السبت 27 ديسمبر 2025
سياسة

عبيدي: حماية تراث المغرب من السطو عليه من الجزائر يتطلب جرده وتصنيفه وتوثيقه والتعريف به

عبيدي: حماية تراث المغرب من السطو عليه من الجزائر يتطلب جرده وتصنيفه وتوثيقه والتعريف به سعيد عبيدي، أستاذ باحث في التاريخ والتراث بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس
يؤكد‭ ‬سعيد‭ ‬عبيدي،‭ ‬أستاذ‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬والتراث‭ ‬بجامعة‭ ‬مولاي‭ ‬اسماعيل‭ ‬بمكناس،‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬تراثنا‭ ‬الثقافي‭ ‬من‭ ‬الاندثار‭ ‬والسطو‭ ‬عليه‭ ‬يتطلب‭ ‬جرده‭ ‬وتصنيفه‭ ‬وتوثيقه،‭ ‬وكذا‭ ‬التعريف‭ ‬به‭ ‬علميا،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬والتظاهرات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضمان‭ ‬استمراريته،‭ ‬وذلك‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الثقافية‭ ‬لمختلف‭ ‬أنماط‭ ‬التراث‭ ‬المغربي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬الاستمرارية‭ ‬المادية‭ ‬لهذا‭ ‬التراث،‭ ‬وذلك‭ ‬بتبني‭ ‬وسائل‭ ‬استعادة‭ ‬الوجود‭ ‬المادي‭ ‬الأصلي‭ ‬للمواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والذاكرة‭ ‬الجماعية،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬وقف‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬سلامة‭ ‬تراثنا‭ ‬واستمراريته،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اعتماد‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تدهوره،‭ ‬ثم‭ ‬أخيرا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تصنيفه‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الساهرة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬دوليا‭ (‬اليونسكو‭) ‬وإقليميا‭ (‬الإيسيسكو‭)‬،‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬أهمية‭ ‬توعية‭ ‬الساكنة‭ ‬بالقيمة‭ ‬التراثية‭ ‬لما‭ ‬يحفل‭ ‬به‭ ‬مجالها‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬ثقافي‭ ‬مادي‭ ‬وغير‭ ‬مادي،‭ ‬وتشجيعها‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتراثها‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬هبة‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬للمستقبل
 
 

كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬المحاولات‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجزائر‭ ‬للسطو‭  ‬على‭ ‬بعض‭ ‬مكونات‭ ‬التراث‭ ‬المادي‭ ‬واللامادي؟
في‭ ‬البداية،‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬«شعب‭ ‬بلا‭ ‬ذاكرة‭ ‬هو‭ ‬شعب‭ ‬بلا‭ ‬مستقبل»‭.‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬لنا‭ ‬تسارع‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬توثيق‭ ‬تراثها‭ ‬وصيانته‭ ‬وحمايته،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬التراث‭ ‬لا‭ ‬يثمن‭ ‬باعتباره‭ ‬سلعة‭ ‬ثقافية،‭ ‬بل‭ ‬يثمن‭ ‬لتعبيره‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬البلد‭ ‬وتاريخه‭ ‬وحضارته‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التراث‭ ‬ببلادنا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬النظرة‭ ‬«التتحيفية»‭ ‬و«التحنيطية»‭ ‬للتراث‭ ‬ويهتموا‭ ‬به‭ ‬بشكل‭ ‬شمولي،‭ ‬وذلك‭ ‬لكون‭  ‬الاهتمام‭ ‬بالتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬بانتقائية‭ ‬مقصودة‭ ‬أحيانا‭ ‬وغير‭ ‬مقصودة‭ ‬أحيانا‭ ‬اخرى،‭ ‬يعطي‭ ‬قراءة‭ ‬اختزالية‭ ‬معينة‭ ‬لتراثنا‭ ‬ويسمح‭ ‬بالسطو‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬الآخر‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬التراث‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬احتفاليا‭ ‬ولأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وإنما‭ ‬الانطلاق‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬شعارها‭ ‬«من‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬إلى‭ ‬الإبداع‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬العصر»‭. ‬وأكيد‭ ‬بأن‭ ‬الانطلاق‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭  ‬والتصور‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬السطو‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬تراثنا،‭ ‬كما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تثمينه‭.‬
 
ما‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬التراث‭ ‬المادي‭ ‬واللامادي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السطو‭ ‬الجزائري‭ ‬حفظا‭ ‬لذاكرة‭ ‬وتراث‭ ‬المغرب؟
لا‭ ‬مراء‭ ‬بأن‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬المجموعات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تضفي‭ ‬صفة‭ ‬التراث‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أنتجه‭ ‬الأسلاف‭.‬‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬فإن‭ ‬حماية‭ ‬تراثنا‭ ‬الثقافي‭ ‬من‭ ‬الاندثار‭ ‬والسطو‭ ‬عليه‭ ‬يتطلب‭ ‬جرده‭ ‬وتصنيفه‭ ‬وتوثيقه،‭ ‬وكذا‭ ‬التعريف‭ ‬به‭ ‬علميا،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬والتظاهرات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضمان‭ ‬استمراريته،‭ ‬وذلك‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الثقافية‭ ‬لمختلف‭ ‬أنماط‭ ‬التراث‭ ‬المغربي‭ ‬وتوقع‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقدمه‭ ‬للحاضر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬الاستمرارية‭ ‬المادية‭ ‬لهذا‭ ‬التراث،‭ ‬وذلك‭ ‬بتبني‭ ‬وسائل‭ ‬استعادة‭ ‬الوجود‭ ‬المادي‭ ‬الأصلي‭ ‬للمواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والذاكرة‭ ‬الجماعية،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬وقف‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬سلامة‭ ‬تراثنا‭ ‬واستمراريته،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اعتماد‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تدهوره،‭ ‬ثم‭ ‬أخيرا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تصنيفه‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الساهرة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬دوليا‭ ‬«اليونسكو»‭ ‬وإقليميا‭ ‬«الإسيسكو»‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬توعية‭ ‬الساكنة‭ ‬بالقيمة‭ ‬التراثية‭ ‬لما‭ ‬يحفل‭ ‬به‭ ‬مجالها‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬ثقافي‭ ‬مادي‭ ‬وغير‭ ‬مادي،‭ ‬وتشجيعها‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتراثها‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬هبة‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬للمستقبل،‭ ‬وأكيد‭ ‬بأن‭ ‬توعية‭ ‬الجميع‭ ‬بهذا‭ ‬التراث‭ ‬يجعل‭ ‬الجميع‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القنوات‭ ‬ووسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬بشكل‭ ‬علمي‭ ‬وهادئ‭ ‬دون‭ ‬انفعال‭.‬
وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬ينبغي‭ ‬استثمار‭ ‬الجانب‭ ‬الإعلامي‭ ‬بمختلف‭ ‬مكوناته‭ ‬«الإعلام‭ ‬المرئي،‭ ‬المسموع،‭ ‬المقروء،‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬المطويات،‭ ‬الملصقات‭ ‬الاشهارية»‭ ‬للتعريف‭ ‬بالتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬المغربي‭ ‬وقيمته‭ ‬الجمالية‭ ‬والحضارية،‭ ‬علاوة‭ ‬عن‭ ‬تشجع‭ ‬المنتجين‭ ‬السينمائيين‭ ‬والمخرجين‭ ‬العالميين‭ ‬والمغاربة‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬في‭ ‬إنتاجاتهم‭ ‬السينائية‭ ‬وأعمالهم‭ ‬الدرامية‭ ‬وأشرطتهم‭ ‬الوثائقية‭.‬
 
ما‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬الجامعة‭ ‬والباحثون‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬التراث‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تسابق‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬ولو‭  ‬على‭ ‬حساب‭ ‬تراث‭ ‬وهوية‭ ‬المغاربة‭؟
من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬التراث‭ ‬أصبح‭ ‬يخضع‭ ‬لرهانات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬وسياسية‭ ‬وفنية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الرهانات‭ ‬الثقافية،‭ ‬وكذا‭ ‬الرهانات‭ ‬المرتبطة‭ ‬ببناء‭ ‬الهوية‭ ‬والمواطنة،‭ ‬مما‭ ‬يحتم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الراهن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬صيانته‭ ‬وإنقاذه‭ ‬وتثمينه‭. ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬اتخاذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬والتدابير‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مايلي:

 
-‭ ‬دراسة‭ ‬ورقمنة‭ ‬الثراث‭ ‬المغربي،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬المادي؛‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال؛‭ ‬ينبغي‭ ‬دراسة‭ ‬المواقع‭ ‬التراثية‭ ‬والمباني‭ ‬التاريخية‭ ‬والإلمام‭ ‬بكافة‭ ‬أبعادها،‭ ‬واستقراء‭ ‬تاريخها‭ ‬ومراحل‭ ‬تطورها‭ ‬العمرانية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشخيص‭ ‬وضعها‭ ‬الراهن،‭ ‬ورصد‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬وامكانيات‭ ‬تنميتها‭ ‬ومعوقاتها،‭ ‬وتتنوع‭ ‬آليات‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بين‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الأدبيات‭ ‬والمصنفات‭ ‬والمتون‭ ‬التاريخية،‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الرسمية‭ ‬والإحصاءات‭ ‬ودراستها،‭ ‬وكذلك‭ ‬التحريات‭ ‬الميدانية‭ ‬والأبحاث‭ ‬الأركيولوجية‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬والأفراد‭ ‬المعنيين‭ ‬بالموقع‭.‬
 
-‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬شمولية‭ ‬لصيانة‭ ‬وإنقاذ‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التراث‭ ‬أن‭ ‬تقودهم‭ ‬أربع‭ ‬إرادات‭ ‬أساسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬هدم‭ ‬المعالم‭ ‬المعمارية،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬الاتلاف‭ ‬عبر‭ ‬الترميم‭ ‬وفق‭ ‬المعايير‭ ‬المعتمدة‭ ‬دوليا،‭ ‬وذلك‭ ‬باحترام‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬التي‭ ‬شيدت‭ ‬بها‭ ‬المعلمة،‭ ‬وكذا‭ ‬تهيئة‭ ‬داخلية‭ ‬وترميم‭ ‬بدون‭ ‬إضافة‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬في‭ ‬مورفولوجية‭ ‬المعلمة‭ ‬ومواد‭ ‬بنائها،‭ ‬وأما‭ ‬الإرادة‭ ‬الثالثة‭ ‬فتكمن‭ ‬في‭  ‬ضمان‭ ‬التواجد‭ ‬المستقبلي:‭ ‬الإحياء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬المعلم‭ ‬اقتصاديا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬بمنحه‭ ‬وظيفة‭ ‬جديدة‭ ‬مستديمة،‭ ‬وتسهيل‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للمسكن‭ ‬«جعله‭ ‬لائقا»،‭ ‬ثم‭ ‬أخيرا‭ ‬تسهيل‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭. ‬وتكمن‭ ‬الإرادة‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬البشري‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬التحولات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموازنة‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬السكان‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬العتيقة‭ ‬والأحياء‭ ‬الحديثة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المضاربة‭ ‬بالعقار‭ ‬والبنايات،‭ ‬علاوة‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬نداء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بعث‭ ‬اهتمام‭ ‬سكان‭ ‬المدن‭ ‬العتيقة‭ ‬واعتزازها‭ ‬بالتراث‭ ‬الثقافي‭.‬
 
-‭ ‬استثمار‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬مقاربة‭ ‬حداثية‭ ‬وعملية‭ ‬تروم‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬إليه،‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬العيش‭ ‬وضمان‭ ‬إشعاعه‭ ‬الثقافي،‭ ‬عبر‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬داخل‭ ‬المجال‭ ‬العمراني،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬تجيب‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬التنمية‭ ‬المستديمة‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬مع‭ ‬التراث‭ ‬بشكل‭ ‬يجعلها‭ ‬تمنحه‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭. ‬ ولا‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬ولا‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسايرة‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬مع‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭ ‬وتأهيل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتكييفه‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬السوق‭ ‬والرفع‭ ‬من‭ ‬تنافسيته،‭ ‬بالاستناد‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬التراث‭ ‬المعماري‭ ‬والخبرة‭ ‬المحلية‭ ‬والقيم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية‭ ‬المحلية‭ ‬وربط‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بغاية‭ ‬ضمان‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬والرخاء‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمقبلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التنمية‭ ‬المستديمة‭.‬
 
-‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬ورسملة‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬المغربي‭ ‬وجعله‭ ‬موردا‭ ‬لمردودية‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬تتجاوز‭ ‬مجرد‭  ‬التقييد‭ ‬والتسجيل‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬الأثر،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬إلا‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬السبل‭ ‬الناجعة‭ ‬لتوظيف‭ ‬الموارد‭ ‬التراثية‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬تنعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬الساكنة‭ ‬الحاضنة‭ ‬للعناصر‭ ‬التراثية‭ ‬المكونة‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬عيشها‭. ‬وفق‭ ‬مقاربة‭ ‬تنفتح‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬ضمن‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية‭.‬