Sunday 16 November 2025
Advertisement
مجتمع

الديش ولد امحيميد.. ضابط صحراوي خلد اسمه في تاريخ الدرك الملكي

الديش ولد امحيميد.. ضابط صحراوي خلد اسمه في تاريخ الدرك الملكي الديش ولد امحيميد… مسار وطني راسخ بالصحراء
يستحضر أبناء القبائل الصحراوية، ومعهم سكان جهة العيون الساقية الحمراء، سيرة أحد أبرز رجالات المنطقة الذين بصموا التاريخ العسكري والوطني للمغرب خلال عقود من النضال، هو الكولونيل ماجور الديش ولد امحيميد، الذي رحل عن الدنيا سنة 2007 بعد مسار حافل بالعطاء والمواقف الوطنية المشهودة.
 
ولد الراحل الديش ولد محمود ولد بابا أحمد ولد سيدي يوسف سنة 1922 بمدينة العيون، وينتمي إلى قبيلة ازركيين أهل سيدي يوسف. يعد من أوائل الشباب الصحراوي الذين تابعوا دراستهم في إسبانيا في أربعينيات القرن الماضي، قبل أن يلتحق بالخدمة العسكرية الإسبانية سنة 1946. غير أن مساره في تلك المرحلة اتخذ منحى وطنيا، إذ نسّق سرا مع جيش التحرير المغربي، وكان يمد المقاومين بالمعلومات حول تحركات القوات الاستعمارية، ما أدى إلى اعتقاله سنة 1958 لمدة خمس سنوات بعد كشف نشاطه.
بعد الاستقلال، التحق الديش بالقوات المسلحة الملكية بموجب ظهير ملكي، حيث واصل مساره العسكري إلى جانب الوحدات المغربية في الأقاليم الصحراوية بعد استرجاعها سنة 1975.
عُرف الديش بانضباطه الصارم وقيادته الميدانية للمعارك قبل وقف إطلاق النار سنة 1991، خاصة في مناطق واد النص وكلتة زمور وأم دريكة والسمارة. كما ساهم في وضع اللبنات التنظيمية الأولى لجهاز الدرك الملكي في الأقاليم الجنوبية، وكرّس حضوره الميداني بين عناصر الدرك والمواطنين على حد سواء.
بفضل كفاءته وخبرته، رُقي الديش إلى رتبة كولونيل سنة 1991، ثم إلى رتبة كولونيل ماجور في أكتوبر 2005 بقرار من الملك محمد السادس خلال زيارة رسمية لمدينة كلميم، ليصبح أول ضابط صحراوي يصل إلى هذه الدرجة في الدرك الملكي.
عرف الراحل أيضا بشخصيته الرياضية، إذ مارس كرة القدم في شبابه ضمن أندية إسبانية مثل كارتخينا وإسبانيول برشلونة، قبل أن يكرّس حياته العسكرية لخدمة الوطن وقضاياه الترابية.
رحل الكولونيل ماجور الديش ولد امحيميد يوم 7 يوليوز 2007، تاركا وراءه إرثا وطنيا ورجوليا راسخا في ذاكرة الصحراء المغربية، وملحمة من الوفاء للوطن والدفاع عن وحدته الترابية.