الجمعة 19 إبريل 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: دور الأخصائي الاجتماعي في المجتمع المدرسي

خليل البخاري: دور الأخصائي الاجتماعي في المجتمع المدرسي خليل البخاري
اذا كان دور المدرس ينحصر بالأساس داخل الفصل الدراسي، فالأخصائي الاجتماعي دوره لا بداية ولانهاية له؛ ولا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي، إنما وظيفته هي معالجة القضايا والمشكلات النفسية والاجتماعية وغيرها للتلاميذ وما أكثرها بمدارسنا اليوم: الفقر، الحرمان والتفكك الأسري والتحرش الجنسي والعنف اللفظي والجسدي والنفسي..كلها حالات وقفنا عنها من خلال ممارستنا لمهمة التدريس لمدة تفوق ثلاثة عقود.
عديد هم التلميذات والتلميذات بمدارسنا يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية تستوجب من يجد لها حلولا. من هنا نقول بأن الدور الأساسي لوجود أخصائي اجتماعي في المدرسة أصبح ضرورة ملحة لا محيد عنها لحل مشاكل التلاميذ وتجاوزها ولتنمية المواهب والكفاءات ومحاولة صقلها واشباع احتياجاتهم بكل ما من شأنه تجنيبهم وابعادهم من الوقوع في المشاكل.
ان الهدف الاول لمهمة الأخصائي الاجتماعي هو مساعدة التلاميذ على القيام بأدوارهم الاجتماعية بطريقة سليمة ومساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها التربوية واعداد جيل واع بمسؤولياته. كما أن دور الاخصائي الاجتماعي هو التركيز على شخصية التلميذ ونموها من خلال البرامج والانشطة اللاصفية المختلفة التي تكسب الخبرات وتنمي القدرات وتستثمر المهارات وتدعم العلاقات ببن مكونات المجتمع المدرسي تمهيدا لتدعيم وتثمين العلاقات وتقويتها في المجتمع.
ولكي يتفوق الاخصائي الاجتماعي في مهامه داخل المدرسة، على الادارة المدرسية والتدريسية العمل على مراقبة تتبع غيابات التلاميذ وتأخيراتهم ومتابعة تحصيلهم الدراسي.
ولكي ينجح الاخصائي الاجتماعي في دوره لمساعدة التلميذ في تنمية مداركه ومساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها التربوية، يتوجب عليه القيام ببعض الاعمال وهي كالتالي: وضع خطة عمل تفاديا للارتجالية والعشوائية وذلك بحصر الامكانات واحتياجات التلميذ والمدرسة.
ثم تنفيذ البرنامج وذلك بالاستعانة بجمعية الاباء وتوفير خدمات متنوعة كوقاية التلميذ من التعرض للانحراف والمشكلات التي تعوقه عن تأدية أدواره وتمكينه من التنشئة الاجتماعية السليمة.
ان توفير الاخصائي الاجتماعي بمدارسنا ضرورة ملحة للتلاميذ على السواء لخلق روح ايجابية للتعلم والمثابرة والعطاء بعيدا عن المشاكل والعزلة والانطواء والقلق.
ان تلامذتنا في الوقت الراهن بحاجة الى تأهيل نفسي ابتداء من الاسرة والمدرسة والمجتمع والوزارة ومختلف الجهات المعنية، لخلق جيل قوي، جيل الغد بتعليمه وتقته قادرا على البذل والعطاء.
وخلاصة القول، الاصلاح يبدا من التربية والتعليم. ننتظر من الحكومة المقبلة أن تضع موضوع الأخصائي الاجتماعي في أولويات مهامها وتعمل على ترجمة ما تضمنته الرؤية الاستراتيجية حول التعليم وكذلك النموذج التنموي الجديد من خلال ايجاد أرضية ملائمة لبناء معرفي وتعليم نوعي جيد ولضمان هندسة تامة لمخرجات العملية التربوية والتعليمية.
 
خليل البخاري، باحث تربوي