الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: انتصار الاتحاد الاشتراكي على النزعات الذاتية 

عبد السلام المساوي: انتصار الاتحاد الاشتراكي على النزعات الذاتية   عبد السلام المساوي
يمكن القول بالمختصر المفيد: إن الاتحاد الاشتراكي كان مستهدفا منذ عشرات السنين. غير أن الجهات التي استهدفه، لم تكن واحدة على الدوام.
أن يستهدف الحزب من قبل خصومه السياسيين، هذا لا يحمل جديدًا. فهو يستهدفهم، كذلك، في سياساتهم ومشاريعهم ومصالحهم. وهذا لم يشكل عليه خطرا حقيقيا، لأن الحزب لم يرتكب أخطاءً كبرى، تبعده عن سنده الحقيقي، وهو جماهير الشعب التي يدافع عن مصالحها الأساسية، في مختلف المنعطفات التي مر بها العمل السياسي في بلادنا.

لكن كان  هناك استهداف آخر، هو أخطر بكثير من الأول، ولو أنه لم يكن مباشرًا ولا واعيًا في أغلب الأحيان. وتجلى في انحراف صراعاته الداخلية عن بعدها الصحي الحيوي، الدال على حياة الحزب وحيويته، إلى صراعات ذاتية حول الزعامة، غير المبررة، تارة، وميول انشقاقية، تارة أخرى، وهي، في الأغلب الأعم، وليدة الأولى عندما تصطدم بالطريق المسدود، فاعتقد متزعموعها أن الحل يكمن في الرحيل عن الحزب وإنشاء تنظيم أو حزب جديد، يناصب العداء للحزب الذي انشق عنه، أكثر مما طرح برنامجًا سياسيًا جديًا وقابلًا للحياة.

خطورة هذا المنحى أنه شل حركة الحزب الوليد الذي لازمته أمراض النشأة، بدليل تكرارها الدوري بين حقبة وأخرى. 
 وللخروج من هذه الدائرة المفرغة، تمكن الحزب منذ المؤتمر الوطني التاسع من الانتصار على النزعات الذاتية داخله، ومن الانتصار للمشترك بين مكوناته. 
وكانت هذه هي أم المعارك، قولًا وفعلًا.