الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: للتاريخ رجال صنعوه وله مرتزقته

يونس التايب: للتاريخ رجال صنعوه وله مرتزقته يونس التايب
لا أعتقد أنه يوجد في العالم نظام سياسي يمارس الكذب التاريخي والدجل السياسي والديبلوماسي، ويشتري المواقف المؤيدة لحماقاته، كما يفعل ذلك النظام الحاكم في الدولة الجار. نظام يحكم دولة لها عقدة لازالت لم تجد لها حلا، تتعلق بالتاريخ والجغرافيا بسبب عمرها القصير جدا، وغياب أي دليل تاريخي على وجودها ككيان وطني قائم قبل أن يحدث الاستعمار الفرنسي سنة 1962، دولة مستقلة عن "مقاطعة الجزائر الفرنسية" جعل لها ترابا وطنيا بإضافة أجزاء سرقها الاستعمار من المملكة المغربيةالشريفة ومن دولة تونس.
للأسف، نتحدث عن نظام يجر خيبة فقدانه الشرعية الديمقراطية، بسبب الطابع العسكري الطاغي على مدنية مزعومة للدولة، رغم مسرحية انتخابات لا يشارك فيها الشعب إلا بنسب قليلة جدا. لذلك، من الطبيعي أن تصل الأمور به إلى هوس اختلاق قصص وهمية والافتراء على معطيات تاريخية ثابتة، ولو كان ذلك من الصعب تفهمه.
لو أن تلك الحالة النشاز ظلت حبيسة الحدود الوطنية لتلك الدولة واقتصر ذلك على الداخل، لقلت "شغلهم هداك ... يفكوه كي بغاو!!!"، لكن الأذى ممتد إلى الخارج منذ 47 سنة، من خلال تمويل ذلك النظام لحرب عصابات الانفصال و الإرهاب ضد المملكة المغربية للنيل من وحدتها الترابية، و كذا تمويل عدد من السياسيين و الديبلوماسيين الفاشلين ليكونوا مرتزقة رأي و مواقف، يصرحون بما تطلبه منهم أجهزة السوء التابعة للنظام إياه. لذلك، من الضروري أن نفضح ترهات نظام على حافة الإفلاس بسبب ثلاثية العسكرة والفساد وغياب الديمقراطية.
في الحالة التي تعنينا، أجزم أن حفيد الزعيم مانديلا أخطأ مرتين حين تكلم في حفل افتتاح منافسات "الشان"
- أخطأ حين باع نفسه بثمن بخس. لكن كما نقول بالدارجة "الله يرحم ضعفنا ... السيد غارق في المشاكل الشخصية وخاصو المرقة!".
- ثم أخطأ حين تحدث عن موضوع لا يعرف تفاصيله التاريخية، كما لا يعرف تفاصيل تاريخ حركة المقاومة السياسية التحررية التي قادها جده بدعم كبير من المغرب، و من جلالة ملك المغرب الحسن الثاني رحمه الله، شخصيا، بالتدريب و بتمويل شراء الأسلحة.
للإشارة، في تلك المرحلة التاريخية، لم يكن نظام الدولة الجار قادرا على شراء تذكرة السفر عبر طائرة، فكيف له أن يدعم مانديلا وحركته في جنوب إفريقيا. ولأن للتاريخ رجال صنعوه حقا، كما له مرتزقة يسطون عليه، نترك "حفيد" الأسد الجنوب إفريقيي، يغرق في خانة الارتزاق الذي قبله على نفسه.