضمنهم‭ ‬62‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬المدانين‭ ‬و38‭ ‬من‭ ‬النساء‭. ‬
 
ماهي‭ ‬مظاهر‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬في‭ ‬المغرب؟‭ ‬
المغرب‭ ‬لايخرج‭ ‬عن‭ ‬القاعدة‭ ‬الدولية،‭ ‬فالاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬سمته‭ ‬الأولى‭ ‬هو‭ ‬الاتجار‭ ‬والاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬للنساء‭ ‬وبعدهن‭ ‬الأطفال‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التسول‭ ‬أو‭ ‬التشغيل‭ ‬الخ،‭ ‬وتضاف‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬فئة‭ ‬المهاجرين‭ ‬باعتبارهم‭ ‬فئة‭ ‬هشة‭ ‬وباعتبار‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬تتشابه‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬جريمة‭ ‬تهريب‭ ‬المهاجرين‭. ‬أذكر‭ ‬بأن‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬2019‭ ‬ظل‭ ‬يضمن‭ ‬تقريره‭ ‬بعض‭ ‬التوصيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاتجار‭ ‬بالبشر،‭  ‬وكنا‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يجيب‭ ‬قانون‭ ‬2016‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الجواب‭ ‬عنها،‭ ‬خاصة‭ ‬النقطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتكفل‭ ‬بضحايا‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وحتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنسيق‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه‭ ‬قد‭ ‬اجتهدت‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬آلية‭ ‬الإحالة،‭ ‬فإن‭ ‬المجهود‭ ‬العمومي‭ ‬يظل‭ ‬محدودا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬إمكانيات‭ ‬مادية‭ ‬وبنيات‭ ‬تحتية‭ ‬ضرورية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيواء‭ ‬والتكفل‭ ‬بضحايا‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬استنفاذ‭ ‬المسطرة‭ ‬القضائية،‭ ‬ويمكنني‭ ‬القول‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬الوضع‭ ‬المؤسساتي‭ ‬للجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬أصبح‭ ‬هشا‭ ‬وقد‭ ‬عبرنا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬داخل‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬طاقم‭ ‬إداري‭ ‬قار‭ ‬وليست‭ ‬لها‭ ‬ميزانية‭ ‬مرصودة‭ ‬لمهامها‭ ‬وأنشطتها،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الميزانيات‭ ‬المرصودة‭ ‬لكل‭ ‬قطاع‭ ‬على‭ ‬حدى‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬تعثر‭ ‬عملها،‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مأسسة‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي،‭ ‬وهي‭ ‬المأسسة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعطيها‭ ‬شخصية‭ ‬إدارية‭ ‬وموارد‭ ‬بشرية‭ ‬ومالية،‭ ‬كي‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بمهامها‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭. ‬
 
ماهي‭ ‬مهام‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنسيق‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه؟‭ ‬
أولا،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬القانون‭ ‬27.14‭ ‬جاء‭ ‬جد‭ ‬متلائم‭ ‬مع‭ ‬بروتوكول‭ ‬منع‭ ‬وقمع‭ ‬ومعاقبة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وخاصة‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭. ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬هو‭ ‬آلية‭ ‬أممية‭ ‬أساسية‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إحداث‭ ‬آلية‭ ‬وطنية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬للتنسيق‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬المتدخلين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وقد‭ ‬ضمن‭ ‬المغرب‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬المذكور،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬7-6-5،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنسيق‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه،‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬المرسوم‭ ‬المنظم‭ ‬لهذه‭ ‬اللجنة‭ ‬سنة‭ ‬2018‭. ‬طبعا‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬يترأسها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬وعمليا‭ ‬يترأسها‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬لكون‭ ‬الكتابة‭ ‬الدائمة‭ ‬للجنة‭ ‬توجد‭ ‬بوزارة‭ ‬العدل،‭ ‬وهي‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬للقطاعات‭ ‬الحكومية‭  ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬تم‭ ‬تنصيبها‭ ‬سنة‭ ‬2019،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬شكلنا‭ ‬اللجان‭ ‬الموضوعاتية‭ ‬التي‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬الاشتغال،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬أصدرنا‭ ‬أول‭ ‬تقرير‭ ‬حول‭ ‬حالة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬كما‭ ‬نشرنا‭ ‬حصيلة‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ .‬
 
ماذا‭ ‬عن‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر؟‭ ‬
أولا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تم‭ ‬إعدادها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنسيق‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه،‭ ‬وقد‭ ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬حكومي‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬2023‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬2030،‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬تضم‭ ‬4‭ ‬محاور‭ ‬كما‭ ‬يوصي‭ ‬بذلك‭ ‬بروتوكول‭ ‬باليرمو‭ ‬تتضمن‭ ‬الوقاية‭ ‬و‭ ‬الحماية‭ ‬والزجر‭ ‬والمتابعة‭ ‬القضائية‭ ‬والشراكات‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭. ‬طبعا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬الحماية‭ ‬فهو‭ ‬يهم‭ ‬أساسا‭ ‬العمليات‭ ‬التحسيسية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتقوم‭ ‬بها‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬وغير‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحسيس‭ ‬بهذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشق‭ ‬الوقاية‭ ‬قمنا‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التكوينية‭ ‬لأطرنا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهوي‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬مؤهلات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬ورصد‭ ‬بعض‭ ‬حالات‭ ‬الشبهة،‭ ‬كما‭ ‬قمنا‭ ‬بإعداد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدلائل‭ ‬التي‭ ‬تسهل‭ ‬عملية‭ ‬تكييف‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬شبهة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬جرائم‭ ‬أخرى‭ ‬وجريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬كما‭ ‬أعدت‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدعامات‭ ‬والتي‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬النسيج‭ ‬المؤسساتي‭ ‬والنسيج‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬منصة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬مظاهر‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭. ‬والجانب‭ ‬الثاني‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحماية،‭ ‬وقد‭ ‬تضمن‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التكوينية‭ ‬ولقاءات‭ ‬مع‭ ‬جمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمجهودات‭ ‬تهم‭ ‬تتبع‭ ‬شكايات‭ ‬بعض‭ ‬الضحايا‭ ‬المحتملين،‭ ‬كما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬التابعة‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬أخرى‭ ‬لإيواء‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحوم‭ ‬حولها‭ ‬شبهة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭. ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الزجر‭ ‬والمتابعة‭ ‬القضائية،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنسيق‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه‭ ‬فقد‭ ‬أقمنا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التكوينية‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬سواء‭ ‬لفائدة‭ ‬السادة‭ ‬القضاة‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬لفائدة‭ ‬المكلفين‭ ‬بإنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬والقدرات‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بإمكانية‭ ‬تتبع‭ ‬مرتكبي‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬وعدم‭ ‬إفلاتهم‭ ‬من‭ ‬العقاب‭.‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشراكات‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬تربطهم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬والتعاون‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬والجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬أوروبا‭ ‬أو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬الهجرة‭ ‬العالمية‭ ‬أو‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬والذين‭ ‬يساهمون‭ ‬في‭ ‬تنزيل‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفيرهم‭ ‬لخبراتهم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬وكذا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لقاءاتهم‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الوطن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬مساهمتهم‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التكوينية‭ ‬لفائدة‭ ‬الأطر‭ ‬المغربية‭ .‬