الخميس 18 إبريل 2024
اقتصاد

هل ساهمت الأمطار الأخيرة في إنقاذ الموسم الفلاحي بالمغرب؟ 

هل ساهمت الأمطار الأخيرة في إنقاذ الموسم الفلاحي بالمغرب؟  العربي زكدوني و مولاي عبد القادر العلوي ( وسط) والزميلة خديجة إحسان مقدمة البرنامج
هل يمكن القول أن الأمطار الأخيرة التي عرفتها جل المناطق المغربية ساهمت في إنقاذ الموسم الفلاحي؟، وما هي وضعية الموارد المائية بالمغرب؟، أسئلة جوهرية وأخرى، وقف عندها برنامج" Questions D'ACTU" على قناة ميدي 1تيفي. مستضيفا كل من  العربي زكدوني استاذ سابق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ومولاي عبد القادر العلوي رئيس الجامعة الوطنية للمطاحن.
 
وقد استهل النقاش من طرف الزميلة خديجة إحسان، مقدمة البرنامج،  بطرح آخر تقرير صادر عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يفيد أن الانتاج المتوقع للحبوب الرئيسية الثلاثة لموسم 2022-2023، يقدر 55.1 مليون قنطار مقابل 34 مليون قنطار خلال موسم 2021-2022، بارتفاع جد مهم بنسبة 62 بالمائة مقارنة بإنتاج الموسم الماضي.  هذا الإنتاج يأتي من مساحة مزروعة بالحبوب الرئيسية بلغت 3.67 مليون هكتار مقابل 3.57 مليون هكتار في 2021-2022، أي بزيادة نسبتها 2.8 بالمائة. وبخصوص وضعية السدود، فقد بلغ معدل ملء السدود في 27 أبريل الماضي نسبة 33 بالمائة، مقابل 31 بالمائة في نفس الفترة من الموسم السابق. وبلغت حقينة السدود ذات الاستعمال الفلاحي حوالي 4.48 مليار مكعب مقابل 4.26 مليار في الموسم السابق في نفس الفترة.

وقال زكدوني تعليقا على هذه الأرقام  أن التساقطات المطرية الأخيرة بقدر ما ساهمت في إنقاذ الموسم الفلاحي بالمغرب، فإن إشكالية الخصاص المائي ستظل مطروحة للسنوات المقبلة، بل تهدد المغرب بالإفلاس المائي، فبالإتطلاع على أرقام حقينة السدود بالمغرب، هناك تفاوتات كبيرة، بين  ما تخزنه السدود الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة،  وهناك أيضا نسب ملحوظة في التساقطات المطرية بين مختلف جهات المملكة، كلها عوامل تحتم علينا وضع تعبئة الموارد المائية المتاحة، في مقدمة أولوياتها التحكم في استعمال المياه وتخزينها، إبان السنوات المطيرة، لمواجهة الحاجة الناجمة عن سنوات الجفاف، والاستجابة للطلب المتزايد على الماء الشروب من طرف الساكنة، وتزويد الفلاحة بما هي في حاجة إليها قصد توفير الحاجيات الغذائية والاقتصادية  للمغرب، والنموذج من منطقة تادلة التي تزدهر  إنتاج الشمندر وما لهذا الانتاج الفلاحي من دعامة كبيرة للاقتصاد المغربي. بعض السدود بالمغرب لم تسجل سوى معدلات ملء منخفضة، لا سيما في منطقتي الحوز وتادلة، وأعطى زكدوني خلال النقاش إشارات قوية أن محدودية الإمكانيات المائية للمغرب تضعه في مصاف الدول التي ستعيش مشكلة ندرة المياه خلال السنوات المقبلة.
 
 وبخصوص توقعات الموسم الفلاحي من الحبوب الرئيسية، الصادرة عن وزارة الفلاحة،  قال مولاي عبد القادر العلوي رئيس الجامعة الوطنية للمطاحن، أن الموسم الفلاحي  رغم الظروف المناخية، غير المواتية مع تأخير في الأمطار الأولى وعجز كبير في المياه، وتوزيع زمني غير مواتي للتساقطات المطرية خصوصا منذ شهر شتنبر الى غاية العقد الأول من شهر نونبر 2022،  ساهمت في إنقاذه الأمطار الأخيرة، مع العلم أن فترة العقد الثاني من نوفمبر 2022 إلى نهاية فبراير 2023، شهدت تساقطات مطرية مركزة، مع هطول البعض منها  في مارس وأوائل أبريل في بعض المناطق، الشيء الذي ساهم في هذه النتيجة الإنتاجية،  كما أوردتها وزارة الفلاحة، وبالرغم من أنها ساهمت في إنقاذ الموسم، فالمغرب مازال في حاجة إلى استيراد مزيد من الحبوب بكل أصنافها،  لملء  الخصاص الحاصل على هذا المستوى، لبلد أصبح أكثر استهلاكا للحبوب بشكل مباشر وغير مباشر.