الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد عزيز الخمليشي: في "الشأن" و"المرشان"

محمد عزيز الخمليشي: في "الشأن" و"المرشان" محمد عزيز الخمليشي

محمد عزيز الخمليشي: في "الشأن" والمرشان

 

 

في الخيال الشعبي والثقافة المغربية تحيل مقولة (الشان والمرشحان ) على النضج والسمو والتعالي عن التفاهات والتشبث بالكرامة وعدم الانحدار في منزلقات القذف والشتم، وبما أن المناسبة شرط يمكن رصد ما حدث في افتتاح (الشأن) بالجزائر وفق مقاربة ثنائية الأبعاد.

البعد الأول: الدفوعات الشكلية

- طبقا للقوانين الجاري بها العمل وبناء على اللوائح المنظمة للتظاهرات القارية بادرت الجامعة الملكية لكرة القدم بمراسلة الكاف الجهة المنظمة لنهائيات البطولة الإفريقية للمنتخبات المحلية من أجل تيسير الولوج الجوي إلى التراب الجزائري عبر الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية وفي خط مباشر دون المرور عبر تونس أو فرنسا أو تركيا جراء ما قد تسببه هذه المحطات من إرهاق اللاعبين ومضيعة للوقت، باعتبار أن ذلك حق مكفول جميع المنتخبات المشاركة.

- توفير الضمانات الأمنية اللازمة لتفادي ما تعرض له المنتخب الوطني في ألعاب البحر الأبيض المتوسط من اعتداءات همجية وتعنيف ممنهج أمام أنظار السلطات الأمنية الجزائرية.

- الطلب الذي تقدمت به الجامعة يخص الاتحاد الإفريقي بصفته الجهة المنظمة ولا يخص الجزائر بصفتها البلد المستضيف.

- رفض السلطات الجزائرية لهذا المطلب كان متوقعا بعلة أن إغلاق الحدود البرية والبحرية

والجوية في وجه المغرب قرار سيادي وكأن اختيار المغرب للشكل الذي يناسبه في التنقل ليس بقرار سيادي وكأنه هو من طالب وتسبب في إغلاق الحدود.

البعد الثاني: من حيث الموضوع

- باستقراء التاريخ السياسي للأنظمة العسكرية الشمولية يثبت بالملموس أنها ألا تنتج لشعوبها إلا الخراب والدمار وتستنزف الثروات وتمر عليها مرور المغول والتتار على بغداد في سباقة محموم نحو التسلح.

- نسق الاستبداد خصلة متأصلة في النظام العسكري الجزائري وإلهاء الشعب عن قضاياه

المصيرية يلتجئ دوما إلى المغرب لتبرير إخفاقاته وخيباته بتصويره عدو كلاسيكي وبانتهاج سياسة تصدير الأزمات إلى جيرانه دون جدوى، لكنه اختيار واهم يؤجل ولا يحسم

الشحن العالمي للجماهير باختلاق قضايا-هامشية مفبركة وترسيخ ثقافة العداء والعنصر بين شعبين شقيقين لإذكاء نعرة التفرقة وتصوير المغرب بكونه المسؤول الرئيسي عن فشل المعادلة التنموية بالجزائر بلد الغاز والبترول وجدلية الثراء الفاحش لشريحة العسكر والفقر المدقع لأغلب طبقات الشعب الجزائري.

- تسييس الرياضة لخلط الأوراق والربط بشكل تعسفي بين القضية الفلسطينية وأوهام الجمهورية الصحراوية المزعومة ببيع الكلام للمحتجزين بتندوف في مخيمات بئيسة عنوانها القمع والذل والعار برفض إحصائهم وتمكينهم من بطاقة الهوية وجواز السفر، لأن هذا الإجراء سيشكل خطرا على الجهاز العسكري الحاكم من شأنه أن يؤدي إلى هجرات جماعية من قبل سكان المخيمات نحو المغرب الذين يتم استغلالهم كعالمة تجارية فاسدة الاستجداء المساعدات من طرف المنظمات الإنسانية الدولية.

ودعوة الحفيد البيولوجي لنيلسون مانديلا وليس الحفيد النضالي في حفل كروي اللقاء ..خطاب سياسي كله افتراء وتزييف للحقائق التاريخية مجرد حبة أسبرين ينتهي مفعولها في ليلة واحدة، ذلك أن ما تفوه به كان بإيعاز من العساكر بشكل مفضوح ومقيت وهذه المسرحية الهزيلة الإخراج لن تنطلي على أحد، ولو علم بذلك المناضل نيلسون مانديلا لانتفض من قبره...

ورفض المتاجرة برصيده الرمزي والإساءة إلى المغرب الذي مكنه من المال والسلاح لمحاربة

نظام(ألبارتيد). إن العدو الحقيقي للشعب الجزائري الشقيق هو النظام العسكري المشهود له عبر التاريخ بالبلقنة والتدخل في شؤون دول الجوار للإطاحة بالأنظمة موريتانيا وأحداث قفصة بتونس، المطالبة بتقسيم الصحراء المغربية واغتيال الرئيس الراحل بوضياف ألنه أنهى حلم العسكر بالإبقاء على جبهة البوليساريو وهذه كلها وقائع تاريخية جد دالة.

إن الإساءة إلى الجماهير المغربية بعبارات قدحيه سلوك أرعن سيحاكم التاريخ مهندسوه

بكل قسوة.

 

د/ محمد عزيز الخمليشي، أستاذ باحث