الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

مراكش.. ندوة دولية حول '"الماء والطاقات المتجددة والتنمية المستديمة"

مراكش.. ندوة دولية حول '"الماء والطاقات المتجددة والتنمية المستديمة" المغرب يقع في منطقة جغرافية حيث الماء يعتبر عملة نادرة
 يحتضن متحف الماء بمراكش أيام 23، 24 و25 فبراير 2023، ندوة دولية في موضوع: الماء والطاقات المتجددة والتنمية المستديمة، ويشارك فيها خبراء ومختصون ومسؤولون وأستاذة جامعيون  من المغرب ومن بلدان افريقية وأوربية. 
وتتناول هذه الندوة بالنقاش  والتحليل الخطة الوطنية المعتمدة من أجل التوفير المستديم للماء والتزود به، أخذا بالاعتبار مجموع الإشكالات التي تواجه المغرب في هذا المجال، والاقتراحات التي تقدم من أجل تحقيق هذا الهدف.
وتعرف الندوة تقديم محاضرات علمية عن  ظاهرة الإحتباس الحراري الناجمة عن انبعاث الغازات الدفيئة نحو الهواء القريب من سطح الأرض التي تؤدي إلى تغير مناخي ملحوظ على كوكب الأرض، سواء على مستوى اليابسة أو الماء. أيضا عن التغير المناخي الذي يتسبب في عدد من الظواهر المتنوعة، مثل تغير درجات الحرارة على سطح الأرض، وارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد والثلوج، وعدم انتظام التساقطات المطرية، ثم تزايد عدد وحدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، والعواصف، والجفاف، وموجات الحر، والأعاصير، والدوامات، والأمواج الغامرة، وحرائق الغابات. وينجم عن التطور المناخي تغيرا في حدة الكوارث الطبيعية وترددها ومدتها وانتشارها؛ حيث يرتقب مثلا أن تتكرر دورات الجفاف وتشتد حدتها، وتطول مدتها بسبب ارتفاع ظاهرة تبخر المياه، المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة. 
وعلى المستوى الوطني، يبدو أن التخوفات اتجاه آثار التغير المناخي على الماء والساكنة باتت تحظى بأهمية بالغة، وتفرض التعامل معها بالجدية اللازمة؛ وذلك حت يتمكن من ملامسة مداخل للحد من تفاقم الوضع، أو قل القضاء عليه نهائيا، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تظافرت كل الجهود، وتم تثمين العمل الجماعي في مواجهة هذه الظاهرة.
وتتوجه أشغال هذه الندوة العلمية نحو أهمية مواصلة تطوير العرض المائي وتعزيزه من خلال بناء سدود جديدة، وربط مختلف الأنظمة الهيدروليكية فيما بينها، وتأهيل الطرق غير التقليدية لإنتاج الماء، وتحديدا تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير المياه العادمة، وتصفية المياه المستعملة بحسب مقاربة مندمجة. وتدبير الطلب على الماء بما يسمح واقتصاد هذه الثروة الطبيعية، وتثمين الموارد المائية المستعملة. والمحافظة على الموارد المائية والحاملات البيئية، وتحسين تدبير الكوارث المناخية، خصوصا فيما يتعلق بحماية الساكنة والمناطق من الفيضانات. 
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يقع في منطقة جغرافية حيث الماء يعتبر عملة نادرة؛ وهي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA لذلك فإنه يتعرض بشكل منتظم لدورات الجفاف. وقد استشعرت المملكة المغربية الخطر مبكرا، وكانت على وعي بهذه الإشكالية، فانتهجت خلال العقود الأخيرة سياسة واعدة وطموحة تتمثل في بناء السدود. غير أن الاستثمارات المحققة في هذا المجال، والتي استجابت لغالبية حاجات البلد من الماء الصالح للشرب وماء السقي، يبدو أنها استنفذت مهامها، وصار من اللازم على المغرب أن يعتمد سياسات وخطط جديدة. في هذا السياق أطلق المغرب خطته الوطنية الجديدة حول الماء (2020-2050)، والتي تركز أكثر على تعبئة الموارد المائية غير التقليدية مثل تحلية مياه البحر؛ وهي التكنولوجية التي تخلق أملا حقيقيا لدى ساكنة المناطق الساحلية الجافة.