الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

منزل يَتَحَوَّلُ إلى مُتْحَفٍ في أرياف تافراوت تطلَّب إنجازُه 25 عاماً (مع فيديو)

منزل يَتَحَوَّلُ إلى مُتْحَفٍ في أرياف تافراوت تطلَّب إنجازُه 25 عاماً (مع فيديو) محمد بهمّدن يقول إن الهدف من وراء ذلك أن يكون الفضاء المتحف فرصة لأهل القرية وضواحيها
على بعد نحو 15 كيلومترا جنوب تافروات في اتجاه تيزنيت، وتحديدا في قرية "أزرواضو"، حول محمد بيهمّدن، ابن البلدة، منزل الآباء والأجداد إلى متحف صار مزار الباحثين والأكاديميين والفنانين والمهتمين وأنباء البلدة والزوار إلى جانب السياح، حيث لم يعد المنزل الذي شرع في ترميمه منذ نحو 25 عاما لفائدة أسرته وأبناءه ملكا له، بل صار مزارا يحجّه الناس من كل فج.
 
يقول محمد بهمّدن (72 عاما)، صاحب المنزل، إن فكرة إعادة تأهيل وترميم المنزل رادودته منذ أن غاب عن بلدته وقريته التي ينحدر منها "أزروواضو" التابعة ترابيا لجماعة أملن (دائرة تافراوت) في إقليم تيزنيت، منذ 34 عاما، فشرع في ترميم بيت الأب والأجداد ترميما يوظف الأحجار والمكونات المحلية في إعادة التأهيل، لتتوسع الفكرة ويصير مشروعا يكبر، بسبب زيارة الموقع من قبل عدد من أبناء القرية وحواشيها للمكان، فجمّع المقترحات والأفكار، لتتوسع أكثر فأكثر وتتحول إلى متحف لم يخطر على بال.
 
عن ذلك يقول بهمّدن، لموقع "أنفاس بريس"، إن الهدف من وراء ذلك أن يكون الفضاء المتحف فرصة لأهل القرية وضواحيها الذين لم يتمكنوا من مغادرة المنطقة والاحتكاك بمناطق أخرى، وقبائل أخرى، وجنسيات أخرى لتكريس الانتقال من قيم التسامح مع الآخر إلى التعايش معه".
 
ويشرح بهمّدن ذلك بقوله: كل هذا تجسده التحف والأعلام الذي أثتت بها الفضاء المنزلي الذي صار فيما بعد إلى متحف، في تحف جمعتها من مختلف مناطق المغرب، من مدنها وقراها في جولاتي الشخصية والأسرية لها، وخلال جولاتي خارج المغرب في عدد من بلدان العالم، منها ما أهدي لي، ومنها ما اقتنيته شراء، وحافظت عليه، إلى وصل إلى هذا الفضاء المتحف ليركن فيه".
 
لم يعد يتذكر بهمّدن عدد التحف الذي تكتنز الفضاء، فهي تتوزع بين سبعة أركان، منها ما يحمل تسميه أعلام البلدة، وعلى رأسهم الراحل محمد خير الدين الأديب والصحفي، بالقرب من مسبح أقامه للترويح عن النفس بالفضاء، وبين بناية أطلق عليها اسم "قبة الصخرة" تشبه في هندستها إلى حد ما "قبة الصخرة" بالقدس، بها مكتب وخزانة، إلى جانب فضاءات أخرى تشمل معرضا لصور تؤرخ لحياته المهنية والمدنية والاجتماعية في مسار امتد لأكثر من 50 عاما، وأخرى في فضاءات متنوعة من طابقين يجسد قيم لتعايش بين تحف غربية وأخرى محلية أمازيغية، لكل منها تاريخ وقصة ورواية وسفر ورحلة وبحث، بحسب تعبيره.
 
حلم بهمّدن أن "يصير الفضاء قبلة للتعايش والتساكن لفهم مغزى الحياة  ومعناها بين الأمس واليوم، تجمع بين أبناء البلدة والباحثين والأكاديميين والفنانين والجمعويين والسياسيين من داخل المغرب وخارجه، فلكل واحد دين وآلهة لا يمكن لأحد أن يفرضها على الآخر"، بحسب تعبيره.