الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عتيقة الموساوي: مونديال قطر.. مشاركون وعيوننا على الكأس

عتيقة الموساوي: مونديال قطر.. مشاركون وعيوننا على الكأس عتيقة الموساوي
عبارة كتبتها بشكل حالم مع انطلاق المونديال بين بعض أوراقي تحمل بين طياتها عنفوان تفكير ورغبة  في تحقيق الفوز والانتصار بشعور الرغبة الجماعية  لأمة  اشتاقت  لمزيد من الانتصارات .. مشاركون وعيوننا على الكأس .. شغلتني كفكرة من بطن التحدي المعلن مع  الإصرار الواعي على تحقيق ما عجزنا عن تحقيقه لسنوات طوال في المونديالات السابقة  للكرة  العالمية، حيث  كان المرور لأطوارها النهائية  صعبا،  بل من رابع المستحيلات،  لكن لا شيء  مستحيل مع المستديرة  فهي تدور ولا تتوقف معها الأحلام ..  فمن حقنا ان نحلم بالفوز فوزا عالميا كما قال المدرب الوطني وليد الركراكي  فلنا من  المقومات  اليوم الحمد لله  ما يوصلنا  لبلوغ أعلى مراتب الاستحقاق. 
فلا ننسى اليوم أننا في مونديال برائحة المسك والعود.. تفوح فتجلب  رائحتها  الزكية إحساس  التفاؤل باحتضان الكأس الساحرة التي هي من صنع  يد فنان مغربي  بالأصل والهوية ، على أرض عربية اليوم.. أهو الاحساس بالأمان أم هو الشعور بالانتماء  لدفيء عائلي أخوي أضفى على الميدان سحر الطاقة،  وهالة مكان،  للصعود نحو القمة وبلوغ الكأس الذهبية السحرية المنتظرة .
نعم،  يراودنا  الحلم الذي غاب عنا  بالدورات السابقة.. ولم نعد في شك  التتويج  بالكأس،  لَمٌَا كنا فرقا عربية  وإفريقية مغلوبة  كانت الفِرق الغربية تدهب للمونديالات و عيونهم مفتوحة على الكأس بشهية الفوز، هكذا كنت أقرا قصاصات الأخبار الرياضة في سنوات خلت .. و أتساءل لماذا هم وليس نحن ..؟!!  ألأنهم الأجدر أم الأقدم في المدارس الكروية  لتحدي دائرة المربع الذهبي ، كنا في موقع المشارك والمتابع.. وكانوا  الأفضل  على الإطلاق  بإبداع اللعبة،  كانوا يشاركون  في الحقيقة..  وكنا نشارك في فسحة رياضية بين دروب الملاعب ب "المهم المشاركة "، كانوا يصنفون ضمن الكبار ونصنف على عتبة التأهل  ليس إلا .. كنا متواضعين لحد إعلان الفشل منذ البداية تنقصنا الجرأة و الشغف والإبداع لتحقيق الفوز والفرحة للشعوب.
إننا نستخلص اليوم الدروس والعبر، فالثقة هي العنوان هي محرك الأساس للصعود والفوز بالنجاح.. فلا غرابة أن نسمع جيل اليوم  يحلم بالكاس  ، وما صرح به مدرب المنتخب الوطني  وليد الركراكي  بعبارة عندنا الرجال تختزل  سر القتالية و النصر في الميدان  بمقومات الكفاءة  والذكاء،  على وقع زئير الأسد  فزع من كانوا بالأمس يتنمرون ويسخرون  فتسقط  بين أيديهم وأرجلهم سخرياتهم..، فقد فعلها الأسود المغاربة لأكثر من مرة، بعبقرية مدرب سحب منهم البساط الأخضر وأعاد تدوير عقارب الساعة في اتجاه الصعود للظفر بالكأس الذهبية. 
  سير.. سير.. سير . كلمة مغربية  بصوت  الجماهير التي لا تمل،  تحولت على طريقة الفايكينغ  إلى سمفونية  عالمية ، سير مغربية  بسيسيولوجيا المعنى اختزلت التشجيع في معنيين الأصلي  للكلمة  امضي قدما تحرك اجري حقق الفوز .. وبتامغرابيت  للخصم  " سير فحالك لا مكان لك هنا ".سير تلك الوصفة السحرية لشحن المشاعر وقرع الطبول. سير، هو السر المبحوث عنه  في وصفة  الثقة لإعادة كتابة الأمجاد العربية المغربية الغابرة..
 ولا غرابة ،  أن تبدأ الفرحة  مع بذئ المباريات  بفوز مستحق للسعودية،  وتستمر مغربية،  فهي بالتأكيد مشحونة  بطاقة  وبهالة  قدسية مكان بتلاوة آيات القران الكريم في الافتتاح، ويرفع بين أشواطها صوت الآدان  ، اِختفت ثلاوين  الشياطين ومخربشات  قوس قزح الجميل،  دورة مونديالية مبهرة بامتياز لدولة قطر الطيبة،   للرجال في تحدي الانتصار، فهل ترتبط  البطولات  ببعضها البعض بين الماضي و الحاضر لأمة العراقة  والتاريخ  والأمجاد المغربية  للتويج بالكأس  المنتظرة،  فهل تفعلها الأسود حقا في النهاية.. ؟  لا شك،  بالتأكيد.. ، فلم نعد مجرد مشاركين في المونديال  بل أبطال وعيوننا هذه المرة  فعلا على الكأس.