الأربعاء 24 إبريل 2024
اقتصاد

عمر الفرخاني:المهندسون المعماريون يحتفون بيومهم الوطني في أحضان قصبات أرفود وقصورها

عمر الفرخاني:المهندسون المعماريون يحتفون بيومهم الوطني في أحضان قصبات أرفود وقصورها عمر الفرخاني
يعد "اليوم الوطني للمهندس المعماري" احتفاء رمزيا بالخطاب التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني (14 يناير 1986) الذي عرض، أمام المهندسين المعماريين، الأسس الفلسفية لما تمثله المهمة الثقافية الأساسية للمهندس المعماري المغربي.
وقد اكتسى الاحتفاء هذه السنة رمزية مضاعفة بالنظر لاختيار أرفود لتنظيم هذا الحدث الوطني، حيث يمثل المكان المحتضن للتظاهرة (مولاي علي الشريف) المهد التاريخي للسلالة العظيمة للملوك العلويين.
كما أن المنطقة هي موطن لأغنى تراث معماري حي (مئات القصبات والقصور) بالمملكة، الى جانب باقي التراث العمراني الوطني الثمين المكون من 30 مدينة عتيقة، والتي أضيفت إليها بعض المجموعات العمرانية المعاصرة التي شيدت خلال النصف الأول من القرن العشرين.
تعد هذه المجمعات العمرانية من أغنى التراث المعماري والعمراني في العالم، حيث صنفت اليونسكو العديد منها كتراث ثقافي عالمي.
أثارت التظاهرة الوطنية اهتمام المتخصصين من جميع أنحاء العالم الذين شاركوا في الحدث، حيث انضم الى جانب 600 مهندس معماري محلي، رؤساء أهم المنظمات الدولية للمهنيين (الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، اتحاد المهندسين المعماريين الأفارقة، اتحاد المهندسين المعماريين المتوسطيين، اتحاد المهندسين المعماريين الفرنكوفونيين في إفريقيا) .
في هذا الصدد، لاحظ المشاركون في هذا الحدث الوطني والدولي المتميز بأسف الغياب غير المفهوم للمسؤولين المحليين والوطنيين، لاسيما الوزراء المسؤولين عن قطاعات التخطيط الحضري والمعماري والثقافة.
ويعبر هذا الغياب عن ضعف الاهتمام الذي توليه السلطات الحكومية لمسألة التراث، مما يؤدي إلى غياب رؤية وسياسة للتراث الوطني (الرجوع الى كتاب الاستاذة أمينة توزاني "السياسة الثقافية في المغرب" 2016) .
رغم هذه الملاحظة المؤسفة، فقد كان حدثًا ناجحًا وغنيًا من الناحية الفكرية بفضل جودة المحاضرات التي قدمها أكاديميون ومهنيون ومسؤولون شغوفون بموضوع العناية بتراث القصور والقصبة.
فبفضل التزام هؤلاء الفاعلين المتحمسين، وعلى الرغم من ضعف الموارد المالية والبشرية، فإن إشكالية التراث الثقافي الغني لتافيلالت تتطور إيجابيا حيث تمكن المشاركون الوطنيون والدوليون معاينتها بشكل مباشر ميدانياً (زيارة خطارات وبعض القصور الموجودة بالإقليم) .
وأخيرا نعرب عن الأمل في أن يدرك صناع القرار الإقليميون والوطنيون أن الحفاظ على التراث المعماري والعمراني لا يقتصر على "متحفتها" فولكلوريا بهدف محاولة تعزيز السياحة الوطنية. بل، بالإضافة إلى الشق الاجتماعي والاقتصادي، تساهم إدارة تراثنا التاريخي العمراني في بناء الهوية الثقافية لمجتمعنا المغربي وفي الحفاظ وتطوير المعرفة العلمية والفنية لتراثنا العمراني.
 
عمر الفرخاني، الرئيس السابق للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين
(ترجمة: هشام ناصر )