Thursday 4 December 2025
مجتمع

الصويرة.. دورة تكوينية تُنير دروب المشاركة السياسية للنساء

الصويرة.. دورة تكوينية تُنير دروب المشاركة السياسية للنساء جانب من الدورة
تحول المركب الاجتماعي ابتسامة بمدينة الصويرة، على مدى يومين، إلى فضاء نابض بالحوار والتعلم، حيث احتضن فعاليات دورة تكوينية مخصصة لتأهيل المكوّنات في مجال المشاركة السياسية للنساء. 
ويأتي هذا النشاط في إطار مشروع "لتمكين السياسي للنساء والشباب رافعة للتنمية المحلية"، الذي تشرف على تنفيذه جمعية الوادي الأخضر للتنمية، بشراكة مع صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء التابع لوزارة الداخلية. 
وأشرف على تأطير هذه الدورة الخبير في النوع الاجتماعي وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش آسفي الأستاذ خليد سرحان.
منذ الجلسة الافتتاحية، بدا واضحا أن الهدف أكبر من مجرد تكوين تقني، إذ تناول العرض الأول سياق المشروع ودوافعه، مبرزا الدور الحيوي للمرأة كفاعل في تدبير الشأن المحلي، وكمكوّن أساسي في أي رؤية تنموية تروم العدالة وفعالية القرار.
 
التشريعات الدولية… بوابة المساواة
 
افتُتح المحور الأول، بنقاش مستفيض حول حضور النساء في التشريعات والمواثيق الدولية، واستعراض لأهم الاتفاقيات الأممية التي جعلت من المساواة والعدالة الجندرية مبدأً غير قابل للتراجع، تلا ذلك محور ثان خصّص لقراءة القوانين الوطنية المرتبطة بتمثيلية النساء داخل المؤسسات، وتحليل كيفية تنزيل مقاربة النوع في النصوص والمساطر.
 
الديمقراطية التشاركية… صوت المجتمع المدني
 
أما المحور الثالث، فكان بمثابة جسر يربط المشاركات بمفهوم الديمقراطية التشاركية، وبدور المجتمع المدني في صياغة القرار المحلي، وقد فتح هذا النقاش آفاقا واسعة لفهم آليات التشاور العمومي التي يتيحها القانون التنظيمي للجماعات الترابية. واختُتم اليوم الأول بخلاصات تقييمية ونقاش مفتوح زاد من تماسك المجموعة وعمق تبادل التجارب.
 
هندسة التكوين… مهارات لصناعة التغيير
 
استهل اليوم الثاني بتقديم تقرير موجز عن مخرجات اليوم الأول، قبل الانتقال إلى محور هندسة التكوين، حيث تعرفت المشاركات على أساليب التنشيط الديداكتيكية ومبادئ الأندراغوجيا (تعليم الكبار)، إضافة إلى خصائص المكوّنة الفاعلة في مسار التمكين،  وشكلت هذه المرحلة فرصة ثمينة لاكتساب أدوات عملية تساعدهن على تصميم برامج تدريبية ذات أثر ملموس في صفوف النساء والشباب.
وخصص سرحان محورا كاملا للتعريف بمفهوم النوع الاجتماعي وكيفية إدماجه في السياسات العمومية، مبينا أن تحقيق التنمية المستدامة يمر أساسا عبر تمكين النساء وتعزيز حضورهن في مراكز القرار.
 وبعد استراحة شاي قصيرة، انتقل النقاش إلى علاقة المرأة بأهداف التنمية المستدامة، مع تقديم نماذج وتجارب وطنية ودولية تحمل دروسا ملهمة يمكن استثمارها في السياق المحلي للصويرة.
 
 
ورشات نابضة… وتجارب تُترجم إلى مهارات
 
تميزت الدورة بتنوع أساليب التدريب، من لعب الأدوار والعصف الذهني إلى ورشات العمل الجماعية.
 وشكّلت هذه الفضاءات التفاعلية مختبرا حقيقيا للتجربة والتطبيق، حيث استطاعت المكوّنات تحويل المفاهيم النظرية إلى ممارسات واقعية.
وفي أفق تنزيل المشروع ميدانيا، تم توزيع المشاركات على جماعات الإقليم واعتماد برمجة زمنية لمواكبتهن خلال الأشهر المقبلة، عبر تأطير ورشات تحسيسية حول المشاركة السياسية للنساء والشباب داخل الفضاءات العامة ومراكز النساء والشباب.
 
ختام بنبرة أمل… وشهادات تُلخص الأثر
 
اختُتمت الدورة بتقييم عام ونقاش حر، تلاه توزيع شواهد المشاركة. 
وعبّرت العديد من النساء عن رضا كبير تجاه جودة التأطير وجو التفاعل داخل الورشات. 
تقول إحدى المشاركات:
"فتحت هذه الدورة أمامنا آفاقا جديدة لفهم الدور الحقيقي للمرأة في الحياة السياسية، ومنحتنا أدوات يمكن أن نطبقها مباشرة في الميدان".
وتضيف أخرى:
"الطرق التشاركية التي اعتمدها المؤطر، ساعدتنا على استيعاب المفاهيم بعمق، وشجعتنا على تجاوز معيقات المشاركة بثقة أكبر".
وبصوت متوافق، أكدت معظم المشاركات، رغبتهن في مواصلة التكوين والترافع من أجل تمثيلية عادلة ومنصفة داخل الهيئات المنتخبة والمؤسسات المحلية.