في مبادرة مثيرة وغريبة، أقدم رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين على إصدار "بلاغ إلى جميع المهندسات والمهندسين المعماريين بالمغرب" يؤكد فيه أنه "لا يُسمح الإدلاء بتصريحات باسم هيئة المهندسين المعماريين إلا من طرف المهندسين المعماريين المفوضين من قبل المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين"!
وحرص شكيب بنعبد الله، رئيس الهيئة، في بلاغه الصادر يوم الأربعاء 20 شتنبر 2023، على أن يؤكد أن التصريحات التي أدلى بها بعض المهندسين المعماريين لبعض وسائل الإعلام، على إثر زلزال 8 شتنبر2023، "لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر أو الموقف الرسمي للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين"، دون أن يوضح سبب نزول هذا "التوضيح" الموجه إلى زملائه، في الوقت الذي يقول، في البلاغ نفسه، إن المهندسين المعماريين من خلال تصريحاتهم "يعبرون عن آرائهم الشخصية فيما يتعلق بالحدث بالمأساوي"، ويشير إلى "أن هذه التصريحات تعبر فقط عن وجهات نظر أصحابها"!
المثير في بلاغ رئيس هيئة المهندسين المعماريين، الذي نزل في سياق النقاش الجاري حول زلزال الحوز ومواجهة آثاره وتداعياته، أنه يرفع سياط المنع في وجه المهندسين المعماريين الذين يُفترض أن يكون لهم جميعا، أفرادا وهيئات، دور بالغ في الإسهام في إعادة إعمار الأقاليم المتضررة من الزلزال، بوضع خبرتهم في الهندسة المعمارية رهن إشارة القرى والدواوير التي دمرها الزلزال، والمساهمة المفتوحة والحرة في النقاش الجاري اليوم بشأن أحسن الطرق والسبل المعمارية التي يمكن اعتمادها في إعادة البناء، فضلا عن الانخراط الفعلي على الأرض في إطار التضامن الذي تتطلبه مواجهة آثار هذه الكارثة...
وحرص شكيب بنعبد الله، رئيس الهيئة، في بلاغه الصادر يوم الأربعاء 20 شتنبر 2023، على أن يؤكد أن التصريحات التي أدلى بها بعض المهندسين المعماريين لبعض وسائل الإعلام، على إثر زلزال 8 شتنبر2023، "لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر أو الموقف الرسمي للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين"، دون أن يوضح سبب نزول هذا "التوضيح" الموجه إلى زملائه، في الوقت الذي يقول، في البلاغ نفسه، إن المهندسين المعماريين من خلال تصريحاتهم "يعبرون عن آرائهم الشخصية فيما يتعلق بالحدث بالمأساوي"، ويشير إلى "أن هذه التصريحات تعبر فقط عن وجهات نظر أصحابها"!
المثير في بلاغ رئيس هيئة المهندسين المعماريين، الذي نزل في سياق النقاش الجاري حول زلزال الحوز ومواجهة آثاره وتداعياته، أنه يرفع سياط المنع في وجه المهندسين المعماريين الذين يُفترض أن يكون لهم جميعا، أفرادا وهيئات، دور بالغ في الإسهام في إعادة إعمار الأقاليم المتضررة من الزلزال، بوضع خبرتهم في الهندسة المعمارية رهن إشارة القرى والدواوير التي دمرها الزلزال، والمساهمة المفتوحة والحرة في النقاش الجاري اليوم بشأن أحسن الطرق والسبل المعمارية التي يمكن اعتمادها في إعادة البناء، فضلا عن الانخراط الفعلي على الأرض في إطار التضامن الذي تتطلبه مواجهة آثار هذه الكارثة...
والغريب في بلاغ شكيب بنعبد الله، أنه في الوقت الذي يفرض على زملائه حصولهم على التفويض للإدلاء بتصريحات، يقول في آخر البلاغ إنه "يدعو جميع المهندسين المعماريين إلى أداء واجبهم التضامني والمساهمة بشكل مسؤول في النقاشات المتعلقة بالزلزال"! وهو ما يتناقض وإصدار هذا البلاغ من الأصل.
كان على رئيس هيئة المهندسين، الذي يسعى إلى منع زملائه المهندسين المعماريين من الحديث والتفاعل مع الرأي العام عبر وسائل الإعلام بشأن كارثة تداعى لها جميع المغاربة، أن يكشف الخلفيات والدوافع التي كانت وراء إصداره هذا البلاغ الذي يضعه خارج التاريخ والجغرافيا!!
فهل يحتاج المهندس المعماري إلى رخصة من رئيس الهيئة ليدلي بتصريح لقناة تلفزية أو محطة إذاعية أو صحيفة ورقية أو إلكترونية؟! وهل يجب على وسائل الإعلام أن تتشاور مع رئيس الهيئة بشأن من تختارهم من المهندسين المعماريين لأخذ تصريح أو إجراء حديث أو حوار؟! وهل يجب عليها أن لا تباشر ذلك إلا بترخيص منه (لم يحدد سيادة الرئيس هل يكون هذا الترخيص مكتوبا أم شفويا)؟! وهل يريد رئيس الهيئة أن يمنع المهندسين من الاجتهاد في مجال عملهم، وأن ينتظروا سيادته حتي يملي عليهم ما سيصرحون به؟!
إن المهندسين المعماريين، شأنهم شأن باقي المنتسبين إلى مهن تطلبت سنوات طويلة من الدراسات العليا والتكوينات العلمية الدقيقة والمعمقة، مسؤولون أمام مجتمعهم ومواطنيه، ومن واجبهم الوطني أن ينخرطوا في النقاش العمومي ويدلوا بتحليلاتهم وآرائهم التي سيستفيد منها المجتمع والدولة ومختلف مؤسسات تدبير الشأن العام.
إن بلاغ شكيب بنعبد الله كارثي بكل المقاييس، وهو يحن إلى التنظيمات الشمولية والأنظمة العسكرية والبيروقراطية، ولا يستحضر ما تفرضه عمليات مواجهة آثار الكارثة من الاستفادة من كل الطاقات والكفاءات التي تزخر بها بلادنا، بمن فيهم السكان المحليون. ففي الوقت الذي شدد فيه الملك، خلال جلسة العمل التي ترأسها يوم 20 شتنبر 2023 وخصصت لبرنامج إعادة البناء والتأهيل للمناطق المتضررة من الزلزال، "على أهمية الإنصات الدائم للساكنة المحلية، قصد تقديم الحلول الملائمة لها"، يريد سيادة رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين حرماننا من الإنصات للمهندسين المعماريين المغاربة والاستفادة من اجتهاداتهم واقتراحاتهم في عملية إعادة البناء المناطق المتضررة من الزلزال.