الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

نبيل السليماني: الهمتني الطبيعة كشاعر واللغة بالنسبة لي تأتي في الدرجة الأولى

نبيل السليماني: الهمتني الطبيعة كشاعر واللغة بالنسبة لي تأتي في الدرجة الأولى نبيل السليماني
يحرص الأدباء والمثقفون المغاربة على إغناء الخزانة المغربية بإصدارات أدبية، تعدد أنواعها وتتنوع مواضيعها، وفي هذا الإطار تواصلت "أنفاس بريس" مع الشاعر والكاتب نبيل السليماني، للإضاءة على مولوده الأدبي الجديد، الذي يحمل عنوان "أوراق من سفر الخروج".

كيف تقدم نفسك لقراء "أنفاس بريس"؟
أعترف بداية أن هذا السؤال ينطوي على صعوبات كثيرة، رغم ما يبدو ،بداهة، أنه سهل بما أن الفرد منا لا يعرف نفسه أكثر منه هو، وأنه الأقدر على الإجابة عنه ببساطة. كلما واجهنا أحدا ب"عرف نفسك" تنفتح أمامه مسارب عديدة تتعلق بهوية الفرد كفرد، وهويته كفرد داخل جماعة ثم كفرد كاتب. 
وسأقول: نبيل السليماني شاعر مغربي شاب ولدت في قرية تابعة إلى إقليم سيدي قاسم، عشت طفولتي في هذا الفضاء المفتوح الذي لا يحده سوى نهر سبو وحقول قصب السكر والقمح والذرة وما إليه من أنواع الزراعة التي تعرفها هذه المنطقة، وأضيف إلى ذلك الأشجار وما يمر بها من الطيور المغردة.
وقد استفدت كثيرا من طبيعة المكان كشاعر حتى صرت منغرسا فيه كما هو منغرس في.
 
كيف تقدم آخر إصداراتك الأدبية؟
صدر لي ديوان شعر بعنوان "أوراق من سفر الخروج" أواخر سنة 2020 عن الراصد الوطني للنشر والقراءة.
تناولت فيه عديدا من الموضوعات بداية بالحب الذي يشغل كل شاعر في حداثته، ثم ما يتعلق بالواقع كما أراه.
وبعد أن بدأت تتبلور تجربتي الشعرية انتقلت إلى الاهتمام باللغة حيث صارت تأتي في الدرجة الأولى بالنسبة إلي ثم بعدها المضمون والأشياء، فالذي يهم الشاعر ليس الأشياء في حد ذاتها بل الأشياء معبرا عنها باللغة كما يعبر جان كوهن. 
إن هذا القول لا ينفي وجود الموضوع أو المادة المعبر عنها في مرحلتي هذه، لا يوجد شعرا دون فكرة.
فقد شغلتني مجموعة من الموضوعات التي لها علاقة بالتأمل في النفس، والموت الذي انجذبت وأنجذب إليه في قصائد كثيرة من حيث أنه رمز لواقع جديد يأتي بديلا عن واقعنا الحالي المتأزم.
كما أن قصائد هذا الديوان تنتمي إلى ما سمي بقصيدة التفعيلة، فإنني أتبع فيها وزنا معينا مع محاولة الخروج على رتابة الأوزان الشعرية القديمة، والاشتغال على الصفحة في بعض نصوصي من خلال كتابة بعض المقاطع بشكل مجزأ، أو على شكل هرم معكوس كما في القصيدة التي تحمل نفس عنوان الديوان.