الأحد 28 إبريل 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: واقع العلاقات التربوية

خليل البخاري: واقع العلاقات التربوية خليل البخاري
إن العلاقة التربوية بين المدرس والتلميذمن جهة وبين المدرس والأسرة من جهة أخرى تتأثر مباشرة بالظروف السوسيو اقتصادية الثي يعيشها التلميذ بين أحضان والديه.

فوجود العديد من فضاءات الترفيه والملاهي في حياة التلميذ، يساهم في انعدام الدوافع عنده من بينها كثرة الجلوس أمام شاشة الثلفزة لتتبع المباريات وعلى الأنترنيت واستخدام الهواتف النقالة في سن مبطرة جدا في ظل غياب الأبوين اللذين يركضان يوميا وراء لقمة العيش أو تنشئة التلميذ تكون من خادمة.

إن واقعنا التربوي ماهو إلا انعكاس للواقع الذي نعيشه بمخرجات التعليم، يجب أن تكون متفقة مع جهود الساهرين على تدبير قطاع التربية والتعليم. لكن ما نلاحظه هو أن مخرجات التعليم لا تتفق مع الوسائل التعليمية المتاحة والموارد البشرية المتوفرة والذي يعود بالأساس الى وجود  الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق الشغل مما يخلق لدى التلميذ عدم الرغبة في التعلم والمعرفة. والحل هو خلق بيئةمدرسية تساعدعلى جذب التلميذ من خلال تنظيم أنشطة مفيدة وزيارات ميدانية ورحلات مدرسية لملامسة واقع ما يدرس داخل الفصول الدراسية واعادة النظر في مخرجات التعليم بسوق العمل .
إن العلاقة بين التلميذ والمدرس أو بين ولي أمره والمدرسة تتوثر في حال كانت كل الاتصالات مع ولي الامر سلبية .
إن تواصل الإدارة التربوية مع الاسر يجب أن يكون وفق جدول زمني يجتمع فيه أولياء الأمور بالإدارة التربوية لمناقشة أهم المشكلات التربوية سواء من حيث التحصيل الدراسي أو من حيث السلوكيات ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لتجاوزها.
إن مسألة توثر العلاقة بين أولياء الامور والمدرسة والتلميذ تعود إلى جملة من العوامل الخارجية التي تؤثر لامحالة على التلميذ والمدرس. ولايمكن تجاوزها لأن المدرس بشر يؤثر ويتأثر بالظروف المحيطة به. والحل الأنسب هو ببني مقاربة تتاسس على الحوار الهادىء والمناقشة بين كل الاطراف.كما أن عدم وجود الاخصائيين النفسيين في مدارسنا له تاثير بشكل أو باخر على العلاقات بين التلميذ والمدرسة والأسرة، ويزيد من حدة تفاقم المشكلات التربوية.. فمعظم تلامذتنا يعانون ضغطا كبيرا في مناهج تتسم بالحشو الكثير في غياب الأنشطة التربوية الترفيهية والرحلات... وهو ما يؤثر على سلوكيات التلاميذ ويدفعهم الى سلوكيات تخالف طبيعتهم.
أن ضعف العلاقة بين التلميذ والمدرس والذي أدى الى ضعف المخرجات التعليمية  يعود إلى أسباب عديدة أهمها: عدم ملاءمة المناهج التعليمية كما هو الشان في مادة الاجتماعيات بالشعبتين العلمية والتقنية والبكالوريا المهنية اضافة الى اقبال عديد من المدرسين على مهنة التدريس دون تكوين حقيقي ودون خبرة في التعامل مع المستويات المختلفة للتلاميذ، والمشكلات الأسرية من طلاق وفراق ومشاجرات في البيت بين الوالدين وتعدد الزوجات مما يؤدي بولي الأمر إلى إهمال أبنائه.
وخلاصة القول، فمسألة العلاقات التربوية في نظامنا التعليمي أمر يحتاج إلى دراسة ميدانية واستخدام مناهج علمية  دقيقة للوقوف على أهم أسباب الخلل في واقع العلاقات التي تؤثر في مخرجات التعليم.
 
 
خليل البخاري/ باحث تربوي