دخل التدبير الرياضي بجهة الدار البيضاء سطات نفقاً مظلماً منذ مطلع عام 2025، بعد أن تحولت "سونارجيس" (SONARGES) من واجهة للتحديث إلى عنوان لأزمة اجتماعية وإدارية خانقة.
الأزمة اليوم لم تعد تقتصر على سوء تدبير المرفق، بل وصلت إلى حد "الاستغلال الوظيفي" للموظفين الملحقين، الذين يجدون أنفسهم لعام كامل بين فكيْ كماشة أجور ومستحقات معلقة، ومهام إضافية فرضت عليهم دون سند قانوني أو مادي، وفق ما أكدته مصادر "أنفاس بريس".
الأزمة اليوم لم تعد تقتصر على سوء تدبير المرفق، بل وصلت إلى حد "الاستغلال الوظيفي" للموظفين الملحقين، الذين يجدون أنفسهم لعام كامل بين فكيْ كماشة أجور ومستحقات معلقة، ومهام إضافية فرضت عليهم دون سند قانوني أو مادي، وفق ما أكدته مصادر "أنفاس بريس".
وعود "سونارجيس" الوردية.. سراب يحصده الموظفون
حين تسلمت الشركة تسيير المنشآت الرياضية بالجهة، قدمت وعوداً براقة للموظفين الملحقين من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة، توهمهم بتحسين وضعيتهم المادية وتطوير بيئة عملهم. لكن الواقع بعد مرور سنة جاء صادماً؛ فلا المستحقات القديمة صرفت، ولا الوعود الجديدة تحققت. وبدلاً من ذلك، وجد الموظف نفسه مجبراً على القيام بمهام ومسؤوليات إضافية، تحت ذريعة "تجويد الخدمة"، ليتحول الموظف العمومي الملحق إلى "عامل" تحت الطلب في أجندة الشركة.
إن إثقال كاهل الموظفين بمهام جديدة دون تسوية وضعيتهم المالية لمدة سنة كاملة يعد خرقاً سافراً لمدونة الشغل وللقوانين المنظمة للإلحاق الإداري. كيف يعقل لمؤسسة وطنية أن تطالب الموظف بمضاعفة جهده والالتزام بجدول زمني وتكليفات إضافية، وهي تعجز أو ( تتماطل) عن منحه تعويض عما يقوم به من مهام، هذا الوضع أدى إلى حالة من اليأس لدى الموظفين والاحتقان النفسي الذي يؤثر سلبا عن جودة الخدمات التي يقدمها هؤلاء داخل الملاعب والمسابح الجهوية.
مرافق مهجورة وعمال نظافة منسيون
هذا التخبط الإداري طال أيضاً عمال النظافة، الذين يمثلون الحلقة الأكثر هشاشة. فتأخر أجورهم أدى بالضرورة إلى تراجع مستوى نظافة المرافق. أما المنخرطون، فيؤدون ضريبة هذا الفشل من جيوبهم؛ فبعد الرفع من قيمة الانخراط، وجدوا أنفسهم في مسابح "باردة" نظرا لعدم توفير "المازوط" التي يحتاجه التقنيون لتدفئة مياه المسابح التي أصبحت تفتقر لأبسط شروط التدفئة، في ظل غياب تام لأي تواصل رسمي من الإدارة الجهوية التي تنهج سياسة "الآذان الصماء".
جدار الصمت وغياب المسؤولية
إن غياب المسؤول الجهوي للشركة وتجاهل شكايات الموظفين والعمال والمنخرطين يعكس أزمة حكامة حقيقية. إن الهروب من التواصل ليس حلاً، بل هو اعتراف ضمني بالفشل في تدبير المرحلة الانتقالية. فالموظف الذي لم ينل مستحقاته منذ سنة، والمنخرط الذي يسبح في مياه باردة بأسعار مضاعفة، والعامل الذي لا يتم تعويضه قوت يومه عن الأعمال التي يقوم بها لنموذج تدبيري أبان عن محدوديته بجهة الدار البيضاء سطات.
أنصفوا الشغيلة لإنقاذ المرفق
لا يمكن لأي منشأة رياضية أن تنجح وهي تُبنى على "الحيف الاجتماعي". إن إنصاف الموظفين الملحقين وصرف مستحقاتهم المتراكمة لسنة كاملة، مع مراجعة المهام الإضافية المفروضة عليهم، هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فهل تتدخل إدارة "سونارجيس" والوزارة الوصية لوقف هذا النزيف، أم أن "الصمت" سيبقى هو سيد الموقف حتى تنهار الخدمات تماماً؟
للإشارة فهناك مشروع إحداث شركة جهوية جديدة تحمل اسم “CASA REGION SPORT”، ستُسند إليها مهام تدبير واستغلال وصيانة وتأهيل المنشآت الرياضية بالمدينة، عوض "سونارجيس" مما يطرح علامة استفهام جديدة على مصير و مستحقات الموظفين الذين سبق وان الحقوا بالشركة التي ستحل قريبا.
