توفيت صاحبة "عايز گوباتك"..

الفنانة نجاح سلام..

يوم الخميس 28 شتنبر 2023..

عن عمر ناهز 92 عاماً..

لبنانية الأصل..

كافحت في لبنان ومصر من أجل مكانة فنية..

غنت عشرات الأغاني.. أَغَانٍ وطنية.. دينية.. وأَغَانٍ قومية..

وكان لها مشكل واحد..

أنها أدت أغنية حجبت كل أغانيها السابقة واللاحقة..

لم يعد أحد يذكر إلا أغنية واحدة..

حتى أصبحت نجاح سلام = "عايز گوباتك"..

حسين السيد.. هو صاحب الكلمات..

الكلمات التي فتحت شهية الملحن العظيم رياض السنباطي..

فكان المنتوج هو صيحة امرأة محبة.. عاشقة..

لم يتركها حبيبها فقط.. بل طالبها بإرجاع مراسلاته..

وكانت هذه "الصيحة/الصرخة" تتطلب صوتا قويا..

وكانت الفنانة نجاح سلام تليق لهذه الأغنية/التحفة..

كان هناك مقطع رااااااائع.. تأملوه معي:

"القصورِ اللي كلامكْ كانْ بانيها..

واللي كلِّ جواب.. فَرَشْ لي رُكْنِ فيها..

كلِّ ذا كانْ حُبْ.. وَلَّا كنتِ بِتْسَلِّي إيديك؟؟

مُشْ كَتَبْتُ بقلب.. وَلَّا حَدِّ كان غاصب عليك؟؟"

كانت العاشقة تتعجب..

"أحببتني أم أجبرك أحد على حبي؟..

أجيال الستينات.. والسبعينات.. والثمانيات..

وحتى بعض من الأجيال اللاحقة..

يتذكرون صوت نجاح سلام..

خاصة وهي تؤدي "مقطع" التفاؤل والأمنية والتشبث ولو بالوهم:

"يا أجمل وَهْمِ صادفتُه..

يا أحلى كذب صدقته.."

العاشقة لم تتمسك فقط بالوهم..

بل تتمسك حتى بالكذب..

ولم تهتم حتى بالنار التي عاشتها..

ما دام أن تلك النار كانت جنة بالنسبة لها..

صدرت الأغنية سنة 1956..

كان عمري آنذاك سنتين اثنتين..

عشقتُ الأغنيةَ وأنا شاب..

ولا زلت أعشقها وأنا شيخ..

وبين تلك الفترة وهذه..

لا يزال صوت نجاح سلام يرن في أذني..

ولحن الأغنية يتردد في مخيلتي..

وكلماتها راسخة في ذهني..