الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

لم شمل العرب بين مونديال قطر والقمة العربية..المغرب ينسف حسابات النظام الجزائري

لم شمل العرب بين مونديال قطر والقمة العربية..المغرب ينسف حسابات النظام الجزائري المنتخب المغربي وعبد المجيد تبون و الحاكم الفلي في الجزائر الجنرال شنقريحة
أكد النظام العسكري الجزائري قبل أربعة أيام  تماديه في تصعيد عدائه للمغرب ووحدته الترابية ، معلنا من خلال واجهته المدنية الممثلة في الرئيس عبد المجيد تبون في لقاء مع الإعلام المحلي الرسمي، عدم وجود وساطة بين البلدين. وزعم  ردا على سؤال بشأن المعلومات المتداولة حول وجود وساطة للأردن بين المغرب والجزائر "لو كانت هناك وساطة فالشعب الجزائري أولى بسماع المعلومة". 
وذهب تبون في ترسيخ سياسة العداء إلى القول أن" الأمور تجازوت مرحلة الوساطة "، مسايرا  بذلك وزير الخارجية رمطان لعمامرة المعين من المؤسسة العسكرية،الذي أعلن في شهر ماي 2022،  أنه "ليست هناك أي وساطة لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا "، مدعيا في الوقت نفسه أن" الموقف الجزائري واضح وهو أن قطع العلاقات الدبلوماسية جاء لأسباب قوية، وليُحمّل الطرف الذي أوصل العلاقات لهذا المستوى السيئ المسؤولية كاملة غير منقوصة".
ويعلم النظام الجزائري أن العالم يدرك أن قراره قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 غشت 2021 ، كان بمبررات واهية وزائفة، لكنه أكد بهذا التصريح الجديد سعيه إلى إبقاء المنطقة المغاربية رهينة التوتر، وإبقاء العلاقات مع المغرب في إطار القطيعة والمزيد من التأزيم.
ونقل النظام موقفه العدائي أخيرا إلى المجال الرياضي، بتعامله الشاذ مع إنجازات المنتخب الوطني في مونديال قطر، موجها تعليماته إلى وسائل الإعلام الرسمية بعدم نشر أي خبر عن مقابلات ونتائج المنتخب المغربي، من دون المنتخبات الأخرى المشاركة في المونديال. وبلغ به الحقد على المغرب أن أقال شعبان لونكال، المدير العام لمؤسسة التلفزيون الجزائري،بسبب نشر التلفزيون خبرا عن تأهل المنتخب المغربي إلى نصف نهاية المونديال، عقب انتصاره على البرتغال. 
وكان يفترض في هذا النظام  ألا يبلغ به الهوس بمعاداة المغرب هذا الحد ويستحضر أن المملكة المغربية عاملت، في غمرة مواصلة عدائه لها ولوحدتها الترابية، معاملة راقية ومحمودة الإنجاز الرياضي الجزائري ،بأن بعث جلالة الملك محمد السادس في شهر يوليوز 2019 رسالة تهنئة إلى رئيس الدولة الجزائرية، بمناسبة  فوز المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، بكأس إفريقيا للأمم 2019، التي احتضنت مصر أطوارها النهائية، معتبرا "أن الأمر يتعلق بفوز بلد مغاربي جار وشقيق؛ وكأن هذا التتويج هو بمثابة فوز للمغرب أيضا".
وكان من المفروض في النظام الجزائري وهو يترأس القمة العربية، أن يتناسى للحظات أحقاده على المغرب ويبادر، على غرار بعض قادة الدول العربية، إلى تهنئة بلادنا على إنجاز منتخبها، بصفته أول منتخب عربي في تاريخ كرة القدم  يصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم،لكنه لم يفعل بعدما تبين له أن زيف شعار "لم الشمل " الذي رفعه  لقمة الجزائر وأن هذا المنتخب  المغربي هو الذي جمع شمل العرب ورفع رأسهم عاليا واستنهض، بإنجازاته في مونديال قطر إدراكهم أن بإمكانهم السير على طريق التقدم بالعمل والمثابرة واستحضار "النية" لتحقيق الإنجاز.
لقد بلغ الحقد بالنظام العسكري أن أدرك أن الإنجاز الكروي في المونديال يضع المغرب في مراتب متقدمة من حيث الشهرة والقوة الناعمة والحضور المؤثر إقليميا وقاريا وينسف حساباته ومخططاته لإضعاف المغرب وضرب وحدته الترابية، ليوعز للمنابر الإعلامية الموالية له،بتجاهل الإنجاز ومواصلة حملتها ضد بلادنا، بإيراد الأكاذيب والمزاعم ،ضمن مخططات فاشلة ممتدة طوال أكثر من 47 سنة للمس بمصالح الدولة المغربية.
وبلغ الحقد بهذا النظام أن وقع قناعه المدني الممثل في الرئيس تبون أخيرا على ميزانية الدولة للسنة المقبلة التي تستأثر فيها المؤسسة العسكرية ب 23 مليار دولار، في رسالة واضحة على تصميمه على تغذية التوتر في المنطقة، علما أن الشعب الجزائري كان أولى بالزيادة المقررة في ميزانية الجيش ، لمواجهة تكاليف الحياة والأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تحاصره من كل جانب.
ويصعد النظام العسكري من عدائه للمغرب بعدما أقبر مجلس الأمن الدولي  في قرار 2654 في نهاية أكتوبر الماضي مجددا أطروحته ضد  وحدة المغرب الترابية ودعا الجزائر بصفتها مسؤولة عن النزاع المفتعل في قضية الصحراء إلى مواصلة المشاركة إلى جانب الأطراف الأخرى في مسلسل الموائد المستديرة لإيجاد حل سياسي وواقعي للنزاع المفتعل .
وأكد المنتظم الدولي بقرار مجلس الأمن وجاهة موقف المغرب الموحد أرضا وشعبا في مواجهة نزعة الانفصال وسياسة الحقد والعداء التي يغذيها النظام الجزائري ولا يحصد منها سوى الفشل والانكسارات.