السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: فنان آخر الزمان (1)

إدريس المغلشي: فنان آخر الزمان (1) إدريس المغلشي
الفن رسالة راقية تضطلع بدور هام في تهذيب الذوق والترويح عن النفس وجعلها ترتقي في سماء الإبداع إلى أبعد مدى. كل من رسخوا أقدامهم في الفن لم يولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب، اغلبهم أبناء أحياء شعبية لم يخرجوا عن نطاقها وأفنوا زهرة شبابهم هناك. لم تكن هناك رفاهية تخرجهم من رحم دروبهم وأصدقائهم. بقوا لصيقين بهموم العامة ناقلين لها بأمانة ومصداقية.
هكذا عشنا معهم أزهى فترة الشباب واستهوتنا الكلمات كما الألحان. لا أخفيكم أن خط تحريري ساهمت في تشكله مجموعة لرصاد المراكشية بكل أعضائها. مع باقي الأطياف الأخرى والتلاوين التعبيرية شكل اللحن الجميل والكلمات ذات المعنى العميق الذي يترجم معاناتنا اليومية متنفسا لنا في زحمة الإنشغالات. هكذا كنا نعشق الأغاني التي تحكي عن معيشنا اليومي بلاروتوشات ولازواق وتفتح لنا نوافذ أمل مشرعة على آفاق وشفق لاحدود له لنحلم بغد أفضل .
مأساة مايقع في الساحةالفنية اليوم  من تراجعات  أكيد أنها  لاتخرج عما نعيشه من تشردم وضرب تحت الحزام لكل ماهو متفرد، وفي سياق ماتشهده مواقع أخرى. والغريب في الأمر أن يكتسب البعض ليس الجرأة فحسب بل الوقاحة في الرد بأمور ليست من الواقع والمسؤولية التي تمليها رسالة الفن ياحسرة ...! نعلم جيدا أن أغلب المجموعات أصابها التفكك من خلال الصراع الداخلي وهذا أمر طبيعي درجت عليه التجمعات البشرية من خلال تنازع المواقع والمصالح  لكن أغلبها بفعل خارجي اضمحل معها العطاء وتناقص معها جماله. فأصبحنا نحن لسماع الزمن الماضي فتباعدت الأشواق والأذواق  ورجعنا نعاين الحاضر بنفس الماضي .
مجموعة لرصاد المراكشية من خلال أعضائها والشاعران الألمعان المرحوم شهرمان وميلود  الرميقي على وجه الخصوص، اجتمعت هذه النخب لتعطينا إنجازا فريدا ومتنوعا أقول لن يتكرر. داخل مجموعة عشاق لرصاد التي أنتمي إليها وقد سايرت عملية الإنشقاق التي لم يكن يتمناها أحد. لكن في ظل التدافع  وبعدما انفصل الطرفين فأصبحنا أمام مجموعتين لرصاد والعشاق يتناولان نفس الأغاني والألبومات، واشتد الصراع عبر اليوتوب وحقوق التأليف وأخذ الصراع ابعادا أخرى لا أتمناها تطورت من مرحلة التقاضي إلى تحريف الأصل والمنشأ. حيث لجأ الفنان ذو الصوت الشجي والذي أكن له كل الاحترام والتقدير إلى مهاجمتي شخصيا من خلال رسالة عبر الميسنجر واحتفظ بنسخة منها بكلام نابي لايليق به كفنان حيث أساء لنفسه كحامل رسالة فن  وللمجموعة التي ينتمي إليها.

 (يتبع )