الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: ابتسموا بشموخ الواثقين من أنهم أكبر من كل العابثين

يونس التايب: ابتسموا بشموخ الواثقين من أنهم أكبر من كل العابثين يونس التايب
في سياق أحداث الأيام الأخيرة التي طغت في كل حديث، ظهر لي أن خطاب التيئييس قد بدأ يعود من جديد بشكل ملموس ... صحيح، لا زال لم يكتسح الساحة، لكنه يتقدم و يحقق مكتسبات أكيدة ... ولعل الدليل على ذلك هو ما قرأته من تعليقات محبطة، و ما رأيته من ملامح غلب على أصحابها شيء من الحزن و الإحباط... 
 
لذلك، اقبلوا مني هذا الرأي أيها الأفاضل الأعزاء إلى قلبي :  
غير مقبول منا أن نترك الإحباط يتسلل ... نعم ... رغم كل شيء ... ارفعوا رؤوسكم و لا تتركوا اليأس يتسلل إلى الأنفس بغض النظر عن كل أمر أقلقكم ... 
 
ابتسموا لأن الخير سينتصر في النهاية ... واستمروا مبتسمين لأن على هذه الأرض كثير من الأمور التي تستحق الحياة والأمل والتفاؤل. 
 
أول تلك الأمور هي أنتم ... نعم، أنتم ... أنت يا صديقي و أنت يا صديقتي الذين تقرأون هذه الأسطر ... نعم ... نحن جميعا ... 
أرضنا الغالية ... بتنوع تضاريسها و جمال أهلها ... الحومة و الدرب ... القصبة و الواحة ... المدينة القديمة و الزاوية ...
الجيران الطيبين ... أحاديث الأصدقاء في ناصية الشارع أو الدرب، و في مقهى الحي و في المدينة... 
عائلاتنا القريبة و البعيدة ... الأجداد و الأباء إن كانوا لا يزالون أحياء ... ذكراهم إن كانوا قد رحلوا عن دنيانا ... ذكرى قصصهم و حكايات ليالي السمر العائلي في الزمن الجميل ... 
 
كتابات مفكرينا و إسهاماتهم ... أحاديث علمائنا... أساتذة جامعاتنا الصامدين على درب النزاهة والوقار ... 
شباب الوطن الذين يقاومون الظروف الصعبة لتحقيق أحلامهم بالنجاح و بناء الذات في الحياة الخاصة و المهنية ... 
النزهاء حيثما كانوا، و هم بالتأكيد موجودين فينا و منا ... و المجتهدين لتقديم عمل جيد يفيد المواطنين و الوطن ... في الإدارات ... في الجمعيات ... في النوادي .... 
ابتسامة شاب أو شابة و هم يرحبون برجل مسن أو سيدة أثقل كاهلها قفة ثقيلة ... 
 
الفقراء و أصحاب المهن البسيطة... الصناع التقليديين والحرفيين في المدينة ... هؤلاء الذين يبتسمون دائما رغم أن رصيدهم المالي صفر ... و يصرون رغم كل شيء على العيش الحلال الكريم ... 
الميسورين ... الذين يصرون على المساهمة في التضامن العائلي و الاجتماعي و العطاء لمن يحتاج ممن يعرفون و ممن لا يعرفون ... 
أطفال المغرب، بشكل عام ... هؤلاء الذين يمرحون في ملعب القرب، أو يتمنون لو توفرت لهم مساحة لعب و كرة، و لا يهمهم من هذه الدنيا إلا سقف بيت يحميهم و يأويهم و آبائهم... 
اليتامى ... هؤلاء المواطنين الذين لا نتحدث عنهم كثيرا و لا نتوقف للتفكير فيما قد يحتاجونه ... أتدرون أنهم يحتاجون منا، فقط، إلى ابتسامة تذكرهم أنهم بشر منا و علينا؟؟؟ 
هل تعلمون أن الدنيا بالنسبة إلى كثير من هؤلاء تلخصها نظرة حنان افتقدوه بغياب الأب أو الأم أو هما معا؟؟
الأشخاص من ذووي الهمم، الذين يصرون على الحياة رغم الإعاقة و ضيق ذات اليد بالنسبة لغلبيتهم.
الأمهات الأرامل الفقيرات، الصامدات أمام تيار الميوعة و عرض كل شيء في "تيك توك". 
جنودنا الصامدين في الثغور دفاعا عن هذا الوطن و عنا. و جنود الخفاء الذين يشتغلون ليل نهار لكسر مخططات المتربصين و الأعداء وضمان الأمن والأمان والاستقرار للجميع ... 
 
أليس في وجود كل هؤلاء ما يشحن كل القلوب؟ أنستسلم للإحباط و نترك اليأس يتمدد؟؟  ...
لأن هؤلاء جميعا موجودين في دنيانا، ليس لنا الحق في أن نفشل أمام أول ريح مسيئة، و ننسى كل الكرامات التي تؤثت واقعنا و تلهب نور هذه الحياة. 
ليس لنا الحق في أن نغفل عن أمور هامة تؤكد أن على هذه الأرض ما يستوجب منا إبقاء الأمل، ويحملنا مسؤولية نشر قيم التفاؤل و المحبة و الحياة الكريمة، رغم كل المنغصات.
 
ابتسموا يا أصدقائي فإننا عابرون مهما طال المقام. لذلك، ابتسموا و ارفعوا همم الناس، بصفة خاصة في مواجهة أسلحة الدمار الشامل التي أصبحت تشكلها مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها، و ما تستطيع نشره من خير و من شر. 
و لأننا نحن من نكتب و ننشر، تعالوا ننشر الأمل وقليلا من الابتسامة. ابتسامات ذكية صادقة. ابتسامات شموخ الواثقين من أنهم أكبر من كل العابثين. 
لا تنسوا فضل جبر القلوب و الخواطر بما استطعتم. أحيوا الأمل بكلمة طيبة أو باتصال هاتفي مع قريب بعيد، أو بابتسامة في وجه الناس.
 
تأكدوا أن العابثين لا محالة سيرحلون كما رحل من كانوا قبلهم، و سيستمر هذا الوطن حيا بثوابته. سيستمر حيا بكم و بجميع أبنائه الغيورين عليه، وحيا بقيمه التي قد تمرض و قد تختفي من الساحة، لكنها لا تموت. 
 
ابتسموا حتى تستمر تمغربيت تيار مقاومة للرداءة و العبث و الأنانية و الغطرسة و الشر من حيث ما أتى... و لا غالب إلا الله. 
 
#المغرب_فخر_الانتماء 
#سالات_الهضرة 
#إبقاء_الأمل_ضرورة_مجتمعية_استراتيجية
#أنيروا_الطريق