الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

الدرويش يوجه نداء للجامعات والمؤسسات الثقافية والرياضية والأحزاب والنقابات لمواكبة مسارات تعميق العلاقات المغربية-الإسبانية

الدرويش يوجه نداء للجامعات والمؤسسات الثقافية والرياضية والأحزاب والنقابات لمواكبة مسارات تعميق العلاقات المغربية-الإسبانية جانب من اللقاء
أكد محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم أن المؤسسة نتابع باهتمام بالغ، وعناية فائقة التطورات السريعة لملف الصحراء المغربية، وتأثيراتها على العلاقات الدولية عموما، والعلاقات المغربية -الأوروبية خصوصا، والعلاقات المغربية-الاسبانية على وجه أخص، وذلك انطلاقًا من إيمانها بادوار المجتمع المدني المغربي في المساهمة في بناء الأمن والسلم العالميين، وبمقتضيات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وكل مبادئ المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، التي تعمل على نشر الأمن والاستقرار في العالم، واستناداً  إلى مبادئ مؤسسة فكر القائمة على نصرة القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الوحدة الترابية والوطنية وكل قضايا الفكر والثقافة والعلوم والتنمية، وإشادةً  بالدور الريادي والقيادي للملك محمد السادس في تدبير السياسات الخارجية للمملكة المغربية، واستحضارًا لمضمون الخطاب الملكي في 20 غشت 2021، والداعي إلى فتح مرحلة جديدة غير مسبوقة في العلاقات بين المغرب، وإسبانيا، وإحالةً على الموقف الأخير للحكومة الاسبانية، والمعلن في رسالة رئيسها، المؤرخة في يوم 14 مارس 2022، والقاضي بالاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي، المرجع الأكثر جديةً، وواقعيةً، ومصداقيةً من أجل تسوية الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، وبلاغ الديوان الملكي المؤرخ في 18 مارس 2022 حول الرسالة التي تلقاها الملك من رئيس الحكومة الإسبانية في موضوع الاعتراف الإسباني بسيادة المغرب في أقاليمه الجنوبية، وزيارة رئيس الحكومة الإسبانية، وما أثمرته شكلًا ومضموناً من إعلان بدء مرحلة جديدة غير مسبوقة بين إسبانيا والمغرب ستكون لها -لا محالة- انعكاسات جيدةً، ومثمرةً اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً على المنطقة، وبدأت ثمارها تظهر للرأي العام الوطني، والدولي تتمثل في الاجتماعات المكثفة بين  وزيري خارجية البلدين ناصر بوريطة، وخوسيه مانويل الباريس إعدادا للجنة العليا المغربية الاسبانية، وكذا الإعلان عن رغبة تقوية التبادل التجاري، والاستثمار في مجالات متعددة وتعزيز التعاون على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، وتجنب القرارات الأحادية الجانب، وتجنب التدخل في الشؤون الداخلية.
واعتبر الدرويش في كلمة افتتاحية خلال الندوة الدولية حول موضوع: " حول العلاقات المغربية-الإسبانية:
رؤى متقاطعة" المنظمة يومي الأربعاء و الخميس 16 و17  نونبر 2022 بالرباط، أن كل هذه الحصيلة، هي إشارات عميقة لمسلسل علاقات مثمرة بين البلدين تقوم أساسًا على تفعيل، وتقوية كل ما هو متفق عليه، وتأجيل كل نقطة خلافية بينهما صغيرةً كانت، أم كبيرةً وهذا تدبير حكيم من الطرفين.
واستحضارًا لكل هاته السياقات والظروف والمعطيات، يضيف المتحدث ذاته، تشيد مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم بقيادة الملك محمد السادس في إدارة السياسة الخارجية للمغرب، والمرتكزة على السلوك الحضاري، والتاريخي العريق للمملكة المغربية، وعلى مبادئ السلم وحسن الجوار والسلامة الإقليمية، كما هي مثبتة في ميثاق الأمم المتحدة، كما تحيي موقف الحكومة الإسبانية الجديد، الذي يشكل نقلة نوعية في مواقف اسبانيا تجاه نزاع الصحراء منذ 1963.
- تعتبر رسالة رئيس الحكومة الاسبانية المؤرخة في 14 مارس 2022، وثيقة والتزاما مكتوبا، استجابة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2072( د 20)والمؤرخ في 16 دجنبر 1965، والذي طالبت فيه الأمم المتحدة في الفقرة الثانية، بأن تتخذ اسبانيا وفورا، الإجراءات اللازمة "لتحرير إقليمي إفني والصحراء الإسبانية والدخول لتحقيق ذلك في مفاوضات حول قضايا السيادة على الإقليمين".
وأكدت المؤسسة حسب الدرويش، على أن المغرب، وإسبانيا بطيهما للأزمة يدخلان مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية الكفيلة بالتأثير على استقرار الأمن والسلم بشمال غرب إفريقيا وغرب المتوسط، وأن ما يجري من حروب متعددة الأشكال والمضامين في أوربا، والتحديات الأمنية والعسكرية في مضيق جبل طارق، يفرض بناء علاقات استراتيجية بين البلدين، وضرورة الترفع عن أي مزايدات انتخابوية، إن في إسبانيا أو على المستوى الأوربي أو في المغرب.
- تعتبر الموقف الاسباني انتصارا دبلوماسياً جديدًا لدعم نصرة الوحدة الترابية الوطنية انطلاقًا من قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 -1541، وانخراطا في مسار التحول الدولي والمواقف والقرارات المنتصرة لمبادرة الحكم الذاتي، ولبنة جديدة في بناء السلم في المنطقة، على غرار الاعتراف الألماني الأخير بمبادرة الحكم الذاتي، وإشادة الأمم المتحدة بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب من أجل حل النزاع الإقليمي للصحراء المغربية، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة على صحرائه، وفتح أكثر من ثلاثين قنصلية في العيون والداخلة، وأهمية قرار الاتحاد الإفريقي في قمة نواكشوط في العام 2018، بحصرية الأمم المتحدة في معالجة ملف النزاع الإقليمي حول الصحراء، وتأييد منظمات إقليمية ودولية للوحدة الترابية والوطنية المغربية، كما هو الحال بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وهاته كلها محطات دولية هامة تؤشر للتحول الدولي لانتصارات حق المغرب في سيادته على أقاليمه الجنوبية.
وأحيت مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم كل مكونات الشعبين المغربي، والإسباني التي طالبت بطي صفحات الأزمة بين المغرب، وإسبانيا، وعملت على إسماع صوتها دفاعًا عن المشترك بين الجارين تاريخًا، وحاضرًا، ومستقبلًا من أجل تجسير علاقات إفريقية-أوروبية مثمرةً اقتصاديًا، واجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا- كما توجه نداءً لكل الجامعات، والمؤسسات الثقافية والرياضية والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية، وتنظيمات المجتمع المدني، والمؤسسات الاقتصادية لمواكبة مسارات تجديد الاتصال والتواصل وتعميق العلاقات وتوطيدها مع مثيلاتها بدول العالم عموما، وأوربا خصوصا وإسبانيا على وجه أخص من أجل دعم التوجه الجديد في العلاقات المغربية-الإسبانية وتثبيت دعائم تطويره، ونجاحه لما فيه خير للبلدين ولشعوب المنطقة.
مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم سجلت أيضا مواقف الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيس، ومجموعة من الأحزاب السياسية، والفاعلين الأكاديميين، والمدنيين، والاقتصاديين و الاجتماعيين، والتي تؤسس لعلاقات متجددة بين البلدين على أساس الثقة، والاحترام ومقتضيات المعاملات رابح رابح في مجموعة من القضايا، والمشاكل، والإشكالات التي تؤرق المغرب، وإسبانيا منها ما يرتبط بالهجرة، والأمن، والاستقرار، والبحث والمعرفة والاقتصاد، وغيرها وفق مقاربة تشاركية على أساس خارطة طريق تنطلق من الحاضر، وتستحضر الماضي من أجل المستقبل وهو ما ننتظره من زيارات ولقاءات التشاور، والتفاهم، والتعاقد بين مسؤولي البلدين، وماسينتج عن اجتماع اللجنة العليا في القريب من الأيام لما فيه خير للبلدين بعنوان عريض"مرحلة جديدة من الشراكة بين إسبانيا والمغرب "بخصوص كل القضايا ترسيم حدود المجالات البحرية على الواجهة الأطلسية، و"تطبيع حركة الأشخاص والبضائع"، و"إعادة تنشيط"التعاون الاقتصادي والثقافي بين الطرفين، كما أبرز أن العلاقات المغربية - الإسبانية تنبني على ربط الماضي بالحاضر خدمة للمستقبل، ومساهمة في إذكاء الروح الوطنية الصادقة لدى مواطنات، ومواطني البلدين بأجيالهم المتعاقبة كفيل بضمان استقرار في المغرب بوابة افريقيا وإسبانيا بوابة أوروبا.