الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

حرائق المظاهرات بإيران تحرق خزائن حزب الله والفصائل الأصولية بغزة

حرائق المظاهرات بإيران تحرق خزائن حزب الله والفصائل الأصولية بغزة لقد وصلت نسبة البطالة البطالة في إيران، حسب صندوق النقد الدولي، إلى حوالى 20 %
تتعرض إيران، منذ اندلاع المظاهرات الدموية بسبب مصرع الشابة الإيرانية مهسا أنيمي أثناء وجودها رهن الاعتقال بتهمة مخالفة "قوانين الحجاب"، لموجة استنزاف داخلي يمارسها المتظاهرون، الذين تزداد أعدادهم كل يوم، على نظام الملالي القامع للحريات.

وإذا كانت إيران تواجه أزمة خانقة تعود بشكل كبير إلى الحصار الاقتصادي الممارس عليها من طرف أمريكا وحلفائها الغربيين، فإن ما يختبره النظام الإيراني حاليا يعدّ "الأزمة الأصعب" بسبب انهيار الثقة في نظام يريد أن يحكم الشباب بالحديد والنار، وبسبب أيضا تصدع الطوق القتالي الداعم لها في مجموعة من المناطق والدول، وتحديدا في لبنان وفلسطين واليمن وسوريا، خاصة أن التنظيمات الأصولية الموالية لها (حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، حزب الله، الحوثيون) تعيش وضعا ماليا صعبا جراء الانحصار في تدفق المال الإيراني. بل إن تقارير إعلامية باتت تتحدث عن اضطرار بعض الفصائل الفلسطينية الأصولية إلى التوقف عن العمل ( خاصة حماس والجهاد)، على خلفية الأزمة المالية الطارئة، لعدم وصول الدفعات الإيرانية في موعدها، الأمر الذي أدى إلى تعليق بعض الفعاليات، ويهدد استمرار بعض وسائل الإعلام التابعة للفصائل الممولة من إيران.

إن إيران التي كانت تستخدم كل ولاءاتها من أجل إشعال النيران في هذه المنطقة أو تلك، وضخ آلاف الدولارات من أجل "إحياء المجد الفارسي القديم"، وبناء "امبراطورية الدم" بسفك الدم والعمل على إثارة القلاقل والنعرات، وممارسة مختلف أنواع الحروب، الإيديولوجية والدينية والميدانية، بل التدخل في القضايا السيادية للدول، ومحاولة الاعتداء عليهم بتدريب الخوارج وتسليحهم.. إن هذه الـ "إيران" لا تجد ما تدافع به عن نفسها إلا اتهام المواطنين الإيرانيين بـ"خدمة الأجندات الغربية"، وبمحاولة تخوينهم، وترهيبهم، وجعلهم يغادرون المظاهرات التي اسودت من استمرارها وجوه "فقهاء الظلام".. 

نعم إن إيران تعاني من "أزمة اجتماعية عميقة" تتمثل في انهيار القدرة الشرائية لجزء كبير من الإيرانيين، فضلا عن سوء الفهم الكبير بين نظام محافظ ومكفهر، وجيل من الشباب ينتمي إلى العالم، ويتوق إلى حريته، وإلى استرداد جسده من الفتاوى والأحكام الجائرة، كما يتوق إلى نمائه الذي أكلته البرامج النووية والرغبة المرضية في السيطرة على العالم.

لقد وصلت نسبة البطالة البطالة في إيران، حسب صندوق النقد الدولي، إلى حوالى 20 %. كما أن غلاء المعيشة وارتفاع أسعار مواد أساسية كاللحوم والبيض والحليب، باتت تستفز حوالي83 مليون نسمة (سكان إيران)؛ وإذا أضفنا إليهم الفصائل الموالية لطهران، مع إيقاف تحويل الأموال إلى زعمائها، فكل المؤشرات تؤكد أن نظام الملالي على مشارف عاصفة تهدد ليس موقعه في إيران فحسب، بل في دول "دائرة الهلال الشيعي" ما دام الحديث يهم أزمة مالية مستعصية تمس بقدرات التنظيمات "الإيرانية" على تمويل نفقاتها الجارية (دفع رواتب القيادات والأعضاء/ تغطية تكاليف أنشطتها/ دفع معاشات النشطاء/ تمويل أنشطة المؤسسات والمنظمات الأهلية التابعة لها..).