الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: "زوايا الصحراء" تفضح المركز السينمائي المغربي

محمد الشمسي: "زوايا الصحراء" تفضح المركز السينمائي المغربي محمد الشمسي
فجر الشريط الوثائقي "زوايا الصحراء زوايا الوطن" قنبلة بين زوايا المركز السينمائي المغربي، فالمركز المعني هو ممول العمل الفني المذكور، ولجنة من المركز المقصود هي التي أباحت خروج الفيلم للعلن.
الطامة الكبرى أن الوثائقي الذي أخرجته مجيدة بنكيران عرض خارج أرض الوطن وجرى الاحتفاء به وبمخرجته باعتباره يسلط الضوء على الزوايا كرافد من الروافد الدينية والوطنية التي توضح متانة العلاقة بين الصحراء ومغربها وبين المغرب وصحرائه.
وفي الوقت الذي كانت فيه الجوائز تنهال على الفيلم، والأضواء تنار على المخرجة، والثرثرة عن الديبلوماسية الفنية، فإن رحلة الوثائقي صوب العيون لعرضه في  مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني ستكشف الستار عن الخزي والعار الذي كان مدفونا في قلب الفيلم دون أن ينتبه له أحد، والعار هو ظهور متحدث في الوثائقي ينتحل صفة باحث ليشكك في أصل وفي نسب ونسل الشريف سيدي أحمد الركيبي، ويتهمه أنه كان عقيما، و لم يكن مغربيا، هكذا بقول بلا روية، وحديث بلا حجة، وعلم بلا دليل، تطاول المتحدث على هرم من أهرامات الصحراء...
المثير في الأمر أن هذا الوثائقي شاهدته لجنة متخصصة، وجرى عرضه لأكثر من مرة، ولا أحد انتبه لما يحمله الفيلم من انحراف وانعطاف وانزياح على الحقيقة، وقد عرض الفيلم في ستراسبورغ وحضر العرض سفير المملكة المغربية هناك، وأكرم المخرجة بجائزة، وحتى المخرجة انشغلت بالحديث عن منتوجها دون أن تفطن لما يحويه فيلمها من إساءة وتحقير وبهتان، بل أخذتها العزة وحملت مصيبتها وسافرت بها الى مدينة العيون وعرضتها منتشية، إلى أن رصد أحد الصحراويين ما يضمه الوثائقي من تزييف وتحريف وتجن، وكاد الوضع يخرج عن السيطرة عندما هب الصحراويون من الركيبات للذوذ عن تاريخهم وعرضهم و ذاكرتهم وشرفهم الذي هو شرف وتاريخ وذاكرة وعرض كل القبائل وكل القرى وكل المدن المغربية، ولولا تدخل السلطات المحلية بالعيون وأمرها بإنهاء أيام المهرجان وجمع ملصقات الفيلم  لحصل ما لن يعجب صديقا ولا حميما...
سؤال: كيف جرى تجميع فقرات الوثائقي دون رصد ذلك التصريح النشاز ودون تدقيقه وهو يحمل تطاولا وجرأة على شخصية تاريخية؟ وسؤال: أين كانت المخرجة وطاقمها المساعد حين كان الباحث يتحدث أمام كاميرتها؟ سؤال: هل شاهدت المخرجة ومساعدها الفيلم أم انه "ما كاين عا كور وعطي للعور" والأعور هنا هو المتلقي، والتكوار مدفوع الثمن من المال العام؟ سؤال: كيف استغفل الوثائقي عيون لجنة المركز السينمائي المغربي؟ سؤال: هل شاهد أعضاء تلك اللجنة الفيلم أم أنهم أشعلوا جهازهم وبقوا عن المشاهدة  غافلين؟ سؤال: كيف لم ينتبهوا لتلك الفقرة الخطيرة في الفيلم؟ سؤال: وكيف صرفوا للفيلم دعما ماليا سمينا من المال العام؟ وزد عليها، من؟ ومتى؟ وهل؟ وكيف؟...
لا ينبغي الاكتفاء بمسح اللقطة المشؤومة من الوثائقي، بل يجب إعدام ذلك العبث إعداما علنيا مع الاعتذار الصريح لجميع المغاربة من طنجة الى الكويرة، ومعاقبة المهملين المقصرين إذا كانت نواياهم عابرة، أما إذا كانوا قد تقصّدوا ما فعلوا فوجب تقديمهم للمحاكمة ومنعهم من ممارسة كل تصوير أو إخراج ، ثم تسييج أموال المركز السينمائي المغربي الذي هو مال عام،  وصونه من تسيب الدعم بسخاء باستحضار شروط غير مهنية،  مع الحرص في القادم من الاعمال على تمحصها تمحصا علميا حقيقيا تحت طائلة المساءلة القانونية، لأنه من غير المقبول أن نسيء لأنفسنا بأنفسنا وبدعم من مالنا العام، فماذا تركنا للأعداء؟...