السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: "إلى الجزائري عبد الرزاق مقري .. أصلاً لم توجّه الدعوة الملكية إليك.. حتّى تحشر أنفك

يوسف غريب: "إلى الجزائري عبد الرزاق مقري .. أصلاً لم توجّه الدعوة الملكية إليك.. حتّى تحشر أنفك يوسف غريب
قد يكون عبد الرزاق مقري رئيس الحزب الإسلامي، حزب مجتمع السلم هو أوّل رد فعل من مسؤول سياسي جزائري على الخطاب الملكي  عبر منشور نشره يوم الثلاثاء 3 غشت 2022على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك  بكونه يرى إن التصريحات التي أدلى بها الملك محمد السادس هي جيدة و"مطمئنة"، إلا أنه اعتبر أن ثمة ما يناقضها  ملخّصاً ذلك في نقطتين، أولها ما أسماه بـ"الخطاب الرسمي الداعم لجهات إنفصالية بالإضافة طبعاً شمّاعة التطبيع مع إسرائيل.. 
 يبدو لي أيها المقري أنّك لم تقرأ جيّداً خطاب العاهل المغربي.. ولا بأس في إعادة الفقرة ذات الصلة بدعوة جلالته وتحديد المرسل إليه.
(... وإننا نتطلع، للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك.)
كما في علم الجميع لست رئيس دولة ولا ناطقا رسميًّاً باسمها حتّى تعطي لنفسك هذا الحق في التطاول على دعوة لم توجه إليك أصلاً فحسب بل فضوليّاً حشر أنفه في ما لا يعنيه.. والأغرب أن تكون على رأس قيادة حزب إسلامي له الجرأة في نشر مغالطات وأكاذيب تتعارض والقيم الإسلامية النبيلة..
وتجاوزاً منّا لهذه اللغة الإستعلائية التي دبّجت بها منشورك وانت تملي علينا شروطك في فتح الحدود بين البلدين كمسألة حياة أو موت بالنسبة للمغرب قيادة وشعبا..أو كما تتوهّم.. فإن الأساسي هو هذه الشروط نفسها التي تعود فقط إلى سنتين على أكثر تقدير منها تصريح السفير المغربي السيد هلال من جهة.. وعودة العلاقات المغربية الإسرائيلية.. و مقارنة مع تاريخ إغلاق الحدود فإن الزمن بين الحدثين شائع ومديد إمتداد الافق الأزرق.. بل يعود إلى سياقات  القرن الماضي بكثير..وإن الخلافات الثنائية بين البلدين تعود إلى عقود من الزمن، وتراكمات تاريخية ذات الصلة بالنزاع المفتعل بأقاليمنا الجنوبية
نعم انت لا تملك الجرأة بأن تقول وبكل الوضوح:
( بيننا وبينكم قضية الصحراء) خاصّة وان موقف حزبكم واضحة وفاعلة في تشجيع الحركة الإنفصالية الصحراوية من خلال العديد من التصريحات والمواقف الميدانية مذكّراً إياك بأخطر تصريح جاء   على هامش المنتدى التضامني حول "الصحراء الغربية "قلت فيه :
إن حركة مجتمع السلم “حمس” تربطها علاقات قوية مع جبهة “البوليساريو” وأن هناك الكثير من مؤسساتنا ولجان في الحركة تتعاون من اجل دعم الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإنهاء معاناته الصعبة مشيراً إلى  أن بعض اللجان والمؤسسات المدنية التابعة للحركة زارت مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف وقدمت الدعم،  ومؤكداً أن موقف حركة حمس موقف قديم ومؤيد لموقف  المسؤولين الجزائريين في قضية الصحراء الغربية "لا حل إلا بالإستفتاء، والذهاب إلى هذا الحل الواقعي الذي يوقف هذه الأزمة ويفكك هذه القنبلة الموقوتة، ويختار الشعب الصحراوي ما يريد)
هو أنت أيها  الزعيم الإسلامي الذي يتستّر وراء شماعة إسرائيل وقضية القبايل.. وكم ستكون محترماً لو أعلنت وجهك للجميع عوض تنقيط الخطاب الملكي بأنه جيد لولا أنّه..
فالإختفاء وراء مغالطات واهية أسلوب الجبناء.. والترويج لأكاذيب وأنصاف حقائق بعيدة كل البعد  عن صفات قادة أحزاب ورجالات دولة.. قريبة إلى أداة تستعمل للهجوم وايثار الفتن بين الشعبين والإساءة إليهما كما جاء في تصريحك مؤخرا وانت تدعو الشعب المغربي بالثورة على نظامه وقيادته..
أنت قيادي بارز في تأجيج الفتن بين الشعبين وتتقن استغلال القضية الفلسطينية في ذلك دون أن نسمع لك أي رد على استقبال الرئيس الفلسطيني لوزير الدفاع الإسرائيلي مباشرة بعد عودته من الجزائر ولمرتين..
دون أن تصدر موقفها من تصريح الرئيس الجزائري مخاطباً وزير الخارجية الأمريكية قائلاً (لا مشكلة لدينا مع إسرائيل)
أما المغرب وقيادته التي وجهت دعودة فتح الحدود والمعابر بين المغرب والجزائر هي التي قادت وفي سرية تامة فتح معبر الملك الحسين للفلسطينيين.. بعد فتح معبر الگرگرات طبعاً هو مغرب ما بعد الگرگرات.. واللاءات الثلاث بالنسبة بأقاليمنا الجنوبية الذي يعطي للدعوة الملكية نبلها وقوتها واصطفافها لدورها الحضاري في فتح المعابر ومد الجسور بين الشعوب بعد تحصين ثغر الوطن وأمن المواطن..
هو مغرب الذي يخاطبكم اليوم ومن موقع القوة والتأثير والكثير من النبل والمصداقية والإحترام لتاريخنا وسلاطين مملكتنا أمثال محمد الثالث الذي أطلق سراح 1200 أسير جزائري بالسجون الإسبانية 1779م في ظل تقاعس العثمانيين حكام الجزائر آنذاك..
وأيضا موقف السلطان عبد الرحمان بن هاشم الذي أصدر قرار استقبال الجزائريين بعد دخول فرنسا والعودة إلى ما جاء في ديباجية القرار نجد نفس قيم التضامن والإخاء والتآزر التي تجددت في دعوة الملك محمد السادس اليوم.. جاء في القرار مايلي :
(.. إن أهل الجزائر أناس غرباء أخرجهم العدو الكافر من أرضهم ووطنهم والتجأوا إلينا واستظلوا بعنايتنا.. فينبغي ان نعاملهم بما ينسيهم غربتهم لأنهم إخواننا في الدين والجوار).
دون أن ننسى بطبيعة الحال موقف المغفور له محمد الخامس وخطابه الموثق بالصوت والصورة باروقة الأمم المتحدة 9 دجنبر 1957 حين طالب باستقلال الجزائر وتقرير مصيرها.
هي مواقف تاريخية لبلدنا أيها المقري الذي لا يحسن قراءة الأحداث وسياقات اللحظة.. واستشراف المستقبل.
مواقف تجعل منك وبمنشورك  كمن يعتقد أن الصراخ سيوقف سرعة القطار.