صادق المؤتمر التأسيسي لحزب الديمقراطيين الجدد على تعيين محمد ضريف رئيساً لمكتبه السياسي بعد أن قدم ترشيحه كمرشح وحيد، ووصف هذا الأخير بدايات النأسبس بأنها كانت صعبة "يطبعها الإحباط والعدمية، حيث قضيت أياما طويلة من اجل إقناع بخلق حزب جديد". ونبه ظريف الصحافيين لعدم تكرار سؤال ما الذي يمكن أن يضيفه حزبه، ضاربا المثل بالسينغال وفرنسا التي تضم بين 120 و278 حزبا، مؤكدا أن ما يقال عن ضعف التغطية الصحية في المغرب يقال عن التغطية الحزبية. وكشف ضريف عن رفض المؤسسين لوجود مقاولين كبار ضمن حزبه، وحضور نسبة كبيرة من الأعضاء أطرا وكفاءات من الطبقة الوسطى، لم يسبق لهم التسجيل ضمن اللوائح الانتخابية..
وأضاف ضريف في الكلمة الافتتاحية عن تملص أعضاء حزبه من النهب الذي يعرفه المغرب في الصفقات العمومية، وبأن حزبه ليس حزب "أصحاب الشكارة"، بل حزب أعضاؤه هم استثمار لأسرهم وعائلاتهم. وأبدى ظريف الذي ظهر "نيو لوك" أسفه من عدم ترشح أعضاء آخرين لرئاسة حزب "نيو ديمقراطيين"، معتبرا الحزب وليد حراك 20 فبراير، التي وعد بان هناك ورقة توجيهية حول إيجابيات هذه الحركة..
ووجه ظريف انتقادات للأحزاب واصفا إياها بأنها تفتقد للحكامة الحزبية، متحدثا عن دورها في التأطير والتوجيه، لأنه لا يمكن بناء دولة حديثة بأحزاب تقليدية، ودولة قانون بأحزاب لا تحترم قوانينها، "نحن لسنا الحزب رقم 34، بل نحن أول حزب في عهد الملكية الثانية وبعد إقرار دستور فاتح يوليوز2011. واعدا بأن حزبه سيصحح ما اعتبره "صورة سلبية وسيئة للأحزاب".. ودعا ضريف لخلق دولة ناظمة تحمي كل الإصلاحات بعيدا عن الليبرالية المتوحشة.. وندد بما وصفه بالتسلطية باسم صناديق الاقتراع ضمن موجة الربيع العربي في مصر، معتبرا ما وقع هو انقلاب قام به العسكر، منتقدا في الوقت ذاته بالتجربة الإخوانية في هذا البلد.. "لهذا شددنا في معايير اختيار أعضاء حزبنا على التحلي بالتواضع وقبول الاختلاف". ونفى أستاذ علوم الاجتماع السياسي أن يكون حزبه علمانيا، "لا ندعو لفصل الدين عن الدولة، فنحن نؤمن بإمارة المؤمنين ضمن الثوابت، ولكننا ندعو للتمييز بين الدين والسياسة أثناء الممارسة الحزبية"، واصفا من يدعي بأن حزبه هو حزب العدل والإحسان وبأنه تفكير بئيس، داعيا السلفيين والملحدين واليهود والمسيحيين للالتحاق بحزبه، لأن هناك قضايا مشتركة تجمع المغاربة بمختلف خلفياتهم ومعنقداتهم.. وحمل ضريف مسؤولية تردي الوضع السياسي لأحزاب دون تسميتها من خلال تقديم أشخاص مشبوهين في الانتخابات الجماعية والوطنية، "قررنا إحداث مصالحة بين المعرفة والسياسة"..
ورغم اختيار الحزب لشعار "قليل من الأيديولوجيا، كثير من النجاعة والفعالية" فقد استفاض محمد ضريف في كلمته الافتتاحية طوال 50 دقيقة عن الخطوط العامة لحزبه،
وبالرجوع للنظام الأساسي للحزب الجديد، فقد منح صلاحية اختيار 7 أعضاء ضمن المكتب السياسي المكون من 30 عضوا..