الجمعة 29 مارس 2024
في الصميم

مغاربة العالم..مجرد "بزطام كبير" في نظر حكومة أخنوش !!

مغاربة العالم..مجرد "بزطام كبير" في نظر حكومة أخنوش !! عبد الرحيم أريري
في كل ساعة يضخ كل مغربي مهاجر بالخارج مايعادل 2،5 درهم بالعملة الصعبة بالخزينة العامة. وهو ما يعادل 55 درهم يوميا، و1666 درهم شهريا. بمعنى أن المهاجر المغربي الواحد يرسل بالعملة الصعبة لخزينة البلاد مايعادل 20.000 درهم سنويا.
ففي السنة الماضية قام 5 ملايين مغربي بالخارج بتحويل عملة صعبة بمبلغ 100مليار درهم ( 10 ملايير دولار) للخزينة العامة، وهو رقم قياسي لم يتحقق من قبل.
 
للأسف، مغاربة العالم الذين ساهموا في إنقاذ ميزان الآدات للبلاد من اختلال رهيب بهذه التحويلات، لم تقم حكومة أخنوش برد الجميل لهم عبر تسطير سياسة عمومية لتبسيط المساطر الإدارية أمامهم لما يحلون بالمغرب، ولم تتبنى حكومة أخنوش عقيدة حازمة لحمل حكومات الدول المستقبلة على ضمان حقوق مغاربة العالم، خاصة بإسبانيا وإيطاليا( تضم هاتين الدولتين لوحدهما حوالي ثلث مغاربة العالم). إذ يواجه مغاربة العالم مشاكل جمة بدول الإقامة لغياب اتفاقيات مع المغرب تحصن حقوقهم وتضمن لهم الأمن القانوني لمستقبلهم هناك ( الازدواج الضريبي، التجمع العائلي، معادلة رخص السياقة والشواهد الإدارية، مشاكل الزواج المختلط، توفير أوعية عقارية للدفن في مقابر إسلامية، إلخ....)
وحتى الدول التقليدية المستقبلة لمغاربة العالم منذ عهد طويل والتي سبق للحكومات المغربية أن أبرمت اتفاقيات معها( فرنسا وبلجيكا وهولندا على سبيل المثال)، تحتاج لتحيين هذه المعاهدات بما يؤمن حقوق المغاربة المقيمين هناك.
 
صحيح، أن جزءا لا بأس به من مغاربة العالم تجنس بجنسية البلد الذي اختار الاستقرار به، لكن ذلك لا يسقط عنهم الجنسية المغربية أبدا. بدليل أن مغاربة مجنسين ( بل ولدوا ونشأوا في تلك الدول )، لم يسلموا من الطرد والترحيل نحو بلدهم الأم المغرب، وآخرون تعرضوا لمضايقات وملاحقات في دول المهجر دون أن تصطف الحكومة المغربية معهم وتنتصر لهم..
 
وباستثناء المرحلة القصيرة التي تولى فيها عبد الكريم بنعتيق مسؤولية وزارة الجالية والذي قاد ورشا مهما تميز بفتح الوزارة جسورا مع كفاءات مغاربة العالم في كل الحقول المعرفية وبكل الأحواض الجغرافية المستقبلة لمغاربةالعالم، أقبرت حكومة أخنوش هذا الملف "وسدت الباب" على الكفاءات المغربية المنتشرة في العالم.
 
فحسب كريم عمور، رئيس لجنة "الجهة 13" بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، هناك 650.000 مغربي من كفاءات العالم في كل التخصصات ( ضمنهم 250.000 مغربي من أجود الأطر بإسرائيل). لكن للأسف بدل أن تستعين بهم الحكومة "باش يعطيوا يد الله" لإخراج عجلة المغرب "من الغيس"، نجد حكومة أخنوش تدير الظهر لهم وتتجاهل التواصل معهم، علما أن جل كفاءات مغاربة العالم "عندهم خيرهم وخميرتهم" ولا ينتظرون جزاء أو شكورا من الحكومة، بل يتطلعون فقط أن تتاح لهم الفرصة لرد جزء من الدين لبلد أنجبهم وأنجب آباءهم وأمهاتهم، ويحتضن رفاة أجدادهم.
 
لكن للأسف ظلت حكومة أخنوش تتعامل مع مغاربة العالم بمنطق "بزطام كبير" يضخ العملة الصعبة بخزينة المغرب فقط، دون أن تضخ الحكومة جرعة من الاهتمام أو العناية بقضاياهم وبانتظاراتهم.