الأربعاء 1 مايو 2024
منبر أنفاس

البراق شادي عبد السلام: رؤية ملكية مستنيرة لمغرب الجدية والتمكين وفق توجه جيو -إستراتيجي أطلسي متعدد الأبعاد

البراق شادي عبد السلام: رؤية ملكية مستنيرة لمغرب الجدية والتمكين وفق توجه جيو -إستراتيجي أطلسي متعدد الأبعاد البراق شادي عبد السلام
المسيرة الخضراء هي ملحمة إنسانية كبرى عبرت بوضوح تام على عبقرية الإنسان المغربي و شخصيته المتفردة وقدرته على الخلق والإبداع والإنجاز والإنحياز إلى مبادى السلم والأمن العالمي في زمن التقاطبات الأيديولوجية والعنف المسلح والمواجهات العسكرية المفتوحة والصراع المجنون، المسيرة الخضراء نجحت في إسترداد الأرض المقدسة والحفاظ على شرف الأمة وتاريخها المجيد دون أن تسفك قطرة دم واحدة فوق ترابها المقدس أو أن تطلق رصاصة واحدة غادرة على أكثر من ثلاثة مئة وخمسين ألف مغربي و مغربية لبوا بنظام وإنتظام وبحماسة وطنية جياشة نداء أب الأمة القائد الرمز المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه من أجل تنظيم مسيرة شعبية شاركت فيها كل مكونات الشعب المغربي ووفود من مختلف دول المعمور آمنت بعدالة القضية، ليتحول الحدث التاريخي الكبير إلى عرس حضاري عالمي تناقلته مختلف وسائل الإعلام في العالم  وتتبعته مختلف الدوائر الفاعلة الدولية، هو حدث علم الإنسانية جمعاء أرقى معاني إرتباط الشعوب بقيادتها وقدم للعالم أعظم صور إيمان الشعوب بالسلام وهو ماعبر عنه جلالة الملك الحسن الثاني في خطاب نداء المسيرة 10 أكتوبر 1975 قائلا : « شعبي العزيز قد تبادلت أنت والعرش، قد تبادلتم الوحي، مرارا مواقفك أوحت للعرش انتفاضات، ومرارا أحساسات وتقييمات ملوكك أوحت لك بأعمال، ودائما هكذا شعبي العزيز كنا نصدر لبعضنا البعض من أين تمر طريق الكرامة وطريق النصر وطريق الاعتزاز بالمغربية ». انتهى الإقتباس.
 
لكي نضع حدث المسيىرة الخضراء في سياقها الحقيقي كملحمة إنسانية كبرى ستبقى مصدر فخر وإعتزاز لكل مغربي ومغربية عبر التاريخ  فقد جاءت كرد إنساني من أرض مقدسة وشعب عظيم وملك يمتلك كل مواصفات الشخصيات الفاعلة في التاريخ الإنساني  بعد عقود عاشها العالم من الحروب والقتل والدمار، فقد إنطلقت رسالة المسيرة الخضراء بعد عقدين من نهاية الحرب العالمية الثانية بدمارها الكبير وبجرحها الغائر في خاصرة البشرية وبجرائم الحرب المشينة التي أرتكبت خلالها في حق الإنسانية، وبشكل متزامن مع حرب فييتنام التي هي الأخرى عرفت مآسي كبرى وبعد ثلاث سنوات من حرب أكتوبر في إطار الصراع العربي الإسرائيلي  وبعد عقدين من العديد من إنتفاضات الإستقلال المسلحة وحروب التحرر العسكرية من براثن الإستعمار فقد كان المزاج العالمي بحاجة إلى واحة سلام وإلى حدث إنساني يعيد للإنسانية روحها وحقيقتها .
 
وكذلك كان، حدث المسيرة الخضراء نال إعجاب العالم بأسره وحصد  مواقف مؤيدة من مختلف الشعوب والدول في العالم، لكن طيور الظلام وخفافيش الموت ومحور الشر الإقليمي المتشبع بالفكر التوسعي ومنطق الهيمنة الإقليمية إلتجأ إلى المؤامرة الكبرى بتزييف الحقائق والكذب البواح وتأجيج نزعات الإنفصال ودعم معاول الهدم والدمار، لتفرض على الأمة المغربية حرب خاضها أبناؤها من الرجال الأفذاذ في القوات المسلحة الملكية بكل بسالة وشرف وإباء ضد شرذمة الخونة والمتآمرين والمُجرمين والخَونة والجَواسيس والأوبَاش وألْقاطِ الصّحراء وأوقاشِ لحْمَادة وأخلاطِ القَوم وأرَاذِلُ النَّاسِ من القَتَلَة وقُطَّاع الطُّرُق ومُمتَهِني التَّهريب والإتْجَارِ في البشر والمُدَلِّسين ومحترفي الكذب البَوَاحِ والتَّضليل ومن وراءهم من الأنظمة الوظيفية الشمولية كنظام بومدين الدكتاتوري ونظام القذافي البائد في معارك سطرها بفخر أسود الجيش المغربي بمداد من الذهب سيذكرها التاريخ كأحد أعظم الإنتصارات العسكرية التي عاشتها الأمة المغرب طوال آلاف السنين،  وبشكل موازي كانت الديبلوماسية المغربية تخوض معارك حقيقية في كل الواجهات والمواقع من أجل دحض أكاذيب المرتزقة وأراجيفهم البئيسة والدفاع عن المقدسات الوطنية، في نفس الآن كانت الإرادة المغربية الصلبة تبني وتعمر وتؤسس المدن والمداشر تحت نيران العدو الغاشم ومؤامرات أذيال الإستعمار لتهزم بشرف وتحدي وتضحية معاول الهدم والخراب والدمار.
 
صحيح أن حسم المعركة العسكرية قد تم وفق قواعد إشتباك واضحة وضعها المغرب لحماية المصالح العليا للشعب المغربي والأمن القومي للوطن، فقد إستمرت المعركة الديبلوماسية إلى حدود كتابة هذه الأسطر حيث عرفت مختلف عواصم القرار العالمي والقاري والإقليمي مواجهات سياسية كبرى إنتهت بتقزيم الطرح الإنفصالي وتثبيت السيادة المغربية على أقاليمنا الجنوبية في عملية ديبلوماسية نوعية مستمرة في الزمان و المكان سيتوقف التاريخ طويلا ليحكي يوما عن بطولات رجال و نساء الديبلوماسية المغربية والمصالح الخارجية من عمل نوعي كبير وتضحيات جسام في سبيل إحقاق الحق و خدمة المصالح العليا للشعب المغربي وفق الرؤية الملكية المتبصرة وهو ما أكد عليه خطاب جلالة الملك محمد السادس في الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة قائلا: " كما مكنت تعبئة الدبلوماسية الوطنية، من تقوية موقف المغرب، وتزايد الدعم الدولي لوحدته الترابية ، والتصدي لمناورات الخصوم، المكشوفين والخفيين." .
 
الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين  للمسيرة الخضراء المظفرة وضع قواعد إشتباك جديدة و سطر خارطة طريق تنموية مبتكرة لصيرورة ملف الوحدة الترابية بعيدا عن الحلول الكلاسيكية المتجاوزة حيث حدد بشكل جلي مسار البوصلة التي يجب على كل المتدخلين والفاعلين في هذا الملف سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي السير عليه في أفق  تحويل الصحراء المغربية إلى منصة إقتصادية رائدة إقليميا جاذبة للإستثمار المستدام وإلى مجمع لوجيستيكي عملاق للربط البري والجوي والبحري بين ثلاث قارات وأسواق عالمية كبرى قد يتجاوز عدد سكانها 3 مليار نسمة.
 
التوجه الأطلسي للدولة المغربية ليس وليد اليوم بل هو إستمرار لصيرورة تاريخية وحضارية ضاربة جذورها في عمق تاريخ الأمة المغربية فمن مدينة المعمورة على الواجهة الأطلسية كانت الإمبراطورية الموحدية في القرن الحادي عشر ميلادي تحمي بأساطيلها إمتداد المغرب الإيبيري و كذلك كل  الإمبراطوريات التي حكمت المغرب كالمرينيين والسعديين والعلويين خاضت حروبا كبرى لتحرير الثغور الأطلسية المحتلة  كالعرائش ومازاكان وطنجة وأكادير وماسة و بوجدور وغيرها من المدن ومن الواجهة الأطلسية كانت تنطلق سفن الجهاد البحري حيث فرضت البحرية المغربية لقرون حصارا أطلسيا في ضفتي المحيط على كل السفن المشاركة في التجارة الثلاثية وإنطلاقا من إدراك الدولة العلوية المجيدة المبكر لأهمية العمق الأطلسي للمغرب فقد قام السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله ببناء مدينة الصويرة - موكادور - كميناء أطلسي يشكل حلقة وصل بين المغرب وإفريقيا  وباقي دول المعمور وكفضاء للتعايش الإنساني بين مختلف مكونات الشعب المغربي، كما كان قراره التاريخي بالإعتراف بإستقلال الولايات المتحدة الأمريكية يندرج في إطار هذا الإتجاه الإستشرافي الأطلسي  للمغرب منذ قرون خلت وهي الحقيقة التي أكدها جلالة الملك محمد السادس في خطاب الذكرى 64 لثورة الملك و الشعب سنة  2017  قائلا: " ومن هنا فإن التزام المغرب بالدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا ليس وليد اليوم. بل هو نهج راسخ ورثناه عن أجدادنا، ونواصل توطيده " إنتهى الإقتباس ؛  
 
واليوم جلالة الملك محمد بن الحسن يجدد العهد على خطى أسلافه الميامين لربط الماضي المجيد بالحاضر التليد حيث قرر جلالته إطلاق رؤيته المستنيرة لربط المغرب عبر الأقاليم الجنوبية بفضاء قاري أطلسي يتكون من 23 دولة إفريقية تطل على الواجهة الأطلسية تشكل 40 في المائة من دول  القارة الافريقية بـ 55 في المائة من الناتج الداخلي الخام للقارة الإفريقية و 57 في المائة  من التجارة الحرة بالقارة وهو ما عبر عنه جلالة الملك في خطابه بأن " غايتنا أن نحول الواجهة الأطلسية، إلى فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي." إنتهى الإقتباس ؛ وهذا لن يتأتى إلا بإستكمال الأوراش التنموية العملاقة التي أطلقها المغرب في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية و باقي الإستراتيجيات القطاعية الكبرى سواء في مجال البنية التحتية أو في المجال الإقتصادي والإجتماعي حيث أكد جلالته على حرص المغرب على بناء:"إقتصاد متكامل قوامه، تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر؛ ومواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري؛ وتحلية مياه البحر، لتشجيع الأنشطة الفلاحية، والنهوض بالاقتصاد الأزرق ، ودعم الطاقات المتجددة. " إنتهى الإقتباس؛ 
 
فالسياسة المغربية في إفريقيا هي نتيجة حتمية لعمق الروابط الحضارية والثقافية والانسانية التي تربط الشعب المغربي بالشعوب الإفريقية هو توجه قديم – جديد يعتمد بالأساس على التاريخ الإفريقي العريق للمغرب الممتد عبر ملايين السنين و على الإرث المغربي المشترك مع باقي الشعوب الإفريقية حيث يعتبر المكون الإفريقي جزءا أساسيا من الحضارة المغربية بنص دستوري ، كما أن الرغبة الدائمة لدى الشعب الإفريقي المغربي لنصرة القضايا الإفريقية ودعم الإنسان الإفريقي والعمل على تكريس وحدة الشعوب الإفريقية في مواجهة التحديات الأمنية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية المطروحة من أجل مستقبل أفضل لإفريقيا تشكل جوهر الإنتماء المغربي لإفريقيا  وهو ما أكد عليه جلالة الملك محمد السادس في خطاب الذكرى 64 لثورة الملك و الشعب 20 غشت 2017  بأن ” توجه المغرب نحو إفريقيا لم يكن قرارا عفويا، ولم تفرضه حسابات ظرفية عابرة، بل هو وفاء لهذا التاريخ المشترك، وإيمان صادق بوحدة المصير. كما أنه ثمرة تفكير عميق وواقعي تحكمه رؤية استراتيجية إندماجية بعيدة المدى، وفق مقاربة تدريجية تقوم على التوافق. وترتكز سياستنا القارية على معرفة دقيقة بالواقع الإفريقي .” إنتهى الإقتباس.
 
 فالخيار لأطلسي – الإفريقي للمملكة المغربية هو مشروع حضاري يشكل التجسيد الحقيقي والواقعي للرؤية الملكية السامية للسياسة المغربية في أفريقيا المرتكزة على التنمية المستدامة للشعوب الإفريقية كهدف أسمى قائم على مقاربة “رابح-رابح”، هو مشروع متفرد يقوي الروابط بين الشعوب الإفريقية و يندرج في صلب السياسات القارية التي تدعو إلى التكامل الإقتصادي والتعاون البناء بين كل دول القارة الإفريقية لتثمين ثرواتها وحماية مقدراتها من السياسات الإستعمارية وأطماع بعض القوى التي تحن إلى تاريخها الإمبريالي البغيض القائم على النهب والإستغلال والإستعباد لمقدرات الشعوب الإفريقية.
 
المغرب يقدم للعالم نفسه كدولة إفريقية بموقع إستراتيجي مهم يجعله بوابة إفريقية للعالم ومشروعه التنموي الإفريقي اليوم  كجزء أساسي من إستراتيجية وطنية بأبعاد دولية جسدتها علاقات التعاون القوية والروابط الكثيفة والصادقة التي نسجها المغرب وجل الدول الإفريقية الصديقة منذ آلاف السنين و أكدتها الزيارات الملكية التنموية لمختلف ربوع و أقاليم ودول إفريقيا و في هذا الإطار يندرج مشروع أنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي كطريق جديد للإندماج الإقليمي بين مختلف شعوب غرب وشمال القارة الأفريقية بقيادة إقليمية مغربية – نيجيرية، من خلال تنفيذ مشاريع إندماجية وتشاركية برؤية متجددة للتعاون المتعدد الأطراف يروم تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، والتكامل القاري والإقليمي بالبحث على فرص الإستثمار المستدام في المجال الفلاحي والطاقات المتجددة وتطوير البنية التحتية، والصحة والتعليم وإيجاد مسالك جديدة لترويج السلع الأفريقية عن طريق تثمينها وتعزيز السيادة الطاقية و ترسيخ قيم الإستقرار والسلام والأمن كمداخل للديمقراطية والحكامة الرشيدة .
مشروع إستراتيجي للقارة الإفريقية ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة 2063 الإفريقية و الأهداف الإقليمية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وهو ما أكد عليه جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي مشيرا بأن الأنبوب المغربي - النيجبري : " هو مشروع للاندماج الجهوي، والإقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي، إضافة إلى أنه سيشكل مصدرا مضمونا لتزويد الدول الأوروبية بالطاقة. " إنتهى الإقتباس.
 
الإشارة الملكية في ذات الخطاب بضرورة التفكير الجدي لبناء أسطول بحري وطني و تجاري و تنافسي و قوي في سياق هام مليئ بالدلالات الإستراتيجية، حيث أن المملكة المغربية بسواحلها  الممتدة  لأكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة كيلومتر وبسلسلة موانئ لوجيستية عملاقة يمكن أن تتحول إلى  أحد المحركات الرئيسية للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في الواجهة الأطلسية، وتشكل حلقة ربط بين المغرب وجميع أنحاء العالم  هي اليوم في إطار المتغيرات الجيوسياسية العالمية بحاجة إلى ذراع بحرية قوية قادرة على الحفاظ على المصالح العليا للشعب المغربي ومساعدة على تحقيق الإشعاع الحضاري للمملكة بالنظر لموقعها الإستراتيجي كأحد أهم نقاط العبور الدولية.
 
وفي نفس الإطار فإن الخطاب الملكي أشار إلى التحديات الأمنية والإقتصادية والسياسية التي تواجه دول منطقة الساحل التي تعتبر عمقا إستراتيجيا للمملكة المغربية حيث حدد المقاربة المغربية الشاملة وفقا للرؤية الملكية المتبصرة  المرتكزة على دعم الشعوب الإفريقية لمواجهة الأخطار الأمنية، عن طريق المزاوجة بين  البعد الأمني والتعاون الإقليمي والدولي والعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية وعلى هذا الأساس طرح الملك إقتراحا مغربيا بإطلاق مبادرة دولية لربط دول الساحل الإفريقي بالموانئ المغربية الأطلسية كميناء الداخلة وميناء العيون مما سيشكل أمام شعوب هذه الدول نقطة تحول جذري في طبيعة تفاعلاتها الإقتصادية مع محيطها الإقليمي وستشكل منعطفا كبيرا لإقتصاداتها في طريق التنافسية والمغرب بحكم مسؤوليته التاريخية إزاء شعوب المنطقة  كما أكد جلالة الملك محمد السادس في خطابه : " مستعد لوضع بنياته التحتية، الطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة هذه الدول الشقيقة؛ إيمانا منا بأن هذه المبادرة ستشكل تحولا جوهريا في اقتصادها، وفي المنطقة كلها." إنتهى الإقتباس .
 
إن الجدية التي أشار إليها الخطاب الملكي هي دعوة ملكية سامية وتوجيه ملكي مباشر إلى كل من يهمه الأمر بإستنهاض قيمنا المشتركة المتمثلة في روح تمغربيت وإعادة توظيفها بشكل يتناسب وطموحات الشعب المغربي في العيش الكريم  فالجدية الملكية تتمثل في العلاقة الأبوية لملك المغرب مع الأمة المغربية مع الثبات على المبادئ و الوفاء للقيم الإنسانية السمحاء والتقاليد الحضارية العريقة والتمسك بالشخصية المغربية المتفردة والخصال الإنسانية النبيلة والإصرار على قيام الملكية بدورها الدستوري كاملا في كل الظروف والمواقف وسرعة الإستجابة والتفاعل مع رغبات الأمة والحزم في إتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب بما يتناسب مع المصالح العليا للشعب المغربي.
 
الجدية هي إستكمال لمسار حضاري و تاريخي سار فيه الأجداد وقادة الأمة المغربية منذ آلاف السنين بكل إعتزاز و إباء من أجل رفعة الوطن ومكانته العالية بين الشعوب المركزية في العالم وعليه فالجدية قدر مغربي علينا أن نعيشه بكل " تمغربيت " في إطار قيمنا الجامعة وأصالتنا المتجذرة و تشبثنا بملكيتنا بإعتبارها القائد الوحيد والأوحد لنضال الشعب المغربي من أجل الحرية والكرامة والعيش الكريم وفق توجيهات سامية من أب الأمة وقائدها جلالة الملك محمد السادس الذي أكد في ذات الخطاب: " عندما تكلمت عن الجدية، فذلك ليس عتابا؛ وإنما هو تشجيع على مواصلة العمل، لاستكمال المشاريع والإصلاحات، ورفع التحديات التي تواجه البلاد. وهو ما فهمه الجميع، ولقي تجاوبا واسعا، من مختلف الفعاليات الوطنية. " 
ولا غالب إلا الله .