رحم الله أهلنا الذين لقوا حتفهم بمدينة أسفي بعد أن جرفتهم سيول جارفة في زمن قياسي. إنا لله و إنا إليه راجعون.
التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، بلادنا ليس في منأى عن التهديدات التي تحملها بين ثناياها، وحتى التوقعات المناخية لم تعد تُسعف حتى الخبراء. لذلك الاستنفار يفرض نفسه على امتداد التراب الوطني، وخصوصا في مناطق مغرب السرعة البطيئة، حيث العجز في البنية التحتية مهول!
دار الضمانة التي تم الاعلان عن تعليق الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية بإقليم وزان اليوم الثلاثاء 16 دجنبر 2025، بعد ادراجها ضمن لائحة مناطق "التحذير البرتقالي"، سبق أن هزها نهاية ستينيات القرن الماضي فيضان المجرى المائي (العْناصر) الذي تخترقه السيول المائية المتدفقة من جبل بوهلال الذي يقع هذا المجري في سفحه.
خسائر مادية فادحة خلفها الحادث . حدث هذا قبل أن يهجم على جانبيه البناء العشوائي الذي توسعت رقعته مع مرور الزمن، وانتفخت من وراء ذلك جيوب منتخبين وثلة من رجال السلطة و أعوانها!
مخاوف كثيرة عبّر عنها مواطنات ومواطنين ربطوا الاتصال بجريدة "أنفاس بريس" بعد أن تناهت إلى علمهم تفاصيل كارثة أسفي الجريحة. من بين هذه المخاوف هو أن عملية كنس المجرى لم تتم كما كان منتظرا. أحجار من حجم كبير تستقر عند مدخله ( العناصر)، أتربة وأزبال متراكمة على حاشيتيه، هذا دون الحديث عن ما يمكن أن تحمله السيول لا قدر الله من جبل بوهلال، وهي كلها قنابل موقوتة إذا ما ساءت أحوال الطقس الغير متحكم في زمن المفاجآت الناتجة عن التغيرات المناخية .
المقاربة الاستباقية هي المدخل الرئيس لتجنب ما يمكن أن يحدث. لذلك المطلوب التعجيل بتشكيل فريق تقني للوقوف على التهديدات الجاثمة بمقدمة المجرى(العناصر)، وتحديد الأولويات التي تستدعي التدخل ( ابعاد الأحجار، تنظيف حاشيتي المجرى، تحذير الأطفال وكبار السن من الاقتراب من المجرى) ، في انتظار اعداد دراسة تقنية من أجل ابعاد كل أشكال المخاطر المرصودة .
الحيطة والحذر يفرضان حضورهما، خصوصا وأننا في بداية فصل الشتاء ولا نعلم ما يحمله في طياته من مفاجئات.
الحمد لله على أمطار الخير التي طردت شبح الجفاف الذي عانت منه بلادنا حوالي عقد من الزمن. وندعو الله "يعطيها لينا على قاد النفع".

