دأبت «لارام» «الخطوط الملكية المغربية الجوية»، على المنافسة على المراتب الأولى قاريا، في التصنيف الخاص بأفضل شركات الطيران الذي تصدره سنويا «سكاي تراكس». وقد تبوأت، خلال العام 2022، المرتبة الثانية، بعد الخطوط الإثيوبية التي جاءت في الصدارة، بينما احتلت الخطوط الجوية لجنوب أفريقيا الرتبة الثالثة، والخطوط الكينية المركز الرابع، فيما جاءت شركة طيران جزر موريس في المرتبة الخامسة، تليها المصرية للطيران في المركز السادس.
احتلال «لارام» لمراتب متقدمة في التصنيف الخاص بالخطوط الإفريقية لم يأت اعتباطا. فمنذ إنشائها، بعيد استقلال المغرب - أنشئت في 29 يونيو 1957 - أطلقت الشركة رحلات دولية منتظمة مع السنغال، ومنذ ذلك الحين، واصلت الشركة توسيع شبكتها في القارة، حيث تتوفر الآن على ما يناهز 28 وجهة إفريقية، بينما كان يصل هذا العدد، قبل جائحة كوفيد، إلى 33 وجهة.
وبفضل حركة «لارام»، أصبحت الدار البيضاء مركزًا أساسيًا للاتصالات بين إفريقيا وبقية العالم، بل أول محور جوي أفريقي لتدفقات النقل بين القارة وأوروبا، إذ تنقل أكثر من 1.2 مليون مسافر على خطوطها الأفريقية.
وبالنظر إلى الإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها إفريقيا «تضم 14% من سكان العالم، ولكنها لا تمثل اليوم سوى 2٪ إلى 3٪ من حركة النقل الجوي العالمية»، فإن «لارام» تسعى إلى فتح خطوط جديدة وتعزيز الروابط الجوية الحالية، وذلك لتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وتعزيز التبادلات الاقتصادية، خاصة أن النقل الجوي يعتبر أفضل وسيلة لاستكشاف الإمكانات الاقتصادية للبلدان الأفريقية، فضلا عن تسهيل حركة السكان ونقل البضائع. ولهذا الغرض، وإلى جانب الرحلات المخصصة للمسافرين، عززت «لارام» وجودها في القارة، من خلال إطلاق أربع خطوط جوية منتظمة مخصصة حصريًا للشحن «مالي، السنغال، بوركينا فاسو والنيجر».
إضافة إلى ذلك، توظف الشركة عشرات الموظفين المحليين في دول إفريقيا جنوب الصحراء، يستفيدون من نفس النظام الاجتماعي والتنظيمي المطبق في نظام الشغل المغربي. كما تعمل الشركة على تعزيز طاقم طيرانها بأشخاص من دول جنوب الصحراء، حيث تتوفر الشركة، الآن، ما يناهز 200 شخص يشكلون طاقم الطائرة في هذه البلدان، أي حوالي 15٪ من إجمالي الطاقم في شركة «لارام».
ولا تكتفي «لارام» بالمنافسة الاقتصادية في سوق النقل الإفريقي، بل تعمل على دعم تظاهرات ثقافية وفنية إفريقية، مثل «بينالي الفن الأفريقي المعاصر» في داكار «السنغال»، المهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون «الفيسباكو» في بوركينا فاسو، سوق الفنون والترفيه الأفريقية في أبيدجان «كوت ديفوار»، الشاشات السوداء «الكاميرون»، ملتقيات باماكو «مالي»، المهرجان الدولي للأزياء الأفريقية «النيجر». وهو يعني أن الخطوط المغربية تعمل على تعزيز الصورة المشرقة للقارة الإفريقية على المستوى الدولي، من خلال المساهمة في دعم الفن والجمال، وأيضا قيم السلام والأخوة والتسامح والانفتاح.
ولا يقتصر الدعم على التظاهرات الفنية والثقافية، بل يتجاوز ذلك إلى دعم الاستقرار، من خلال الاستمرار في الوجود، حتى في لحظات التوتر والأزمات. إذ لا تباشر «لارام» توقيف رحلاتها، في الأوضاع الصعبة، من وإلى الدول الأفريقية. وليس أدل على ذلك من مواصلة الشركة لرحلاتها عندما تأثرت ثلاثة بلدان بفيروس إيبولا، وهي: غينيا كوناكري وليبيريا وسيراليون. حيث اتخذت «لارام» هذا القرار، في إطار عملية تضامن مسؤول يساهم في رفع الحصار عن هذه البلدان، خاصة أن غالبية شركات الطيران الموجودة غادرت، وهو ما ساعد على سفر أعضاء المنظمات الإنسانية وفرق الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى المشاركة، لإمداد سكان هذه البلدان بالمواد الغذائية والأدوية والمعدات والمساعدات الإنسانية.
إن هذا القرار الإنساني، البعيد عن كل استغلال تجاري، أتى في إطار سياسة التضامن الأخوي التي تربط المغرب بالدول الشقيقة في إفريقيا بقيادة الملك محمد السادس، والتي تعكس الشعور بالانتماء إلى مجتمع قاري متضامن في كل الأوقات، الصعبة والسعيدة.
إن هذا القرار الإنساني، البعيد عن كل استغلال تجاري، أتى في إطار سياسة التضامن الأخوي التي تربط المغرب بالدول الشقيقة في إفريقيا بقيادة الملك محمد السادس، والتي تعكس الشعور بالانتماء إلى مجتمع قاري متضامن في كل الأوقات، الصعبة والسعيدة.